كانت مباراة الترجي الرياضي الأخيرة، التي جمعته بالنادي البنزرتي حبلى بالإستنتاجات والملاحظات سواء الإيجابية أو السلبية والمتعلقة بالنتيجة والمستوى العام للفريق والأداء الفردي للاعبين وإضافة كل منهم وكذلك باختيارات المدرب دي مورايس والتعديلات التي قام بها مقارنة مع اللقاءات السابقة. الإستنتاج الأول والرئيسي الذي يفرض نفسه يكمن في الإنتصار الجديد، الصعب والثمين الذي حققه الفريق في هذه المرحلة الدقيقة من عمر هذا الموسم ، هو الرابع على التوالي في إطار البطولة ومنح الترجيين ثلاث نقاط أخرى غالية جدا ضاعفت من حظوظهم في لعب الأدوار الأولى ، وهو أيضا فوز صعب للغاية تحقق بأقل فارق ممكن وبعد عناء طويل خصوصا من الناحية الدفاعية بسبب الضغط الهجومي الذي فرضه النادي البنزرتي خاصة في الشطر الأخير من الشوط الثاني والذي كاد أن يأتي بهدف التعادل ويحرم أبناء باب سويقة من الإنتصار. هو في كلمة فوز غير مطمئن بالمرة ناهيك وان الترجي الرياضي مطالب بتجنب أي عثرة في باقي الجولات وجني الإنتصار تلو الآخر وهو ما يفرض عليه الإرتقاء بمستواه إلى أعلى الدرجات بما يجعل مسيرته مثالية وهو الشرط الوحيد لخطف اللقب من منافسيه المباشرين في نهاية الموسم. «بن شريفية» المنقذ إذن كاد الترجي الرياضي أول أمس أن يفرّط في انتصاره أمام النادي البنزرتي بسبب التراجع الملحوظ في الشوط الثاني وخاصة في الفترة الأخيرة من المباراة التي ضغط خلالها زملاء الرجايبي بشكل كبير وخلقوا عديد الفرص السانحة للتهديف التي كان استغلال واحدة منها سيحرم فريق باب سويقة من ثلاث نقاط ثمينة قد تخرجه نهائيا من دائرة المنافسة على لقب البطولة غير أن غياب النجاعة عن اللمسة الأخيرة لدى مهاجمي فريق عاصمة الجلاء وتألق الحارس بن شريفية مكنا الأحمر والأصفر من المحافظة على عذارة شباكه والخروج بفوز غال... لقد كان بن شريفية حاسما مرة أخرى في مباريات الترجي الرياضي ويعد المنقذ في هذا اللقاء وأحد أبرز صانعي انتصار فريقه بتصديه لكرات خطيرة بدت أهدافا واضحة مقدما بالمناسبة إضافة كبيرة تعد من أبرز الإستنتاجات التي يمكن أن نخرج بها في أعقاب هذه المواجهة. تحسن كبير في أداء الظهيرين نواصل مع الإستنتاجات الإيجابية على مستوى مردود لاعبي الترجي الرياضي لنشير إلى التحسن الملحوظ الذي سجلناه في أداء الظهيرين سامح الدربالي وحاتم البجاوي اللذين كانا من أفضل لاعبي الأحمر والأصفر في هذه المباراة وقدما إضافة كبيرة على مستوى تصعيد الكرة من الدفاع والبناء الهجومي والتوغلات التي أحدثت الخطر في العديد من المناسبات... صحيح أن ملاحظة « حسن» تمنح على وجه الخصوص إلى سامح الدربالي الذي كان فعالا في هذا اللقاء وتميّز بتسرباته السريعة التي أربكت دفاع النادي البنزرتي وكان في بداية العملية التي أحدث بها الترجي الرياضي الفارق غير أن حاتم البجاوي كان هو الآخر في المستوى المطلوب وأظهر تحسنا واضحا في الأداء خاصة من الناحية الهجومية وقدم بالمناسبة افضل مباراة له منذ انضمامه إلى فريق باب سويقة. أخيرا... «إيدوك» و«العكايشي» جنبا إلى جنب كنا قد تساءلنا بعد مباراة الإتحاد المنستيري عن سبب عدم التعويل على العكايشي وإيدوك معا منذ البداية في تشكيلة الترجي الرياضي وأكدنا بالمناسبة أن هذا الثنائي يمكن أن يقدم إضافة كبيرة إلى الخط الأمامي للأحمر والأصفر ويحدث الفارق في كل المقابلات... وبالفعل كانت رؤية دي مورايس صائبة أول أمس من خلال إقحام النيجيري وهداف المنتخب الوطني أحمد العكايشي معا في نفس الوقت وكانت الفائدة كبيرة من وراء الإختيار بما أن إيدوك كان صاحب التوغل الأخير والتمريرة الحاسمة فيما كان العكايشي متمّم العملية وصاحب الهدف الذي أهدى ثلاث نقاط غالية وفي غاية الأهمية للأحمر والأصفر... هو بدون شك أفضل ثنائي للترجي الرياضي في الهجوم وقد أكد البرتغالي أنه ينظر للأمور بحنكة كبيرة ويختار التوجهات الصحيحة الكفيلة بتطوير أداء الفريق واستغلال كل نقاط قوة المجموعة وهذا هام جدا لمستقبل الترجي الرياضي. لا يمكن الإستغناء عن «آفول» من الأشياء التي تحسب كذلك للمدرب البرتغالي جوزي دي مورايس تعديل اختياراته على مستوى الأجانب الثلاثة المؤهلين للمشاركة في مقابلات البطولة والتعويل على هاريسون آفول الذي أضاف بالمناسبة الشيء الكثير لخط وسط ميدان الترجي الرياضي من الناحيتين الدفاعية والهجومية وأيضا القيمة الفنية التي منحت التوازن للفريق ككل نظرا لخبرة وكذلك حنكة الغاني الذي يحسن التحكم في النسق حسب الحاجة ويملك المهارات الفردية التي تسمح له بإحداث الفارق... آفول أكد أنه عنصر ثابت وضروري في التركيبة الترجية وأنه لا يمكن الاستغناء عنه في هذه الفترة بالذات ليصبح مع النيجيري إيدوك الثنائي الأجنبي الأساسي في تشكيلة الأحمر والأصفر. وسط الميدان في حاجة إلى المراجعة مقابل كل الإيجابيات التي استنتجناها من لقاء الترجي الرياضي الأخير لاحت كذلك بعض نقاط الضعف التي تمنع الفريق من مزيد تطوير أدائه بالشكل المطلوب الذي يريحه من المتاعب التي يعرفها للمحافظة على أسبقيته ومن أبرز هذه السلبيات مردود خط وسط الميدان الذي، رغم تعزيزه بهاريسون آفول وكذلك الدور الذي يقوم به حسين الراقد، لا يزال يشكو من نقائص كبيرة وواضحة تستوجب المراجعة وبالتالي التعديلات اللازمة واختيار العناصر القادرة فعلا على تأمين الدورين الدفاعي والهجومي على النحو الأفضل... صحيح أن استعادة الدراجي لكامل مؤهلاته ستعطي الإضافة مستقبلا لهذا الخط لكن الأكيد أيضا أن دي مورايس الذي بدأ يتعرف على كامل مجموعته ويختار التوجهات الصحيحة سيعدّل الأوتار بسرعة وسيدخل التغييرات الضرورية التي ستقضي بدون شك على النقائص. عودة الجماهير ودعمها الحاسم لا يمكن الحديث عن كلاسيكو الترجي الرياضي والنادي البنزرتي دون التطرق إلى الحضور الجماهيري الكبير لأحباء الأحمر والأصفر الذين حضروا بملعب رادس بأعداد فاقت ما تعوّد عليه الفريق في مقابلاته الفارطة وقد كان لهذا الحضور الوقع الإيجابي على مردود الفريق الذي تحسن مقارنة مع اللقاءات السابقة وكذلك على مستوى النتيجة التي كانت إيجابية رغم الصعوبات التي مرّ بها زملاء بن شريفية خلال النصف الثاني من الشوط الثاني عندما ضغط النادي البنزرتي بكل قوة واندفع إلى الهجوم آملا في اقتلاع التعادل.