لم تكن نهاية مباراة النادي الإفريقي والملعب القابسي، التي انتهت بسقوط جديد للنادي الإفريقي، عادية بالنسبة لجماهير الأحمر والأبيض وخاصة لرئيس النادي سليم الرياحي الذي لم يدر بباله وهو يتحوّل إلى عاصمة الحناء لمواكبة المباراة أن يعود فريقه بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها وهو الذي رصد كلّ هذه المليارات من أجل فريق لا يقوى على هزم الكبار ويتحرّج كثيرا في تجاوز عقبة بعض الصغار... النادي الافريقي أكّد في مباراة الملعب القابسي أنّه لا يستحق كل هذه الهالة الإعلامية التي قامت من حوله وبرهن مرّة أخرى أنّ المال وحده ليس قوام الأعمال طالما لم تتوفّر في المشرفين على فرع كرة القدم نظرة فنيّة تكون عماد مشروع الإفريقي الحقيقي الذي ينشده الأنصار وهذا ما فشل في تحقيقه المدير الرياضي منتصر الوحيشي الذي للأمانة لم يجد توظيف «الثروة» التي كانت بين يديه وراح ينفق عن الشمال وعن اليمين على ميركاتو كان أفضل ما فيه حفل الاستقبال الذي خصّه للمنتدبين الجدد والذين لم نر نصفهم بقميص الإفريقي إلى حدّ اللحظة رغم أن السباق شارف على النهاية... سليم الرياحي الذي حرص على متابعة المباراة من مسرح المباراة ظلّ على غير عادته حتى انتهاء الوقت القانوني للمواجهة ولم يغادر كما دأب على ذلك في العادة بل انتظر «نجوم الكرتون» وهم يغادرون حجرات الملابس حتى يشكرهم على مردودهم الوفير وعطائهم الغزير وحسب ما رصدته «التونسية» من مصادر مسؤولة في الفريق فقد مرّر الرياحي غضبه إلى اللاعبين والإطار الفني على شاكلة رسائل مشفّرة... بالنسبة للاعبين فقد أشعر رئيس الفريق لاعبيه بأنّه قرّر تجميد صرف المستحقات إلى حين يستعيد الفريق ثوابته ويعود اللاعبون الى الجادة أمّا بالنسبة للإطار الفني فقد بدا الرياحي هذه المرة متحاملا جدّا ولم يتفاد معاتبة مديره الرياضي الذي استنفذ كل التعلاّت والتبريرات... الرياحي خاطب منتصر الوحيشي قائلا «بعد الذي حصل اليوم تأكدت أنّ اللاعبين ليسوا الوحيدين المسؤولين عن تتالي الإخفاقات والعيب فيك أو في مدرّبك»... سليم الرياحي كان مستاء جدّا وهذا مفهوم فالرجل وفّر كلّ ما يلزم لضمان نجاح الفريق وترك كل الصلاحيات لمديره الرياضي وتجنّب التدخّل في شؤونه لكن النتائج لم تكن في المستوى وهذا ثابت لدى العائلة «الكلوبيستية» التي ساءها كثيرا مردود الفريق وهو الذي يزخر بكلّ الدعائم البشرية والمادية... الرياحي قال إنّ الافريقي كان في سنوات خلت وتحديدا عندما توّج بالبطولة في 2008 فريقا لا يقهر رغم قلّة ذات اليد واليوم يجد صعوبة حتى في تجاوز فرق الصف الثاني ملقيا باللائمة على مسؤولي فرع كرة القدم الذين فشلوا في تصريف شؤون الفريق عكس بقية الفروع الأخرى التي تتألق وتتسيّد بطولاتها بالطول والعرض. التحوّل في موقف الرياحي يفيد بحقيقة واحدة وهي انّ الرجل اتخذ جملة من القرارات وأرجأ تنفيذها الى حين يقف على وجاهتها في المقابل أمهل مديره الرياضي فرصة أخرى قبل ان يفّعل قرار الغربلة وهذا ليس بغريب عن سليم الرياحي الذي يعتبر «طوّل بالو» وصبر على المجموعة هذه المرّة...