بقلم : عبد السّلام لصيلع (3) غدا ... معرض تونس الدولي للكتاب بعدما غاب عنّا في العام الماضي لمبرّرات واهية وغير مقنعة يعود معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين التي تنطلق غدا وتتواصل إلى يوم 5 أفريل القادم بمشاركة 269 عارضا من 19 دولة من خلال 113.500 عنوان. وكالعادة، وبالتوازي مع النشاط التجاري للمعرض سيشهد المعرض عدّة فعاليات ثقافية وفكريّة وفنيّة مثل النّدوات والورشات والأمسيات الشعريّة. وفي عودة المعرض دليلا على تعلّق النّاس بالكتاب رغم تراجع نسبة القراءة والمطالعة، ورغم تعدّد الوسائط الإتصاليّة الحديثة وانتشار الكتب الألكترونية ومهما كانت الظروف والأحوال يبقى الكتاب الورقي سلطان المعرفة، لا ينهزم ولا يقهر. وبالإضافة إلى ذلك كلّه يجب أن يحافظ المعرض على موعده القارّ في دوراته القادمة ، ومواصلة ترغيب النّاس في حبّ الكتاب الذي يبقى أقوى سلاح في مقاومة الجمل والتخلّف والارهاب بجميع أنواهخ وأشكاله ومظاهره، والانتصار على «ثقافة» الموت والإحباط واليأس. عن أهميّة الكتاب، يقول ابن الطقطقي: «الكتاب هو الجليس الذي لا ينافق، ولا يملّ، ولا يعاتبك إذا جفوته، ولا يفشي سرّك». ويقول العالم أديسون:« لم أتلقّ في حياتي علوما رياضية على يد أحد، ولم أدخل مدرسة ثانوية إطلاقا ، ولكنّي تعلّمت ما تعلّمت عن طريق المطالعة وحدها». (2) كتاب جديد للدكتور محمد لطفي الشايبي يصدر قريبا للباحث والمؤرخ الدكتور محمّد لطفي الشايبي كتاب جديد.. يجمل عنوان«الحركة الوطنية التونسية والمسألة العمّالية النقابية، معا لافتكاك الاستغلال» ..سيكون في جزءين ، ويتناول الفترج الزمنية من 1945 إلى 1955. أوضح لي الدكتور محمّد لطفي الشايبي أنّ كتابه يهتمّ ب« تطوّرات الحركة الوطنية في هذه الحقبة وعلاقتها بالمسألة العمالية النقابية وتحاورها مع الماسونيّة الفرنسيّة». (3) نشأة الرّشيدية ... المعلن والمخفي».. صدر للأستاذ المختار المستيسر، كتاب جديد في 1428 صفحة من الحجم الكبير وفي إخراج أنيق عنوانه «نشأة الرّشيدية... المعلن والمخفّي» يستحضر صفحات ناصعة ومهمّة من تاريخ الحراك الثقافي التونسي المعاصر، إذ يكشف لأوّل مرّة خفايا وأسرار نشأة « الرشيدية صرح الموسيقى الوطنية الحديثة: خاصة منها حقيقة التطوّرات المفاجيئة التي سارع المثقّفون وشبّان الجمعيات باستغلالها خلال نهاية سنة 1934، لكي يحقّقوا طموحاتهم الفنية التقدميّة خلال تلك الحقبة الحرجة، كما يميط اللثام عن جوانب غير معروفة من سيرة القسط الأوفر من مؤسّسيها ومن أعلام الموسيقى التونسية المتقنة خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ويتضمّن هذا الكتاب المرجع والجميل جزءين رئيسييّن. وفي هذا الشأن يقول الاستاذ المختار المستيسر في توطئة كتابه: « يستعرض الجزء الأوّل من الكتاب مراحل بلورة التّيار الإصلاحي الموسيقي في تونس خلال الثلث الأول من القرن العشرين، ومختلف التطوّرات التي أدّت إلى تكوين الرشيديّة واتطلاقتها . أما جزؤه الثاني فقد خصص للتعريف بسيرة أكبر عدد ممكن من باعثيها ، وأيضا بأشهر روّاد الموسيقى التونسية الأصيلة خلال الثلث الأخير من القرن 19، إحياء لذكراهم واعترافا بجميلهم في هذا الميدان. إذ لا خير يرجى في نظري، من مجتمعات تهمل مقوّمات شخصيّتها التاريخية التي تميّزها بين سائر الأمم ، أو تنكر فضل أسلافها، أيّا كان حقل نشاطهم ، كلما ثبت عطاؤهم وتضحياتهم في سبيل رفعة الوطن». وفي تقديمه للكتاب، كتب الدكتور محمد لطفي الشايبي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تونس: «تستهوي أهل البحث الجادين، وأحباء الموسيقى الأندلسية التونسية المولعين، وطلبة المعاهد العليا للموسيقى المعنيين، النبرة السجية والخافتة، المنسابة من ثنايا هذا الكتاب، والذي أراده مؤلفه الحقوقي الشغوف بالمالوف، قصة حب ووفاء للمعهد الرشيدي، ملكت وجدانه منذ ستينات القرن الماضي. ولئن كان الدافع الرئيسي والمحرك لإنجاز هذا البحث القيم والثري، ولع صاحبه بالنغم الشجي وإيقاع الموشحات والأزجال، فإن مؤهلاته وحبه لعلم التاريخ، ثاني هواياته بعد الموسيقى، جعلته يقدم على استحضار إحداثيات المعهد الرشيدي الظاهرة والباطنة، ويحقق عملا تاريخيا موثقا يمخر به عباب مغامرة علمية مؤكدة. فقد أطلق العنان لجرد كمّ هائل من الوثائق الأرشيفية الرسمية والخاصة والمطبوعة والمخطوطة والصحفية، ووظف شهادات الفاعلين وأقربائهم. وكانت ثمرةالجهد المبذول إنارة لخلفيات حدث ثقافي تاريخي مؤسس وراع للتراث الموسيقي التونسي: ظروف نشأة المعهد الرشيدي ونشاطه في الثلاثينات من القرن العشرين، حين كان «المجتمع التقليدي ينهار قطعة قطعة». فهنيئا للصديق المختار المستيسر على العناء المثمر والكد الحاصل اللذين أفرزا هذا العمل المرجع في تاريخ الرشيدية وأعلامها والذي سيثري بكل تأكيد المكتبة الوطنية. ويصدّر المؤلف كتابه برأي لأبي حامد الغزالي جاء فيه: «من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج وليس له علاج» (من كتابه: إحياء علوم الدين) (4) الشّاب سمير الشاب سمير هو الاسم الفنيّ للمطرب الشاب سمير قرين أصيل المهدية الذي يقدم منذ 16 عاما الأغاني التراثية والشعبية، له في رصيده 18 أغنية آخرها عنوانها «إنت صعيبة» من ألحانه ومن كلمات صابر كوكة... سألته عن واقع الأغنية التونسية فقال: «إنه متنوع، فيه الجيد والرديء.. وأغنيتنا في حاجة إلى مزيد الدعم والانتشار»... وحول تعامل الإعلام معه، قال: «إلى حد الآن لم يقع الاهتمام بي في الاذاعات والتلفزات والجرائد باستثناء إذاعة المنستير التي أجد منها دعما وتشجيعا بين الحين والآخر وخاصة من الإعلامي رابح الفجاري في برامجه الثقافية». وعن رأيه في مهرجان أيام قرطاج الموسيقية الذي أقيم مؤخرا، قال لي بنبرة حزينة: «لم تقع دعوتي إلى هذا المهرجان ولم أشارك فيه، لأني من المناطق الداخلية، من المهدية، وقد وجدت نفسي مهمشا ومقصيا ومنسيا رغم نجاحي وإعجاب الجمهور بما أقدمه من فن أصيل في كامل أنحاء الجمهورية... وأرجو أن يقع الاهتمام بفناني تونس الأعماق الذين لا يقيمون في العاصمة، البعيدين عن الأضواء». (5) كلمات من ذهب يقول مصطفى كامل: «إننا لا نعمل لأنفسنا، بل نعمل لوطننا وهو باق ونحن زائلون». ويقول قاسم أمين: «الوطنية تعمل ولا تتكلّم». (6) تونس يقول منوّر صمادح: تونس الخضراء فتاة لبست أبهى الحللْ قد حباها اللّه حسنا فيها الحسن اكتملْ تونس الخضراء شعب واحد لا ينفصلْ ولها الاسلام دين