نقل وصور: صباح توجاني لم يكن اقبال الجماهير المحبة للكتاب والمخطوط بصفة عامة كبيرا في اليوم الأول من افتتاح الدورة 31 لمعرض الكتاب الدولي الذي تولى تدشينه صباح الجمعة السيد الحبيب الصيد رئيس الحكومة رفقة وزيرة الثقافة وثلة من سفراء الدول المشاركة في هذا المعرض الذي يضم 296 عارضا من 20 دولة ب113 الف عنوان. واستغرب عشرات الزوار من ضعف اقبال التونسيين على هذه الدورة التي تتميز هذا العام باستبعاد الكتب الصفراء والإصدارات التي تحث على الكراهية وتنشر العنف والتطرف. وبالرغم من ضعف الإقبال وعزوف التونسيين عن زيارة المعرض، فإنّ القائمين على اجنحة المعرض من تونسيين وعرب وأجانب لا يزالون يأملون في تضاعف نسبة الإقبال خلال بقية أيام المعرض. «التونسية» تجولت في أرجاء المعرض والتقت عددا من القائمين على أجنحة مختلفة وتحاورت مع بعض الزوار للوقوف على أسباب ضعف إقبالهم قال الدكتور سليمان بن علي البشري البشري الملحق الثقافي لسفارة المملكة العربية السعودية بتونس إنّ جناح المملكة تشارك فيه 11 جهة من جامعات وبعض الوزارات كوزارة التعليم والشؤون الإسلامية ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وجامعة أم القرى والجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد مسعود ومكتبة الملك عبد العزيز وإدارة الملك عبد العزيز ومكتبة الملك فهد ونادي جدة الأدبي . وأضاف الدكتور سليمان: «هذه السنة وضمن جناح وزارة التعليم بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربية، يتجاوز عدد العناوين المعروضة 800 عنوان.. إضافة إلى اننا وكعادتنا في كل دورة سنوزع أكثرمن 6 آلاف نسخة من المصحف الشريف على زوّارنا الكرام الذين عودونا كل مرة على كثافة حضورهم إلى جناح المملكة. كما اعددنا فضاء للطفل صلب الجناح السعودي حيث يجد الأطفال الذين يرافقون عائلاتهم مكانا خاصا بهم وفرنا به كتبا ومنشورات تناسب اعمارهم... بما يعني اننا فتحنا الجناح إلى كافة الفئات العمرية التي تجد كل واحدة منها حاجتها في الإختصاصات التي تريد من مراجع ادبية وعلمية وثقافية واكاديمية ومطبوعات إدارة المكتبة. اما بخصوص اهم محاور المنشورات التي نعرضها في الجناح فهي متنوعة بتنوع زوايا اختصاص دورالنشر والجامعات من علوم المكتبيات إلى اللغة العربية وقضاياها .. اجمالا يمكن القول بأننا معتزون بهذا الإقبال الكبير الذي ما انفك يلقاه جناح المملكة بالمعرض الدولي للكتاب بتونس الذي تحرص المملكة على المشاركة فيه من منطلق اهتمامها بالتعريف بجهودها الكبيرة لإنتاج المعرفة والعلم وتشجيع الكتاب والباحثين والإستجابة إلى طلبات الراغبين في مزيد الإطلاع على مصادر العلوم المختلفة». من جانبه لاحظ السيد « اوسكاي كابوزلو» الملحق الثقافي لسفارة تركيابتونس والقائم على جناح تركيا في المعرض بأن بلده تشارك للمرة الأولى في هذا المعرض الدولي ممثلة في وزارة الثقافة والسياحة والمركز الثقافي «أتاتورك» ومؤسسة منشورات تركيا، وذلك من منطلق حرصها على مزيد تعريف الجمهور التونسي بالحضارة التركية وتاريخها وعلمائها. وقال السيد «كابوزلو» في تصريح خص به «التونسية» بأنه لاحظ شغف التونسيين بتاريخ تركيا بالرغم من ان هذه هي التجربة الأولى في معرض تونس الدولي للكتاب، مشيرا الى ان كافة المعروضات من كتب ومجلات ودراسات ليست موجهة للبيع، ستتولى السفارة التركية بتونس بعد انتهاء الدورة 31 للمعرض، توزيعها على الجامعات والمؤسسات التربوية إسهاما منها في إثراء مكتبات المعاهد والكليات التونسية. وأوضح الملحق الثقافي لسفارة تركيابتونس انه سيتم فتح المجال مستقبلا امام دور النشر التركية للمشاركة في الدورات القادمة للمعرض استنادا على ما لاحظه من اهتمام متزايد بالثقافة والحضارة التركيتين... وختم حديثه بالقول : «لقد سجلت باعتزاز كبير أوجه التشابه بين تونسوتركيا حتى انني لم أشعر يوما منذ حضوري الى تونس قبل عام ونصف انني خارج تركيا،،، أنا هنا في بلدي فعلا...» السيد وسام زين المسؤول عن جناح الدار العربية للعلوم بلبنان اشار من جهته الى ان الإقبال الجماهيري يعتبر متوسطا الا انه يأمل في تضاعف عدد الزوار خلال الفترة القادمة وبعد تنظيم المسيرة الدولية ضد الإرهاب التي استأثرت باهتمام وانشغال التونسيين خلال اليومين الأول والثاني للمعرض. وقال ل«التونسية» : «جناح الدار العربية للعلوم بلبنان يضم تقريبا 850 عنوانا أغلبها في اختصاص الأدب وعلوم اللغة العربية ودراسات الأطفال وشؤون الأسرة عامة... نحن متفائلون بمشاركتنا لأول مرة في هذا المعرض خاصة أنّ مؤلفين من مختلف الدول العربية ينشرون كتبهم في الدار، بمعنى ان منشوراتنا واصداراتنا تغطي كامل الوطن العربي وليس لبنان فقط. اعتبر ان التنظيم جيد وان اهتمام التونسيين بالكتاب مقبول ومحترم خاصة وفي ظل انتشار التقنيات الحديثة للتواصل». أمّا السيدة سلمى جباس مديرة مكتبة الكتاب والمسؤول عن جناح الدار في المعرض فقد قالت إنّ سبب تغيب التونسيين عن الدورة الحالية لمعرض الكتاب مرده انهم تعودوا ان يخصص اليوم الأول للتدشين الرسمي وعبرت عن أملها في تضاعف نسبة الإقبال مع الأيام القادمة. وأضافت: «أعتقد ان الإشهار للمعرض في دورته الحالية لم يكتمل بعد فالتونسي تعود على أن تأتيه المعلومة الى البيت من خلال القنوات التلفزية والإذاعية وسوف تشهد الفترة القادمة تطورا في مجال الإشهار للدوروة الحالية التي نشارك فيها بعد غياب طويل حيث كانت الكتب الصفراء مهيمنة على الدورات التي تلت الثورة في تونس مما جعل الكتاب العلمي و الثقافي أو الأدبي يتأخر في سلم اهتمامات التونسيين». جناح مكتبة الكتاب لهذه الدورة يحتوي على 3 آلاف عنوان بين كتب عربية وفرنسية وانقليزية في كافة الإختصاصات تغطي كافة مجالات الحياة من علم وعلوم اجتماعية وسياسة وفن وثقافة وادب وفنون ...وصولا الى الطبخ ...كما حرصنا على ان يتميز الجناح بتخصيصه فضاء مريحا لتنظيم تظاهرات مفتوحة للزوار ينشطها اصحاب الكتب الذين سيتولون امضاءها للعموم...اردنا ان يكون الفضاء مفتوحا ومريحا للزوار الذين تعودوا ان يجدوا كل الظروف الملائمة داخل جناحنا...ما لاحظته ان الجماهير المحبة للقراءة تفضل اقتناء كتب الأنقليزية والكتب الأمريكية المترجمة الى الفرنسية خاصة وان اسعارها في متناولهم باعتبار حرص ناشريها على بيعها مقابل اثمان رمزية مقارنة بأسعار نسخها الأصلية.»