أشاد وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي بعملية أمنية كبرى وصفها بالنوعية و عالية الدقة و الحرفية كانت نفذتها الوحدات المختصة للحرس الوطني ليلة السبت بولايتي قفصة و الكاف و تمكنت على أثرها الوحدات الأمنية من القضاء على كامل عناصر مجموعة إرهابية تتكون من 9 عناصر و يترأسها الإرهابي الجزائري الخطير خالد بن حمادي الشايب و المكنى بلقمان أبو صخر بمنطقة سيدي يعيش من ولاية قفصة ، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بإرهابيين اثنين آخرين على الأقل خلال اشتباكات مسلحة بين وحداتنا الأمنية و مجموعة إرهابية أخرى تتكون من 8 إلى 10 عناصر بعد نصب لها كمين بمنطقة قراجو التابعة لمعتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف. و أكد محمد ناجم الغرسلي خلال مؤتمر صحفي نظمته الوزارة بمقر ثكنة الحرس الوطني بالعوينة لتقديم آخر مستجدات الحرب على الإرهاب، انه أمكن للوحدات الأمنية المختصة من خلال الأبحاث العدلية الجارية ، أن تحدد في مرحلة أولى هويات العناصر الإرهابية و كنياتهم و ان تتعقب تحركاتهم و أماكن تمركزهم و مواقع معسكراتهم ، و من ثم نصب كمائن محكمة لهم ، وصولا إلى القضاء على عدد منهم و إلحاق الضرر ببعضهم الآخر. علمية قفصة جنّبت البلاد ما لا يحمد عقباه و بخصوص العملية الأمنية الناجحة بولاية قفصة الليلة قبل الماضية، أكد الغرسلي انه من خلال تحليل المعطيات التي تحصلت عليها وزارة الداخلية قال الغرسلي أن وحدات الحرس تمكنت من إماطة اللثام عن مخطط كان لقمان ابو صخر بصدد التحضير له اذ تبين من خلال الأبحاث ،حسب الوزير، ان هذا الإرهابي الخطير كان متّجها إلى الحدود التونسية الليبية لاستلام سيارات مفخخة من اجل تنفيذ عمليات تفجير في تونس ،موضحا ان الوحدات الأمنية تمكنت في عملية استباقية من معرفة الطريق الذي سيسلكه لقمان و جماعته و من ثم تنفيذ كمين محكم بمنطقة سيدي يعيش من ولاية قفصة قضي فيه على كامل عناصر المجموعة الارهابية التسع و هو الامر الذي حال دون تنفيذهم لمخططاتهم الإجرامية و جنّب البلاد ما لا يحمد عقباه. و لئن خيّر عدم الخوض في التفاصيل نظرا لتواصل سير التحقيق و حرصا منه على الابتعاد عن كل ما من شأنه آن يشوّش على سير الابحاث و نجاح العمليات الامنية، فقد أكد الوزير ان التحقيقات الأولية بخصوص عملية قفصة قد أفضت إلى التعرف على هوية 4 عناصر ارهابية من ضمن المجموعة و هم كل من لقمان أبو صخر قائد كتيبة عقبة ابن نافع التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،و ارهابيين جزائريين اثنين اخرين مصنفان بالخطير جدا اولهما مكنّى بابي ميمون و الثاني انس العاتري، بالاضافة الى التعرف على هوية ارهابي تونسي اخر يدعى نصر الدين المنصوري،مشددا أن عملية تحديد الهويات مازال جاريا لمعرفة هوية بقية عناصر المجموعة الارهابية. و كشف الغرسلي، ان الوحدات الامنية تمكنت من حجز 7 بنادق نوع "كلاشينكوف" و سلاحين من نوع "شطاير" لدى المجموعة الارهابية ،مرجحا استحواذ العناصر الارهابية على احد سلاحي الشطاير من منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو بعد هجوم كانوا نفذوه عليه سابقا،مرجحا ايضا ان يكون الشطاير الثاني تابعا لوحداتنا الامنية او العسكرية. كما أفاد الوزير انه تم حجز رمانات متفجرة و مؤونة و منظار نهاري يستعمله الارهابيون لاستكشاف الطرقات و المناطق الوعرة و لتعقّب وحداتنا الامنية. صور و فيديو و قدم الوزير ايضا صورا حجبت فيها وجوه العناصر الارهابية التي تم القضاء عليها خلال عملية قفصة "احتراما لمشاعر الاطفال و النساء و الشيوخ من بشاعة بعض الاثار الجسدية الناجمة عن العملية" و فيديو مدته دقيقة قال انه يعود للحظة الحسم التي استهدفت فيها الخلية الارهابية بمنطقة سيدي يعيش. جرحى في كمين الكاف...و التمشيط متواصل اما بخصوص العملية الامنية بمنطقة قراجو من ولاية الكاف، قال الوزير ان العملية التي تزامنت مع عملية قفصة جاءت عقب كمين محكم نصبته الوحدات الامنية لمجموعة ارهابية تتكون من 8 الى 10 عناصر ،مؤكدا ان الاشتباكات المسلحة الحقت الضرر بارهابيين اثنين على الأقل ،مضيفا ان عملية التمشيط لا زالت جارية للتعرف على حصيلة العملية و نتائجها. الحرب لم تنته بعد و لئن بارك الوزير العملية الامنية الكبرى و أشاد بمجهودات الامنيين البواسل في التصدي للمجموعات الإرهابية و اهدى نجاح العملية الامنية الاخيرة إلى كل شهداء تونس ، فقد نبه الوزير من مغبة التراخي و التراجع و الاحساس بنشوة النصر، مشددا ان "الحرب على الارهاب لم تنته بعد"،حسب قوله، مضيفا: لا للثقة المرطة...لا للتراخي او التراجع...يجب ان نكون واقعيين و ان نضع اقدامنا فوق الارض...و لئن الحرب فعل و رد فعل قد يسعى هؤلاء المجرمون الى رد الفعل و يجب ان نثبت لهم آنذاك اننا على اهبة الاستعداد و جاهزون على الدوام ".