كشف وزير الشؤون الدينية السابق منير التليلي في مداخلة قدمها بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة الندوة التي عقدتها النقابة العامة للشؤون الدينية أن بين 8 و10 بالمائة من التونسيين لهم قابلية للاستجابة لدعوات الجهاد بحجة رفع المظالم عن المسلمين وغيرها من الحجج كما كشف وجود قابلية لدى فئات عديدة للانزلاق الى الغلو والتطرف والتأثر بالأطروحات الجهادية خاصة من الشباب وارجع «التليلي» هذا الامر إلى تراجع الثقة في المرجعية الدينية التونسية وضعف مناعة الأفراد امام الخطاب الديني الوافد من الخارج. كما كشف الوزير السابق ان تنامي الحريات الدينية بعد الثورة وتراجع حضور الدولة ساهما في انتشار الانفلاتات والخطاب الديني المتطرف الذي يفسح المجال لدعوات العنف والكراهية ومصادمة الدولة والارهاب وارجع التليلي ذلك الى وجود عشرات الآلاف من التونسيين المتأثرين ولو جزئيا بالأطروحات الجهادية . وبيّن «منير التليلي» ان علاج الظاهرة لا يمكن ان يقتصر على نجاعة المنظومة الأمنية فقط ومن المهم ان يتجه الى محاضنها ومن ذلك الحاضنة الدينية داعيا الى المعالجة على مستوى وسائل الدعاية والاستقطاب التي تستغل الفضاء الديني مع التصدي للفكر الجهادي والعمل على الحد من قابلية التأثر. وأوضح «منير التليلي» أن الجهاديين كانوا يستغلون الملتقيات الكبرى والخدمات الدعوية والمساجد والمنابر المستولى عليها والتبرعات لنشر فكرهم داعيا الى الإسراع بمحاربة الفكر الديني الوافد عبر الفضائيات والمتداول على الانترنات وشبكات التواصل الاجتماعي والمطبوعات والكتيبات . وكشف «التليلي» توجه الفكر التكفيري الى الأوساط السجنية واستقطاب المنحرفين اضافة الى المدارس والجمعيات الدعوية والخيرية . وقدم منير التليلي جملة من المقترحات للقضاء على الفكر الجهادي التكفيري في بلادنا عبر تأهيل شامل للحقل الديني بعيدا عن الاعتبارات والصراعات الفكرية والسياسية داعيا الى حوار فكري عميق مختص يضع منظوري الظاهرة المحتملين امام التحدي المعرفي. ونادى بإقامة حوار مع الشباب المتدين خاصة في مختلف الفضاءات لمناقشة المفاهيم والأفكار السابقة وتحصينه من اي اختراق. داعيا الى إقامة الموتمرات والملتقيات الفكرية لتعميق النقاش في هذه القضايا بمشاركة كل الحساسيات الفكرية خاصة ذات التوجه السلفي كما اقترح تفعيل دور المساجد والخطب التنويرية لنشر الثقافة الوسطية والاعتدال وتحصين جماهير المصلين من تأثيرات فكر الغلو.