الكفاءات التونسية بالمهجر والإطارات شبه الطبية بدول الخليج مشهود لها بالخبرة وبالتفاني في العمل ولكن هذه التقييمات وعلى إيجابيتها قد لا تكون كافية إذا رافقها بعض الغموض وهو ما حصل لمئات الإطارات شبه الطبية من ممرضين وقابلات ومسعفين يعملون بأضخم مستشفى في قطر هو مستشفى حمد حيث أنهم ورغم المعاملات الجيدة التي يلقونها من القطريين فإنهم قد يحرمون من الترقيات ومن الحوافز التي كانوا يتمتعون بها والسبب يبدو ظاهريا بسيطا وإداريا ولكن تداعياته قد تكون وخيمة على وضعياتهم. ناجية الطعيملي ممرضة تونسية قضت 5 سنوات في العمل بمستشفى حمد بقطر ،تقول في اتصال جمعها ب «التونسية» إنّهم انتقلوا للعمل عن طريق الوكالة التونسية للتعاون الفني ،وتؤكد أنهم أصحاب شهائد في التمريض وأنهم كانوا يتمتعون بجميع حقوقهم من منح وترقيات ولكن فوجئوا في الفترة الأخيرة بحلول لجنة من بريطانيا تتكون من أعضاء من عديد الدول . وأكدت ناجية انّ اللجنة ذكرت انّ النظام التونسي في الشهائد فرنسي وان الشهائد غير واضحة وأنها تعتبر مجرّد «ديبلومات» وهو ما قديعود بهم الى مستوى «الباكالوريا» وليس مستوى باك زائد ثلاث ،في حين ان الشهادة و نظام الدراسة وساعات الدراسة يعادل «البكالوريوس» وفق نظامهم. وأشارت ناجية إلى انه طلب منهم توضيحا من وزير الصحة التونسي أو وثيقة تثبت ساعات التدريس ضمن النظام التونسي، مضيفة انهم اتصلوا بالسفارة التونسية لتبليغ صوتهم وأنه تمت طمأنتهم ان الإشكال سيحلّ وانه سيرفع إلى الجهات المعنية ولكن مضى قرابة الشهرين ووضعهم كما هو ولم يتم حل الإشكال. وقالت ناجية إنّهم اتصلوا بعديد الجهات في قطر مثل المجلس الأعلى للصحة وان القطريين تعاونوا معهم وأخبروهم ان الإشكال يكمن في السلطات التونسية وفي غياب ردّ من تونس مؤكدين أنهم يعولون على الخبرات التونسية وأنهم فقط يريدون توضيحات من السلطات التونسية . وأضافت ناجية انه رغم التقدير الكبير للكفاءات شبه الطبية التونسية فإن هذا الإشكال جعل صورتهم أمام بقية الزملاء من مصر والمغرب والسودان والفليبين تهتز... وأكدت أنهم ظهروا و كأنهم أقل مستوى علمي من زملائهم من بقية البلدان في حين أنهم أفضل من عديد الزملاء الذين لا تتعدّى شهائدهم مستوى الديبلوم. وطالبت ناجية وزير الصحة بالتدخل العاجل لتسوية ملفهم لأن صورة تونس في الميزان ،وان الكثير منهم في انتظار ترقيات قد لا تأتي ومنح قد تتبخر بسبب هذا الإشكال. في السياق ذاته،قالت لبنى الشارني ممرضة بنفس المستشفى انّ عديد الدول سارعت بتسوية ملفات إطاراتها كمصر والسودان ولكن بالنسبة لتونس لا لا توجد أية ردود إلى حدّ الآن. وأضافت انّ الإشكال يكمن في ترجمة الشهائد التونسية حيث ترجمت الى «ديبلوم» بالانقليزية وهو ما عقد الموضوع أكثر. وكشفت لبنى ان أحد المسؤولين التونسيين طلب منهم القبول بالأمر الواقع وقال لهم حرفيا:«احمدوا الله على الأجور التي تتحصلون عليها» . واعتبرت لبنى ان مشكلتهم ليست مادية كما يعتقد هذا المسؤول بل هي ردّ اعتبار وكرامة قبل كل شيء. أما محمد علي عيّاد ممرض فقد قال انه انتقل الى العمل في قطر منذ 2010 وانّ من بين زملائه من لديه الاستاذية ثم درس التمريض وهناك عدة كفاءات جامعية واشار إلى ان شهادة التمريض مع التربصات التي قاموا بها تعادل « بكالوريوس» في بقية الدول ولكن للأسف فإن مستوى اغلبهم وحسب النظام الجديد سيحتسب اقل من «الباك» وصاحب ديبلوم وليس صاحب شهادة جامعية . وكشف انّ الوقت يداهمهم وان هذا الإشكال يجب ان يوضح من قبل وزارة الصحة التونسية قبل موفى أفريل لأن إدارة الموارد البشرية بالمستشفى تكون قد أغلقت الملف. من جانبها قالت ضحى العياري (قابلة) انها قضت 4 سنوات في العمل في قطر وانها تخرجت من المدرسة العليا لتقنيات الصحة، وأضافت انها قدمت الى تونس في محاولة منها للقاء بعض المسؤولين والبحث عن حلول لمشكل التونسيين هناك . وأكدت ان أغلبهم من المتفوقين في الدراسة مضيفة ان معدلها في الباكالوريا 14 ،كما أن نظام التدريس في تونس دقيق والساعات تفوق الأستاذية في عديد الدول ولكن الإشكال أن الاطارات الطبية التابعة للدول الأخرى تتمتع برتبة «باكالوريوس» (إجازة) الاّ تونس لم يقع التنصيص بها خلال ترجمة الشهائد على ذلك. وكشفت ان هذا الإشكال إن لم يسو فقد يساهم في ايقاف التعاون مع الكفاءات التونسية مما قد يحرم المئات من العمل في دول الخليج في المستقبل باعتبار ان التونسيين يتخرجون بمجرد «ديبلوم». وقال طارق القابسي ممرض ان الإشكال ليس خاصا بل يتعلق بمئات التونسيين في الدوحة، مبينا انّ هذا النظام لو طبق لا قدر الله فإن تداعياته ستكون وخيمة على وضعية الإطارات شبه الطبية لأنهم قد يحرمون من السكن ومن الإمتيازات ومن تذاكر السفر ومن الترقيات وبقية الحوافز... وأشار الى ان الممرض التونسي ساعتها سيحرم من الترشح للخطط الوظيفية وستصبح بعض الوظائف غير ممكنة لأن تصنيفه سيتراجع. وأكدّ ان طلبهم الوحيد هو لفتة من وزارة الصحة التونسية. وكشف إطار شبه طبي تونسي رفض الإدلاء باسمه انّه يضم صوته الى الإطارات شبه الطبية التونسية في قطر، معتبرا انّ الإشكال الذي ظهر مؤخرا سبق أن ظهر في السعودية لأن نظامنا فرنسي ونظامهم إنقليزي،مبينا انّ السعودية قامت باستثناء واعتمدت التصنيف الأقصى للتونسيين ما يعادل «الباكالوريوس» مؤكدا ان نفس الإشكال ظهر منذ سنتين في ابو ظبي . وأشار إلى ان هذا الإشكال قد يحدث في دول أخرى لأن الشهادة التونسية حاليا غير معترف ان كانت تعادل الديبلوم أو «البكالوريوس» . أما ماجد (ممرض) فقال انّ ما يحز في أنفسهم انّ عديد الدول تمنح قيمة كبرى لجاليتها بالمهجر ،وتسارع الى مساندة أفرادها والوقوف الى جانبهم وحل الاشكالات العالقة، مضيفا ان السفارة التونسية ساندتهم لكن يجب على السلطات في تونس التحرّك العاجل.