التونسية (تونس) تتواصل الأمسيات الثقافية، في «فضاء بين الفصول»، في قاعة الفن الرابع بالعاصمة، تحت رعاية المسرح الوطني، وبإشراف جليلة بكار وسنية زرق عيونه، حيث تابع ليلة أول أمس، العديد من المثقفين، والممثلين، وعدد هام من الصحافيين، فعاليات الأمسية الثالثة لسلسة قراءات، التي خصصت لقراءة نصوص مسرحية معاصرة لمؤلفين تونسيين وأجانب، والتي افتتحت بكلمة ألقاها الأستاذ والمخرج المسرحي فتحي العكاري، أبّنَ فيها الفنان الراحل عز الدين قنون. الأمسية الثالثة، تناولت العمل المسرحي «sous X»، للمؤلفة والسيناريست سامية عمامي، والتي تروي قصة عجوزتين تعيشان في نفس المنزل، «نورس» الفنانة المشهورة، التي عاشت في دار الأيتام، وقضت حياتها تبحث عن أصولها دون أن تعرف من هي أمها، أو أبيها، مما أدى إلى معاناتها من أزمة الهوية، والتي خسرت حياتها المهنية، إثر عشقها رجل منحته، كل ما تملك، دون أن تبخل عنه بشيء، ثم تخلى عنها، مما دفعها لقتله، والعيش مختبئة مع نرجس، مديرة أعمالها الفنية والتي كانت السبب في شهرتها. نرجس المرأة القوية التي لا يمكن أن يقف في طريقها شيء، والتي استمدت قوتها من أمها العظيمة التي كانت متسلطة لدرجة أن زوجها طلّقها وابتعد عنها، حوار يدور بين العجوزين، إثر خروج نورس أول مرة، بعد سنين طوال، خارج أسوار منزل عاشت فيه ولا تعلم ماذا يوجد خارجه، وتلقيها العديد من باقات الورد الأحمر، الشيء الذي دفع بنرجس إلى الغضب. «Sous X» عرض قدمته سنية زرق عيون ولبنى متنية وبسمة العشي العرض الثاني، كان «برج الملح» لعلي مصباح، الذي شارك في عدد من اشهر وانجح المسرحيات التونسية سواء كممثل او كمساعد في الاخراج نذكر منها «كوميديا» و«فاميليا» للفاضل الجعايبي و«العوادة» بالاشتراك مع الفاضل الجزيري ومساعد مخرج في «حي المعلم» وممثل في «يعيشو شكسبير» لمحمد ادريس وممثل في «فهمتلا» و«كلام الليل» لتوفيق الجبالي وعرب مسرحية «كاليغولا» التي اخرجها هشام رستم عن نص للكاتب الفرنسي البار كامو ومثل فيها، كما مثّل في مسرحية «الغريب» باللغة الفرنسية اخراج هشام رستم. وقد قام علي مصباح، بالدراماتورجيا والتمثيل في مسرحية «من كل مشموم نوارة» اخراج رضا دريرة وانتاج مسرح البساط بسوسة،وترجم واقتبس نص «الرصيف الغربي» لبرنار ماري كونتاس في مسرحية«برج الملح» وقام بدراماتورجيا وتمثيل واخراج مسرحية «تاكسي الغرام» وألف وأخرج مسرحية «دار الدعازق» من انتاج مسرح البساط بسوسة، كما ساهم في تأسيس المسرح الوطني الشاب بالمسرح الوطني 1988/1987 وعمل ضمنه في تصميم المناظر والتوضيب العام لمسرحية لم تعرض بعنوان« حدّث ابو هريرة قال» لنبيل ميهوب. كما شارك في الادارة الجماعية لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف رفقة نبيل ميهوب ومنير العرقي من 1993 الى 1995، وتولّى خطة مدير فني مكلف بالتكوين والتربصات في اطار المركز وشارك في الكتابة والاقتباس والتمثيل في مسرحية «صيف كارمن» كما شارك في «استراحة المهرجين» و«العصافير» و«موزيكا». «برج الملح»، مقتبس عن الرصيف الغربي، لبرنار ماري كولتيس، قام بتجسيد أدوار الشخصيات فيه، كل من الممثل جمال مدّاني، جليلة بكار، سنية زرق عيونه، نعمان حمدة، بهرام علوي، وتروي المسرحية قصة حمزة (جمال مدّاني)، الذي ذهب رفقة جنات (جليلة بكار)، إلى مكان مظلم، وخال، حيث تتداخل العديد من الشخصيات الأخرى منها فريحة (سنية زرق عيونه) ولخضر (نعمان حمدة)، وحمّة (بهرام علوي)، وتتوالى الأحداث المشوّقة في مسرحية «برج الملح». وستكون هناك قراءات أخرى يوم الإربعاء 22 أفريل القادم ب «فضاء بين الفصول»، بقاعة الفن الرابع.