التونسية (تونس) احيى مساء أول أمس فضاء «بين الفصول»، بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، الامسية الرابعة من سلسلة قراءات، وهي سلسلة من القراءة لنصوص مسرحية معاصرة لمؤلّفين تونسيّين و أجانب، تحت إشراف كل من جليلة بكار وسنية زرق عيونه. وقد انطلقت الأمسية بقراءة في مسرحية «بوراشكا وفلايك الورق» وهي عمل لرضا بوقيرة، عرض لأول مرة سنة 2005، من إخراج جعفر القاسمي، والتي تروي أحداثا تدور في وسط عائلي بعد وفاة ربة المنزل، وتلتقي الشخصيات، المتناحرة في ما بينها، وهم; حلمي المثقف، احد افراد العائلة، الذي يرفض طريقة عيش العائلة فينعزل في غرفته ثم يسافر... و رضا الاخ الاكبر المتسلط، والذي لا يفكر الا في مصلحته الشخصية و يريد بيع منزل العائلة ثم عقيلة ابنة خالتهم وهي طليقة احد الاثرياء، اما الاخ الاصغر باديس، فيعاني من مرض خبيث ويعيش في عالم من المثل والغيبيات بعد ان طرد من الجامعة التي قضى بها عشر سنوات في دراسة الفلسفة. و تعيش مع هذه العائلة الخادمة راضية التي لا تتدخل في أي شأن من شؤون العائلة ويتميز الاخ الاكبر رضا بتكالبه على المادة و عدم مراعاة مصلحة الاخرين امام رغباته الشخصية.أما الاخ الاصغر باديس فيتميّز بعدم اكتراثه لما يدور داخل العائلة وبميله الى الحلم في عالم مثالي لا يمت الى واقعه بأية صلة. أما حلمي المثقف فقد اختار الهروب من مشاكل العائلة بعد استنفاده لكل الجهود من اجل اقناع أفرادها بالتعامل الرصين مع مشاكلهم. جملة مشاكل تفضي الى صراعات وخلافات تنشب بين افراد الاسرة في غياب الاب الذي كان يمثل السلطة و القرار و بعد وفاة الام التي كانت تلعب دورا هاما في توازن الاسرة و المحافظة على امنها و استقرارها... وقد أدى الأدوار كل من سنية زرق عيونه وبسمة العشي وأسامة الجامعي وبهرام علوي. أمّا مسرحية «حي المعلم»، نص الممثّل والمخرج والكاتب محمد إدريس، وهو عمل مسرحي تناول فترات ما عاشه الممثل خلال طفولته، في المدرسة، متناولا المعلمين، وإختلافهم، وما مدى تأثيرهم على الناشئة. ومحمد إدريس ممثل و كاتب، ومخرج مسرحي تونسي، تولى إدارة المسرح الوطني التونسي بين 1988 و2011 وانطلقت مسيرته الفنية سنة 1961 كممثل كوميدي هاو ثم محترف، زاول تعليمه بتونس وباريس وأسس سنة 2005 المركز الوطني لفن السيرك وترأس أيام قرطاج المسرحية ومن أبرز أعماله كمخرج مسرحي «إسماعيل باشا»، «يعيشو شكسبير»، «المتشعبطون»، كما شارك أيضاً في العديد من الأفلام السينمائية، على غرار «الحلفاوين» و«حلق الواد».