تطور الاحداث في جبل السلّوم جنوبي القصرين وتدرجه من تبادل للطلق الناري إلى مواجهات يومية مع الإرهابيين لم يثن فريق المركز الثقافي الجبلي بجبل سمّامة عن تنظيم الدورة الجديدة لعيد الرّعاة اليوم السبت وبعد غد الاحد 25 و26 أفريل في ريف «الوسّاعية» على حدود المنطقة العسكرية المغلقة بجبل سمامة شمال شرق القصرين. وحسب ما ذكره لنا عدنان الهلالي مؤسس ومدير المهرجان فإن وفدا كبيرا من الاعلاميين الاجانب سيحضرون لتغطية التظاهرة الاولى من نوعها في الوطن العربي. وسيقضي الاجانب والتونسيون ليلتهم عند سكّان قرية «الوساعية» في بادرة رمزية فيها تضامن مع سكان جبال القصرين المعزولة التي قلبت الاحداث الارهابية ايقاع حياتها ومع ذلك فهي متمسّكة باحتفالياتها وبسمرها العفوي الجميل على الهضاب بعد ان منعت من الدخول الى الشعاب. عيد الرعاة تظاهرة تتحدى ظروفا قاسية وقدمت وجها آخر عن جبال القصرين وتفاعل معها التونسيون وحتى العالم اذ انجزت مؤخرا القناة الاولى السويسرية والقناة الحكومية البلجيكية وقناة تي.في.5 - عالم الفرنسية مشروع المركز الثقافي الجبلي بسمّامة بتحقيقات مؤثرة تفاعل معها المتفرجون وحتى المعلقون والصحفيون. فالقصرين رغم الالم والحيف والمحرقة اليومية ولاّدة وها هي تبدع مشروعا ثقافيا أصيلا فيه احتفاء بالاكليل وانغام القصبة وأهازيج الرعاة وأجواء الهضاب وابداعات نساء الريف من الصناعات التقليدية الاصيلة ك«المرقوم» وتتحدى الارهاب والظروف الصعبة وقلة الامكانيات. تكامل بين البعدين الثقافي والاجتماعي و على ذكر المرقوم، سيشهد عيد الرّعاة هذه السنة انطلاق ورشة «مرقوم سمّامة» تحت إشراف الفنانة صديقة كسكاس التي ستكوّن عشر نساء في مرحلة اولى وسيتطور العدد مع تطور المشروع الذي يؤكد واقعية المشرفين على المركز الثقافي الجبلي وحرصهم على المراوحة بين البعدين الترفيهي التنشيطي والاجتماعي الذي يحقق مردودية مادية ولو ضئيلة للسكان الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر لمساعدتهم على بعث موارد رزق خاصة مع الغاء موسم جني الاكليل واضمحلال موسم جني الحلفاء وتراجع عدد القطعان بسبب منع الرعي في الجبل وهي ضربة موجعة لاقتصاد الارياف الهش بطبعه. فرقة «عيون الكلام» في الموعد وسيشهد عيد الرعاة ايضا مشاركة طلبة المعهد العالي للفنون والحرف بالقصرين تحت اشراف استاذتهم عواطف خضراوي حيث سينشطون ورشة نسيج باستعمال الصوف الذي سيتم جزّه على عين المكان، إضافة الى مساهمة مجموعة «عيون الكلام» لخميس البحري وآمال الحمروني التي تبرعت بإحياء حفل لعيد الرعاة وأكدت كما ذكره لنا مدير المهرجان ان الغناء للرعاة شرف كبير ينال «عيون الكلام» المناضلة وسيتم احياء الحفل في بطحاء تجمع فيها السنابل قبل «الدريسة» ويسميها اهالي ريف القصرين «قيعة». استعدادات أمنية وفي ما يخص الاجراءات الامنية فستكون محكمة وقد اتخذت سلطات الحرس الوطني كل الاستعدادات الكافية لتأمين المهرجان وضيوفه على غرار ما تم القيام به في تظاهرة «رقصة العقاب» في الاول من شهر مارس الفارط بجبل سمامة. دخلة ريفية وفي الوقت الذي اثارت فيه «دخلات الباك سبور» في بعض المؤسسات التربوية بمناسبة باكالوريا رياضة الاشمئزاز بما احتوته من تجاوزات ، يستعد أشبال مدرسة قرية «الوساعية» لتنظيم «خرجة» إلى سفح جبل سمّامة وهم يضعون على رؤوسهم «تلحيفة» الرعاة وبأيديهم العصي الطويلة.. كما سيشارك فريقا «المغنون الرحل» – تروبادور - بن عون وغرداية بنابل بخرجة الرعاة احتفاء بعيد الرعاة..