دعا الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» خلال اجتماع شعبي بمدينة بنزرت احتفالا بعيد الشغل الى القيام باصلاحات كبرى في البلاد تعيد للعمل اعتباره وتعالج اشكاليات العطالة الادارية والقانونية المكبلة للاستثمار والتشغيل ككل وتمكّن الشباب والباعثين من ايجاد فرص عمل اكثر مشيرا إلى أنه طلب ذلك مباشرة من رئيس الحكومة. وبيّن الغنوشي أن تونس تمكنت من كسر الاغلال السياسية السابقة لتصبح استثناء جميلا في كل ما يتعلق بالحرية والديمقراطية وأنه بات عليها ان تكسر بقية الاغلال المعطلة للعمل والتنمية خاصة أن الوضع الحالي «ما يعجبشي» على حدّ تعبيره. وأشار رئيس حركة «النهضة» إلى ان التونسي يتقاضى أجرة شهرية مقابل 8 ساعات عمل بينما هو لا يعمل حسب ما اشارت اليه نتائج سبر أجرتها ادارة المعهد الوطني للاحصاء سوى 8 دقائق وأن ذلك مخجل أخلاقيا وحرام دينيّا. واضاف الغنوشي انه من حق الجميع المطالبة بالحقوق وغيرها ولكن من الواجب أيضا على الجميع العمل والكدّ والاجتهاد مُشددا على اعادة الاعتبار للتكوين المهني ومعالجة اخلالات المنظومة التربوية للنظام السابق و التي وصفها بالفاشلة على مستوى عدم ملاءمتها بين حاجة سوق الشغل والمناهج التعليمية وايضا على مستوى نتاجها المجتمعي. وحيّى الغنوشي بالمناسبة كافة الشغالين والمنظمة الشغيلة وكل زعمائها الاحياء منهم والاموات مُنوها بدورها النضالي في تحرير البلاد من الاستعمار وايضا دورها الاقتصادي والاجتماعي . من جهة أخرى قال رئيس حركة «النهضة» إن معالجة الارهاب لا تتم عبر المعالجة الامنية في اشارة الى مقترح قانون تجريم الاعتداء على الامنيين والعسكريين مؤكدا انه لن يمر في فصوله التي لا تتلاءم مع فصول الدستور التونسي ملاحظا في نفس الاطار ان الحركة وكل الشعب التونسي خلف الاجهزة الامنية والعسكرية في حربهما على الارهاب وان البلاد تعيش تجربة ديمقراطية ناشئة وأن جهاز الامن يحتاج لبعض الوقت لمعالجة قضية الارهاب في اطار احترام حقوق الانسان والقانون. وأبرز الغنوشي ان الائتلاف الحكومي هو علامة من علامات نجاح التجربة التونسية التي وصفها بجوهرة العالم العربي، مؤكدا أن تونس قدمت للعالم تجربة نموذجية في هذا الشأن بعدما وضعت الاحزاب التي كانت تتصارع يوم الاقتراع يدها في يد بعضها من اجل تحقيق التنمية. ملاحظا أن سنة 2011 شهدت إبحار 5 زوارق نحو الحرية وأن زورقا واحدا وصل الى بر الامان هو الزورق التونسي وأنه مازال أمام بقية الزوارق الاربعة الاخرى الحظ للنجاح رغم التعقيدات الكثيرة التي تمرّ بها مثمنا دور حركة «النهضة» في انقاذ تونس وصناعة الاستثناء التونسي رغم اعترافة بانه لا يزال الكثير لتحقيقه وتأثيث «دار الديمقراطية». وشدد راشد الغنوشي أمام أنصار ومنخرطي الحركة على أهمية عدم البقاء مكتوفي الايدي امام كل مظاهر العنف والارهاب والسعي لمعالجة تلك الظواهر بالحكمة والموعظة الحسنة من اجل قطع الطريق على «المتآمرين على البلاد وهم كثر» على حد قوله ولا سيّما القطع مع النية السيئة والاقصاء والاحقاد والابتعاد عن سياسة الثأر والانتقام المباشر وترك الامر للعدالة الانتقالية والهياكل القانونية المخولة لذلك. وفي هذا الشأن فاجأ راشد الغنوشي أنصاره بدعوته إلى تمكين الجميع من جوازات سفرهم بمن فيهم بن علي وأسرته، مشددا على أنه لا يجب منع اي تونسي من الحصول على جواز سفره دون اجراءات قانونية ومطاردة غيرنا مثلما حصل مع الحركة في زمن النظام السابق، على حد تصريحه. واختتم رئيس حركة «النهضة» كلمته بالدعوة للتخفيف من الاحقاد وزرع الامل في صفوف الشباب التونسي والابتعاد عن شعور اليأس والانطلاق خاصة في العمل والمساهمة في التنمية «لأن تونس ليست ارهابا ولا اجراما بل ديموقراطية وهياكل منتخبة ومشاريع كبرى في انتظارها». يُذكر ان لجنة تنظيم الموكب كانت قد كرّمت راشد الغنوشي وعددا من العمال وهما السيدة دليلة العياري عن قطاع الحرفيين و السيد رؤوف الماجري وهو عامل نظافة والنقابي المستقل السيد عبد الحميد شامخية.