أكد حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام السابق لحركة «النهضة» أنه مازال في موقع مستقل بعد خروجه من حركة «النهضة» وانه لن يكوّن حزبا جديدا لأنه لا يرغب ،حسب قوله، في فتح دكّان جديد يزيد في تشتيت القوى المدافعة عن الحريّات، واصفا علاقته بالشيخ راشد الغنوشي رئيس الحركة وببقية قياداتها ب«الحميمة»، مبينا أنه مازال على علاقة بعدد كبير من قيادات الحركة من الذين يتبادل معهم النصيحة والمشورة. وأضاف الجبالي،على هامش ندوة صحفية نظمتها جمعية العدالة وردّ الاعتبار بمدينة صفاقس تحت عنوان «ضمانات عدم عودة الاستبداد» ، ان وسائل الاستبداد تتمثل، برأيه، في القوة والمال والإعلام والقضاء ، متابعا ان وسائل الإستبداد لم تتغير على مرّ الزمان وأن التاريخ شاهد على ذلك، على حد تعبيره. و أشار الامين العام السابق لحركة «النهضة» إلى أن الإستبداد أنواع وأن درجة خطورته متفاوتة من نوع الى آخر، مبينا أن أخطر أنواع الاستبداد هو استبداد الحاكم بالرأي والقضاء والمال، حيث يفسد الدولة ومؤسساتها ويفسد الحق العام، حسب قوله. مبادرة جبهة الدفاع عن الحريات و أعلن حمادي الجبالي،بهذه المناسبة، عن اطلاق مبادرة لتكوين جبهة جديدة تحت يافطة الدفاع عن الحريات،واصفا المعارضة بالمشتّتة والمغيبّة، معتبرا أنّها لم تقو بعد على الخروج من الصدمة الانتخابية، واصفا موقفها بالحرج على اعتبار تمثيليتها الضعيفة في مجلس نواب الشعب. وأكد الجبالي أن معارضة اليوم في أمسّ الحاجة إلى لمّ شتاتها ، مؤكدا أنّ مبادرته تندرج في هذا المضمار الذي يراد منه، حسب تعبيره، تكوين جبهة للدفاع عن الحريّات. كما عبّر الجبالي عن خشيته من فشل مبادرته جرّاء الحسابات الضيّقة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية، منتقدا مواقف رموز قوى المعارضة الذين مازال كلّ واحد منهم يرى في نفسه الزعيم الذي يجري وراء الرئاسة، وفق تقديره. وأكد الجبالي أنّ أولويات البلاد في الوقت الراهن تتمثل في الحفاظ على التجربة الديمقراطية. وأضاف الجبالي انه يريد ان يبلّغ من خلال مبادرته رسالة مفادها أنّه قد آن الأوان لترك المصالح الذاتية والحسابات الضيقة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة والالتفاف حول المصلحة الوطنية العليا. ماذا عن «حراك شعب المواطنين»؟ أما بخصوص مبادرة «حراك شعب المواطنين» التي أطلقها الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، فقد قال الجبالي إنّه من غير المطروح بالنسبة له الانضمام إليها مضيفا أنّه لا يقرّ بالمنهج السياسي الذي تطرحه هذه المبادرة.