فرط النادي الإفريقي عشية الأحد الماضي في فرصة كبيرة لمواصلة الانفراد بالصدارة و الاقتراب أكثر من لقب البطولة، بعد أن اكتفى بتعادل سلبي مع مضيفه الاتحاد المنستيري، في مباراة سيئة على جميع المستويات لزملاء زهير الذوادي الذين مروا بجانب الحدث وكانوا حاضرين بالغياب في مواجهة حاسمة على درب التتويج. النادي الإفريقي قدم في المنستير عرضا مخجلا و لا يليق حتما بفريق يتراهن على البطولة،حيث افتقد جل لاعبيه للروح القتالية و الرغبة في الانتصار و هذا ما أكدته تصريحات مدربه الفرنسي دانيال سانشاز بعد المواجهة و التي خلفت موجة عارمة من الغضب لدى الجماهير التي لم تفهم بعد أسباب تواضع أداء زملاء صابر خليفة في هذا المنعرج الحاسم على الرغم من توفر كل ممهدات النجاح. «الرياحي» غاضب التعادل الأخير مع المردود الهزيل المقدم أثار غضب رئيس النادي الذي علمنا أنه لم يغادر ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير قبل نهاية المباراة و ذلك احتجاجا منه على أداء زملاء العيفة و على اختيارات الإطار الفني التي كبلت الفريق و جعلته عاجزا عن إحداث الخطر على مرمى المنافس. فباستثناء فرصة عماد المنياوي لم يقدر الإفريقي على تهديد مرمى مكرم البديري طوال التسعين دقيقة و هو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام حول مدى جاهزية الفريق لما تبقى من مباريات الموسم و التي ستكون كلها بمثابة مواجهات الكأس. الرياحي استاء كثيرا من النتيجة الأخيرة و التي حرمت الفريق من مواصلة الانفراد بالصدارة و من تعميق الفارق الذي يفصله عن النجم الذي تعثر للجولة الثانية على التوالي و الأكيد أنه سيتحدث قريبا إلى المدير الرياضي منتصر الوحيشي و الإطار الفني للحصول على تفسيرات مقنعة حول العرض المخجل في المنستير و لوضع النقاط على الحروف قبل أربع جولات من نهاية البطولة. اختيارات للمراجعة صحيح أن النادي الإفريقي مر بجانب مباراة الاتحاد و لم يقدم خلالها ما يشفع له لتحقيق الفوز و لولا براعة حارسه فاروق بن مصطفى لفقد نقطة التعادل التي أبقته متصدرا، و لئن تنصل الإطار الفني من المسؤولية و ألقى باللّوم على لاعبيه الذين غابت عنهم الروح على حد تعبيرهم و هذا صحيح إلى حد ما، فإن اختياراته الفنية والبشرية ساهمت بقسط كبير في النتيجة المحققة، فاختيار التعويل على نادر الغندري كأساسي لم يكن موفقا بالمرة بل لم نجد له تبريرا مقنعا خاصة في ظل تثاقل حركاته و افتقاده لحركية سايدو و نجاعة الهذلي الذي يبقى الخيار الأمثل للسيطرة على منطقة وسط الميدان رفقة ناطر و بلعيد طبعا. الغندري لاعب له من الإمكانيات الكثير و لكن تواجده جنبا لجنب مع ناطر لا يمكن أن يحمل الإضافة لخط وسط الميدان و هذا ما يجب أن يعيه الإطار الفني. كما لم يوفق سانشاز في التعويل على عماد المنياوي في مركز رأس الحربة فالأخير لا يجيد اللعب في هذا المركز و يحبذ التواجد على الأروقة أو وراء المهاجمين حتى يكون أكثر خطورة.محور الدفاع في حاجة إلى بعض التعديلات فأداء بلال العيفة تراجع في الجولات الأخيرة و هو ما يفرض إراحته خاصة و أنه لا يزال يعاني من أوجاع الركبة. غياب «جابو» عمق الأزمة من الأسباب التي ساهمت في تراجع أداء الفريق في الجولتين الأخيرتين غياب الجزائري عبد المومن جابو و الذي أثر بشكل كبير على المردود الهجومي للفريق و أفقد الإطار الفني حلولا كثيرة في الخط الأمامي، حيث افتقد الإفريقي في المباراتين الأخيرتين إلى لاعب مهم ينبني عليه الفكر الهجومي للمدرب دانيال سانشاز و يمكنه تغيير نتيجة المباراة بفضل مهاراته العالية و قدراته الفائقة على تجاوز منافسيه و فتح الثغرات لبقية رفاقه. «ماموش» سيكون في الموعد في لقاء النادي البنزرتي وهو ما من شأنه أن يعود التوازن للفريق خاصة و أنه يتناغم كثيرا مع الذوادي وخليفة. «الطبرقي» يراسل «سانشاز» مرة أخرى يبرهن مهاجم فريق النخبة على سعة إمكانياته و على قدراته التهديفية العالية حيث كان صاحب هدف الفوز على الترجي يوم الأحد الماضي، بلال الطبرقي يستحق لفتة من مدرب الأكابر دانيال سانشاز الذي لا يزال يراهن على شهاب الزغلامي الذي أثبت للمرة الألف محدودية إمكانياته و الذي ساقته «تسمسيرة» يعلمها القاصي والداني إلى الحديقة «أ» بعد أن كانت أقصى أمنياته ضمان مقعد في تشكيلة «الهمهاما» أو مستقبل المرسى. ضرورة التدارك صحيح أن الإفريقي خسر أمس الأول نقطتين ثمينتين و لكنه في المقابل لم يخسر لا المرتبة الأولى و لا لقب البطولة التي يبقى الأقرب إليه في حال تدارك الفريق بسرعة و عاد اللاعبون إلى الجادة في أقرب وقت و تداركوا في المواجهات القادمة و التي ستكون كلها مباريات كأس و البداية ستكون بمباراة إياب ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي الجمعة القادم ضد جمعية أولمبي الشلف و التي سيكون الفريق مطالبا بالفوز فيها بنتيجة عريضة مع أداء مقنع يعيد الثقة للمجموعة قبل مواجهة النادي البنزرتي. «لوبانة» العادة رغم أن الإفريقي لم يخرج منتصرا من مباراته ضد الاتحاد ،فإنه لم يسلم في المقابل من الاتهامات التي شككت وكالعادة في النقطة المتحصل عليها و التي ربطتها جماهير المنستير و مسؤوليه بكرم الحكم ياسين حروش الذي لم يعلن عن ضربة جزاء لفريقهم متناسين أن الأخير قد حرم الإفريقي من ضربة جزاء لصابر خليفة في الشوط الأول أظهرت الصورة التلفزية صحتها. «لوبانة» الاحتجاجات و اتهام الإفريقي بالتأثير على الحكام باتت رواية مقرفة و مزعجة ومسرحية سيئة الإخراج وجب على ممثليها الكف عنها و التركيز على المستطيل الأخضر بما أن كل فرق العالم استفادت و ستستفيد و تضررت و ستضرر من قرارات الحكام و بالتالي فإن حملة التباكي المفرطة و التي تستهدف الإفريقي خصوصا يجب أن تتوقف سريعا حتى لا تتحول بطولة «العار» إلى بطولة «التباكي» و الفاهم يفهم.... «الدرارجة» قادم أشرنا في عدد سابق إلى أن مهاجم مولودية شباب العلمة و هداف الدوري الجزائري وليد درارجة دخل ضمن اهتمامات المدير الرياضي منتصر الوحيشي و نعود اليوم لنؤكد انطلاق المفاوضات معه و مع رئيس ناديه «عراس هرادة» ، حيث صرح صاحب الهدف الجميل في مرمى النادي الصفاقسي و ال14 هدفا في دوري «موبيليس» الجزائري لجريدة «الهداف» بأنه تلقى اتصالا مباشرا من هيئة الرياحي التي اتصلت أيضا برئيس فريقه معبرة عن رغبتها في الفوز بتوقيع اللاعب المطلوب من عدة فرق فرنسية. درارجة أكد على سعادته بعرض الإفريقي مؤجلا الحسم فيه إلى حين ضمان فريقه البقاء بصفة نهائية، ولو أن مصادر إعلامية جزائرية أكدت حصول اتفاق مبدئي مع اللاعب قد يتجسد فعليا نهاية الأسبوع الحالي خاصة مع تواجد بعثة الفريق الجزائري في تونس لمواجهة النادي الصفاقسي في إياب ثمن نهائي رابطة الأبطال. بقي أن نشير إلى ان درارجة و في حال التحاقه بالإفريقي فإنه لن يعزز صفوفه في كأس ال«كاف» و ذلك لتواجد إسمه ضمن قائمة فريقه الجزائري المشارك في رابطة الأبطال الإفريقية.