قلنا مرارا وتكرارا قبل الموعد الاخير للنادي الرياضي الصفاقسي على ارضية ميدان ملعب بوشمة امام المستقبل الرياضي القابسي ان الفريق اصبح يعاني من سوء الحظ وفترة الشك التي طالت اكثر من اللزوم اكثر من اي شيء آخر هذا اضافة الى العديد والعديد من العوامل الاخرى، فعلى سبيل المثال وقبل مباراة الاحد الفارط تحول النادي الصفاقسي الى قابس وسط العديد من الغيابات حيث تعج مصحة الفريق باللاعبين المصابين على غرار محمد علي منصر ومحمود بن صالح وزياد الزيادي وطه ياسين الخنيسي والقاسم المشترك بين هؤلاء اللاعبين انهم يمثلون العمود الفقري للنادي حاليا هذا اضافة الى غياب كل من ماهر الحناشي وعلي المعلول بسبب العقوبات الادارية. ولكن سوء الحظ وهذه الغيابات المؤثرة لم يثنيا اللاعبين المعوضين عن تقديم افضل مردود فوق المستطيل الاخضر والنجاح في اصعب مهمة والتي فشل فيها باقي اللاعبين وهي الخروج بالنادي من عنق الزجاجة والقضاء على سلسلة التعادلات التي حققها النادي في المباريات الخمس الفارطة . مردود في تحسن مطرد لا يمكن للانتصار الاخير والمهم الذي حققه النادي الصفاقسي امام مستقبل قابس أن يحجب الفترة السوداء التي مر بها النادي مؤخرا ولكن وحتى نعطي قيصر ما لقيصر لابد من التذكير بالعمل الكبير الذي يقوم به الاطار الفني الجديد للنادي الرياضي الصفاقسي بقيادة باولو دوارتي والذي عايناه عن قرب سواء في تونس او في الجزائر، حيث يعطي الرجل قيمة بالغة للجانب المعنوي الذي بدا منهارا في الفريق اضافة الى محاولة رسم طابع كروي خاص بالفريق يعتمد اللمسات القصيرة والفعالية في الخط الامامي. وفي الحقيقة فقد تحسن مردود الفريق بعض الشيء في الشوط الثاني من مباراة العلمة ونفس الشيء في مباراة النادي البنزرتي حيث سيطر ابناء دوارتي بالطول والعرض على المباراة في شوطها الثاني. واخيرا في مباراة بوشمة عاد النادي الى اسلوب لعبه المعتاد رغم الغيابات الكثيرة وقام بعديد الجمل الكروية الممتازة وهو ما يبشر بكل خير قبل الموعد المرتقب نهاية الاسبوع الحالي في مباراة رابطة الابطال . «شلوف» يثأر لنفسه اضافة الى النادي الرياضي الصفاقسي فقد خرج اللاعب غازي شلوف أبرز مستفيد من الانتصار الاخير امام مستقبل قابس حيث قدم مردودا جيدا كما سجل هدف الفوز لفريقه الى جانب الجمالية التي ميزت هذا الهدف حيث تدرج بالكرة من بعيد قبل ان يضعها في زاوية صعبة على حارس الفريق المنافس. ولكن بالعودة الى مردود هذا اللاعب في الفترة الماضية فقد شهد هبوطا حادا يعتبر عاديا بالنسبة للاعبي كرة القدم ولكن المشكل هنا هو ان فترة الفراغ قد طالت نسبيا وذلك نتيجة الفترة السوداء التي يعيشها الفريق والتي تجعل ترميم معنويات اللاعبين غاية في الصعوبة. إلّا أن مردود شلوف في الشطر الثاني من مباراة النادي البنزرتي وايضا في مباراة مستقبل قابس يبشر بعودته الى سالف مستواه الذي جعل منه لاعبا بارزا في تشكيلة الفريق لدى كل المدربين الذي مروا به في السنين القليلة الفارطة والذي مكنه ايضا من الانتماء الى صفوف المنتخب الوطني في السابق ولكن يبقى أهم شيء بالنسبة له هو مزيد العمل خاصة من الناحية الذهنية لتأكيد استفاقته .