هو دون شكّ أهم لقاء بالنسبة للترجي الرياضي في هذه الفترة ذلك الذي يخوضه عشية الغد ضد ممثل كرة القدم السودانية فريق المريخ. فمشوار الفريق في أبرز هدف خططت له الهيئة المديرة وهو كأس رابطة الأبطال الإفريقية سيتحدد على ضوء نتيجة اليوم وهذا ما يجعل المواجهة مصيرية إلى أبعد الحدود ويضعها أبناء باب سويقة في مقدمة اهتماماتهم قبل البطولة الوطنية لأن التأهل إلى دور المجموعات سيعطي دفعا أكبر للمسؤولين وعلى رأسهم حمدي المدب للقيام بانتدابات كبيرة في الميركاتو الصيفي المقبل وتدعيم المجموعة بلاعبين من طراز رفيع ... إذن فإن الأهمية التي تكتسيها مباراة اليوم عديدة الجوانب ومن ضمنها مستقبل الترجي الرياضي ككل وهذا ما يضع المدرب جوزي دي مورايس واللاعبين أمام ضرورة الإنتصار وضمان الترشح إلى الدور القادم واجتياز عقبة المريخ بسلام وتحدي كل العراقيل التي تنتظرهم في تسعين دقيقة حاسمة وصعبة. لماذا هذا التوقيت؟ قبل الحديث أكثر عن المباراة وخاصة عن اختيارات المدرب دي مورايس على مستوى التشكيلة الأساسية وكذلك طريقة اللعب فإن توقيت اللقاء وهو الرابعة ظهرا يفرض تساؤلات كبيرة وعديدة، فالمعروف في مثل هذه المسابقات أن يختار الفريق المحلي توقيت مقابلاته على أرضه ومن الضروري أن يكون الإختيار مناسبا من خلال دراسة كل المعطيات من مناخ وطقس ومنافس وصعوبة المواجهة... الترجي الرياضي اختار الرابعة ظهرا لانطلاقة لقاء اليوم وستكون درجة الحرارة في حدود 37 درجة وهذا ما تعوّد عليه السودانيون بالنظر إلى مناخ بلدهم ، فكيف ولماذا ومن اختبار هذا التوقيت الذي لا يخدم بالمرة مصلحة الأحمر والأصفر؟ ... ولمَ لم يحدد توقيت مناسب أكثر للترجيين الذين تعودوا على استقبال ضيوفهم تحت الأضواء الكاشفة في ملعب رادس؟ صراحة الأمر محيّر ونتمنى أن لا تؤثر الحرارة الشديدة المنتظرة اليوم على مستوى أبناء باب سويقة المطالبين بمضاعفة المجهودات لقلب المعطيات وتحويل تأخر لقاء الذهاب إلى تقدّم في أعقاب مباراة اليوم. عودة« بن شريفية »إلى الشباك نغلق قوس التوقيت والحرارة ونأتي إلى اختيارات البرتغالي دي مورايس على مستوى التشكيلة الأساسية لنبدأ بحراسة المرمى حيث يستعيد الحارس الأول معز بن شريفية مكانه في شباك فريق باب سويقة بعد تماثله نهائيا للشفاء وتخلّصه من آثار الإصابة التي كان يشكو منها والتي أجبرته على الإبتعاد عن الميادين والتخلف عن اللقاءات الأخيرة لفريقه والتي عوّضه فيها سامي هلال كأفضل ما يكون مؤكدا جدارته بالإنتماء إلى فريق كبير مثل الترجي الرياضي... عودة بن شريفية مهمة جدا وتأتي في الوقت المناسب نظرا لحاجة الأحمر والأصفر إلى كل ركائزه في لقاء الاحد. «الذوادي» في الموعد لن يكون دخول بن شريفية التغيير الوحيد الذي تسجله اليوم التشكيلة الترجية مقارنة مع لقاء الذهاب في أم درمان بما أن محور الدفاع يشهد تغيّب محمد علي اليعقوبي لأسباب صحية بعد تعرضه لإصابة عضلية وهذا ما يجبر الإطار الفني على إدخال تعديل على ثنائي وسط الخط الخلفي الذي يسجل بالمناسبة عودة شمس الدين الذوادي الذي تماثل بدوره للشفاء في الوقت المناسب وسيقود عشية الغد دفاع الترجي الرياضي صحبة لاعب الخبرة العربي جابر، وكل التمنيات أن يكون الذوادي على أتم الإستعداد ولا يتأثر بابتعاده الطويل عن الميادين. «آفول» ظهير أيمن نبقى مع الخط الخلفي للتأكيد على أن المدرب جوزي دي مورايس وبعد أخذ ورد قرر التعويل على الغاني هاريسون آفول على الجهة اليمنى التي شكلت نقطة ضعف واضحة في كل اللقاءات السابقة بدليل تعدد التغييرات والإختيارات فيها، البرتغالي وجد الحل في البلاك ستارز الذي تعود اللعب في هذا المركز مع منتخب بلده وهو اختيار يسمح بالتعويل على لاعب إضافي ذو نزعة هجومية في خط وسط الميدان... على الجهة المقابلة وبعد التعويل على علي العابدي في المقابلات الأخيرة للبطولة يعود حاتم البجاوي إلى التشكيلة للاضطلاع بخطة ظهير أيسر. «الرّاقد» و«الشعلالي »« بيفوات»... و«الدراجي» صانع ألعاب وسط ميدان الترجي الرياضي سيتركب من ثلاثة لاعبين وهم حسين الراقد وغيلان الشعلالي وأسامة الدراجي، الأول ستكون مهمته دفاعية بالأساس للتصدي للهجومات المرتدة التي سيتوخاها ممثل كرة القدم السودانية، والثاني مهمة مزدوجة بين الدفاع والهجوم والربط بين الخطين الخلفي والأمامي وسيكون بالتالي دوره حاسما في هذا اللقاء والثالث في دور صانع ألعاب مهمّته مدّ المهاجمين بالكرات الدقيقة التي تسمح بخلق الخطر على مرمى المريخ والوصول إلى شباكه. هجوم بثلاثة رؤوس نتيجة لقاء الذهاب تفرض على الإطار الفني للترجي الرياضي توخي خطة هجومية منذ البداية والبحث عن هدف مبكر يعيد توزيع الأوراق بسرعة في هذه المواجهة، ولذلك اختار دي مورايس هجوما بثلاثة رؤوس للضغط على دفاع المريخ والتطلع إلى تسجيل أكثر من هدف وقلب كل المعطيات حيث سيعوّل منذ البداية على أحمد العكايشي ويانيك نجانغ وساموال إيدوك جنبا إلى جنب وترك هيثم الجويني كورقة هجومية رابحة يمكن استعمالها أثناء المباراة طبقا لتطورات النتيجة بطبيعة الحال. التشكيلة المحتملة على ضوء كل هذه المعطيات من المنتظر أن تتألف التشكيلة الأساسية للترجيين من العناصر التالية : معز بن شريفية – هاريسون آفول – حاتم البجاوي – شمس الدين الذوادي – العربي جابر – حسين الراقد – غيلان الشعلالي – أسامة الدراجي – أحمد العكايشي – يانيك نجانغ – ساموال إيدوك.