ملعب رادس طقس حار جدا جمهور محترم العدد تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي: معز بن شريفية – سامح الدربالي ( يانيك نجانغ) – حاتم البجاوي – العربي جابر – محمد علي بن منصور – حسين الراقد – غيلان الشعلالي – هاريسون آفول – أحمد العكايشي (أسامة الدراجي) - هيثم الجويني (ادريس المحيرصي) – ساموال إيدوك. المريخ السوداني: عمر سالم – عبد اللاتي عبد الله – أمير سليمان – علاء الدين يوسف – رمضان عجب – أحمد عبد الله – مصعب عمر – أيمن سعيد – سولومون – كوفي (جابر بلاّ) – بكري عبد القادر. تحكيم: دانيال بينيت الأهداف: - أحمد عبد الله في الدقيقة 14 لصالح المريخ السوداني - يانيك نجانغ في الدقيقة 69 والعربي جابر في الدقيقة 90 لفائدة الترجي الرياضي الإنذارات: - أحمد عبد الله من جانب المريخ - محمد بن منصور والعربي جابر من جانب الترجي الرياضي ودع الترجي الرياضي هذه السنة مسابقة رابطة الأبطال بصفة مبكرة على عكس عاداته حيث عجز على بلوغ دور المجموعات مغادرا التظاهرة التي تشكل أبرز أهدافه منذ الدور الثاني أمام ممثل كرة القدم السودانية فريق المريخ الذي صنع الفارق لفائدته بفضل الهدف الذي سجله خارج القواعد ودعّم به الإنتصار الصغير والثمين الذي حققه في الذهاب على أرضه كاسبا بالتالي ورقة العبور إلى الدور ربع النهائي. فلسفة دي مورايس : الدراجي احتياطي ... والدربالي وسط ميدان؟؟؟ قبل الحديث عن المباراة وتطوراتها لا بد من التساؤل على جدوى بعض اختيارات المدرب جوزي دي مورايس والمتمثلة أساسا في التعويل على سامح الدربالي في خطة متوسط ميدان لا حول ولا قوة له فيها لا من الناحية الدفاعية ولا من الجانب الهجومي ولا من حيث حسن التمركز أو خاصة الفائدة للفريق ككل وشكل هذا الخيار المنعرج الأول والرئيسي للمباراة بما أنه سهل مهمة السيطرة على هذه المنطقة طوال الشوط الأول للسودانيين الذين لم يرفضوا الهدية وقضوا على أحلام الترجي الرياضي مبكرا في أقل من ربع ساعة مسجلين هدفا عززوا به تقدم لقاء أم درمان ... دي مورايس أبقى كذلك على صانع الألعاب الوحيد الموجود على ذمته على بنك الإحتياط ونعني هنا طبعا اسامة الدراجي الذي كانت كل الظروف والعوامل والأهداف تفرض على مدرب الأحمر والأصفر التعويل عليه من البداية في محاولة لتدارك هزيمة الذهاب من خلال إضفاء الجانب الهجوم الضروري على خط الوسط ، فكانت بسبب هذه التوجهات كل الأمور من بدايتها ضد الترجي الرياضي الذي لم يوفق مدربه هذه المرة في اختياراته وتسبب في مرور فريقه بجانب الحدث في أحد أهم لقاءاته في هذه الفترة باعتبار أن كأس رابطة الأبطال الإفريقية تمثل الهدف الأول والأساسي للعائلة الترجية الموسعة. هدف قضى على كل الآمال نأتي الآن إلى المباراة في حد ذاتها لنشير إلى أن البداية التي كنا نتمناها من جانب الترجي الرياضي في هذا اللقاء جاءت من الفريق السوداني الذي نجح في أول محاولة هجومية له في افتتاح النتيجة وذلك في الدقيقة 14 عن طريق أحمد عبد الله الذي استغل كرة من كوفي في محور دفاع الترجيين ليغالط بن شريفية. قبل هذا الهدف المفاجئ كانت الإمكانية سانحة للعربي جابر في الدقيقة السادسة لاستغلال مخالفة الشعلالي ومغالطة الحارس السوداني غير أن تسديدته الرأسية أخطأت المرمى رغم موقعه المناسب دون أيّة محاصرة. الترجيون حاولوا الرد على هدف السودانيين الذي عقد المهمة بصفة كبيرة جدا وتوفرت لهم فرص ذهبية سانحة للتسجيل عن طريق الجويني على وجه الخصوص وذلك في الدقائق 18 و27 و28 ، الأولى من مخالفة جانبية من آفول في القائم الثاني ورأسية قلب هجوم الترجي الرياضي فوق العارضة، والثانية من كرة طويلة في العمق وترويض بالصدر لكن التصويب كان خارج المرمى، والثالثة بعد تمهيد من العكايشي لكن كرة الجويني كانت ضعيفة لم يجد حارس المريخ أيّة صعوبة للتصدي لها. فرص عديدة سانحة ضائعة بشكل غير مقبول في مقابلة تستوجب استغلال أنصاف الفرص لقلب المعطيات وهذا ما لم يوفق فيه لاعبو الخط الأمامي للأحمر والأصفر لتزيد إصابة العكايشي في تعقيد الموقف نظرا لحاجة أبناء باب سويقة إلى كامل قوته الهجومية في مباراة صعبة أمام منافس أحكم سد المنافذ وانتشر بشكل جيد على الميدان. لقد حاول أبناء دي مورايس تعديل النتيجة قبل نهاية الفترة الأولى تطلعا إلى قلب المعطيات في الشوط الثاني وقد أتيحت لهم مخالفة ممتازة في الدقيقة 44 داخل منطقة الجزاء بعد هفوة فنية من الحارس السوداني غير أن تصويبة آفول بعد تمهيد من الدراجي معوّض العكايشي مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى المريخ قبل أن يتحصل الضيوف على مخالفة خطيرة في الوقت بدل الضائع من هذه الفترة الأولى نفذها عجب وحوّلها بن شريفية بصعوبة إلى الركنية. نهاية الشوط الأول على تقدم المريخ بهدف لصفر جعل مهمة الترجيين في العودة في اللقاء مستحيلة بما أنهم مجبرون على تسجيل ثلاثة أهداف كاملة في 45 دقيقة أمام منافس منظم بشكل جيّد على الميدان ويملك حارسا ممتازا كان موفقا في كل تدخلاته. تعديلات متأخرة... وفوز لا يقلب المعطيات قبل انطلاق الشوط الثاني حاول دي مورايس تدارك هفوته التكتيكية حيث أقحم نجانغ مكان الدربالي لتدعيم هجومه لكن هيهات فقد فات الأوان وانتهى الدرس منذ الشوط الأول لأن التسرع من جهة والثقة التي كسبها المنافس من جهة أخرى شكلا العاملين المؤثرين في هذه الفترة الثانية التي كان خلالها التدارك شبيه بالمعجزة خصوصا بمرور الوقت وشعور الترجيين بالخروج من مغامرتهم الإفريقية بشكل مبكر جدا هذه السنة. لقد طفا سيناريو الشوط الأول بظلاله على الفترة الثانية التي شهدت سيطرة ترجية عقيمة في مجملها بدليل الفرصة المهدورة في الدقيقة 57 حين كان ثلاثة لاعبين من الترجي الرياضي أمام حارس المرمى لكن تسديدة نجانغ الأخيرة ارتطمت بالعارضة قبل أن تعود أمام الشعلالي الذي صوّب بالرأس لكن الدفاع يتدخل على الخط النهائي لإنقاذ الموقف ... نفس العقم عرفه العربي جابر في الدقيقة 65 بعد مخالفة موزعة من المحيرصي لكن التسديدة الرأسية لمدافع الترجي الرياضي أخطأت المرمى رغم موقعه المناسب والممتاز داخل الستة أمتار. الدقيقة 69 وضعت حدا لهذا الإخفاق الهجومي الكبير وللفرص السهلة الضائعة التي كانت سببا مباشرا في إقصاء الترجيين من هذا الدور حيث نجح يانيك نجانغ في مغالطة حارس المريخ برأسية محكمة بعد توزيعة دقيقة من آفول وهو هدف زاد في حماس وتشجيع جماهير الأحمر والأصفر التي لم تتأخر لحظة في دفع لاعبيها الذين بذلوا أقصى مجهوداتهم لمضاعفة النتيجة بسرعة لكن صمود الدفاع السوداني والتسرع حالا دون ذلك لننتظر الدقيقة الأخيرة من المباراة التي نجح خلالها العربي جابر في مغالطة حارس المريخ بكرة رأسية جعلت الترجيين يحلمون بخطف ورقة التأهل في الوقت بدل الضائع المقدر بخمس دقائق الذي أضافه الحكم دانيال بينيت والذي عمد خلاله الضيوف على إضاعة الوقت دون أن يأخذ الجنوب إفريقي ذلك بعين الاعتبار وأعلن صافرته النهائية في الوقت المحدد معلنا عن ترشّح ممثل الكرة السودانية إلى دور المجموعات وخروج الأحمر والأصفر من الدور الثاني من المسابقة الأهم التي تشكل هدفه الأول والرئيسي.