الصيد يعترف بأن الوضع البيئي كارثي ويتطلب تدخلا سريعا وفوريا وجوب اعتماد تصور شامل و طويل المدى لاستصلاح بحيرة السيجومي وتركيز فضاء بيئي على غرار البحيرة الشمالية اعترف رئيس الحكومة الحبيب الصيد بأن الوضع البيئي الراهن في العاصمة وخاصة في تونس الغربية كارثي ومُتردّ وان الأمور ليست على أحسن ما يرام وأن ذلك يتطلب تدخلا عاجلا وفوريا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع في انتظار اعتماد تصور شامل وطويل المدى يتناول الأوضاع البيئية بصفة جذرية. وقرر رئيس الحكومة أمس اثر الانتهاء من زيارة ميدانية أداها إلى سبخة السيجومي بتونس الغربية وعدد من محطات التطهير بتونس الغربية، عقد جلسة عمل وزارية طارئة مع منتصف النهار يشرف عليها وزير الداخلية لتدارس الوضع البيئي واتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لتلافي الوضع ولا سيما في سبخة السيجومي خاصة في هذه الفترة والصيف على الأبواب. وقال إن الزيارة التي قام بها رفقة وزير التجهيز والإسكان ووالي تونس و ر.م.ع الديوان الوطني للتطهير وعدد من الإطارات إلى كل من محطة التطهير بالعطار (مشروع معطل) ومحطة التطهير بسيدي حسين ومحطتي الضخ بالسيجومي والمروج، كشفت أن الأوضاع البيئية ليست على أحسن ما يرام رغم المجهودات المبذولة مما يستوجب تدخلا عاجلا خاصة في ما يخص القضاء على الحشرات والناموس على مستوى سبخة السيجومي. وقد وقف رئيس الحكومة والوفد المرافق له في الطريق أين عاين جحافل الناموس المنتشرة في وضوح النهار وبأعداد مهولة على ضفاف بحيرة السيجومي والأحياء المجاورة، معبرا عن امتعاضه مما آلت إليه الأمور من ترد للوضع البيئي وتأثر الأحياء المحيطة بتواصل الناموس. وأكد على أن بحيرة السيجومي تعتبر مساحة مائية هامة على غرار البحيرة الشمالية للعاصمة مبرزا أهمية اعتماد تصور شامل و طويل المدى من اجل استصلاح هذه البحيرة من خلال تركيز فضاء يمكن استغلاله من الناحية العمرانية علاوة على الناحية البيئية مشيرا إلى ما كان عليه الوضع في البحيرة الشمالية قبل استصلاحها وحسن توظيفها عمرانيا وبيئيا. مشروع بيئي معطل لخمس سنوات؟؟؟ وخلال زيارته إلى محطة التطهير بالعطار عبر الحبيب الصيد عن عدم رضاه التام من التأخير في الانتهاء من المشروع الذي كان من المفروض أن يدخل حيز الاشتغال في سنة 2010 معتبرا أن تأخير خمس سنوات أمر غير مقبول بالمرة. وحمّل في هذا لإطار المسؤولية لعدد من الإطارات وفي مقدمتها ر.م .ع الديوان الوطني للتطهير والإطارات الجهوية داعيا إياهم إلى الإسراع بالأشغال في اقرب وقت ممكن وإلزامهم بالتواجد اليومي على عين المكان. كما شدد على انه من المنتظر عقد جلسة عمل وزارية في غضون الأسبوع القادم للنظر في جملة الإشكاليات الإدارية والقانونية التي تعيق انطلاق عدد من المشاريع البيئية وفي مقدمتها محطات التطهير. من جهته قال الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتطهير رشاد بن رمضان إن الأشغال في محطة التطهير بالعطار انطلقت في 2007 وأنه كان من المتوقع أن تدخل حيّز العمل في 2010 غير انها شهدت تعطيلات ناتجة عن قدرة المقاول على الانجاز. ولاحظ أن إحداث المحطة يندرج في إطار منظومة التطهير في تونس الكبرى وأنها تعتني بمنظومة تونس الغربية وأنه كانت من المفروض أن تخفف الضغط على تونس الغربية في علاقة بسبخة السيجومي والأحياء الشعبية المحيطة بها وبالتالي حل مشاكل أكثر من 600 ألف متساكن. ولفت المسؤول إلى أنه في القريب العاجل سوف تستأنف الأشغال ومن المنتظر أن تدخل محطة التطهير حيز الاشتغال في جانفي 2016. إقرار بفشل خطة القضاء على الناموس وخلال توقف الوفد الرسمي بمحطة الضخ بالسيجومي وتواصل تساؤل رئيس الحكومة عن سبل القضاء على الناموس، بين والي تونس حامد عبيد انه سيتم اتخاذ جملة من الإجراءات العاجلة من ذلك إمكانية تركيز أجهزة ضوئية كبيرة (projecteurs) في ضفاف سبخة السيجومي من اجل جلب الناموس في الليل والتقليص منه عند تحوله إلى الأحياء الشعبية المحيطة بالسبخة. كما أفاد الوالي أن النية تتجه إلى كراء بعض المعدات والتجهيزات من الشركات الخاصة لمقاومة الناموس. من جهته اقر شيخ المدينة ورئيس بلدة تونس سيف الله الاصرم أن مقاومة الناموس أمر صعب وانه على امتداد الأربع سنوات الفارطة كانت الخطة غير محكمة ولم تعط ثمارها موضحا أن ارض السبخة وعمقها يمثّلان مصدرا لتكاثر الناموس والحشرات. وقد شدّد رئيس الحكومة على وجوب تلافي الأخطاء وتكثيف التدخلات وطلب من الوالي ومن رئيس البلدية تسخير كل الإمكانات المتاحة في انتظار المعالجة الجذرية لهذه المعضلة. وعلى إثر معاينته صباح أمس لمشروع محطة التطهير بالعطار لتطهير تونس الغربية، المتعطل منذ خمس سنوات، واطلاعه على محطتي الضخ بسيدي حسين السيجومي والمروج وعلى تردّي منظومة التطهير والوضع البيئي، قرر أمس رئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد إقالة الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتطهير.