هل بحث جوزي دي مورايس عن التعادل في صفاقس ؟ ... هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم في الأوساط الترجية بعد النتيجة التي انتهى عليها الكلاسيكو وخاصة بعد المردود المتواضع الذي قدمه الفريق في هذا اللقاء والذي لعبت فيه اختيارات البرتغالي دورا أساسيا بما أنها لم تؤشر قط إلى نيته في إحداث الفارق وتحقيق الفوز الذي كان يعد الخيار الوحيد أمام أبناء باب سويقة قبل هذه المواجهة حتى لا يفرطوا في نقاط قد تؤثر على حظوظهم في التتويج في نهاية الموسم... الترجي الرياضي خسر الطليعة بسبب هذه العثرة حيث تركها لجاره الذي استغل مباراته مع النادي البنزرتي لتدعيم حظوظه في المنافسة على اللقب ومنح أيضا الفرصة للنجم الساحلي لتقليص الفارق معه في الترتيب واضعا نفسه بذلك أمام حتمية الإنتصار في كل مقابلاته المتبقية بما ذلك الدربي الذي سيكون حاسما إذا ما أراد فعلا الحفاظ على لقبه وإضافة بطولة جديدة إلى رصيده. مآخذ عديدة مرة أخرى لم يكن المدرب جوزي دي مورايس موفقا في اختياراته التكتيكية سواء المتعلقة بالتشكيلة التي عوّل عليها في هذا الكلاسيكو أو بطريقة اللعب التي توخاها. البرتغالي لعب بمهاجم وحيد في هذه المباراة وكان عليه إذن أن يختار رأس الحربة المناسب لهذه الخطة أي اللاعب الذي يضمن العمق الهجومي ويضع ثقله على محور دفاع المنافس وهذا ما لا يستطيع أحمد العكايشي القيام به باعتبار فاعليته أكثر كلاعب رواق يستغل السرعة لمغالطة المنافس فكانت النتيجة أن لعب الترجي الرياضي تقريبا بدون هجوم وهو ما يفسر الراحة التي وجدها مدافعو النادي الصفاقسي قبل دخول نجانغ وكذلك غياب الفرص السانحة للتهديف عن فريق باب سويقة طوال الفترة التي سبقت التغيير والسؤال المطروح هنا هو كيف يمكن للترجي الرياضي أن يسجل وينتصر بدون خط أمامي؟... لقد كان حريّا بالسيد دي مورايس أن يبدأ اللقاء بالكاميروني أو بهيثم الجويني في ظل الطريقة التي اختارها والتي تعتمد على رأس حربة واحد لكنه لم يهتد إلى هذا الحل الضروري ولم يوظف بالتالي إمكانيات لاعبيه على النحو المطلوب. ثم إن التغيير الأول الذي قام به دي مورايس كان خاطئا تماما حيث كان لزاما عليه أن يترك العكايشي في التشكيلة ويدعم هجومه بيانيك نجانغ ليعطي أكبر فرصة لإحداث الخطر على مرمى الجريدي... الأمر الثاني الذي لم يتوّفق فيه البرتغالي هو تعويله على كروز الذي أكد للمرة الألف أنه لا يملك ابسط المؤهلات التي تسمح له بالإضطلاع بدور صانع ألعاب في فريق كبير مثل الترجي الرياضي، فهذا اللاعب محدود الإمكانيات وغير قادر على تقديم أي إضافة ولا ندري كيف يخيّره جوزي دي مورايس على إيدوك عند تحديد الثلاثي الأجنبي في كل مباراة. أجانب بلا إضافة! حين يظهر البرازيلي كروز بذاك الوجه الشاحب الذي لا يليق أبدا بصانع العاب في فريق كبير يرنو إلى التتويجات وبالتالي الإنتصارات وحين يهدر نجانغ فرصا سهلة أضاعت على الترجي الرياضي الفوز في العديد من المقابلات آخرها في صفاقس وحين يقدم آفول مستوى عاديا للغاية لا يفوق في شيء اللاعب التونسي فإننا نتساءل: ماهي الإضافة التي يقدمها اللاعبون الأجانب لفريق باب سويقة!؟ فالهدف من الصفقات الأجنبية تحسين الأداء والإرتقاء بمردود الفريق إلى أعلى مستوى أي أن يكون الأجانب أفضل من اللاعبين المحليين وهذا ما لم ولن يتحقق في الترجي الرياضي بمثل هذه الأسماء التي تجمع بين من قدموا كل شيء للفريق ولم يعد لديهم ما يضيفونه ونعني هنا نجانغ وآفول وبين من لا يملك ابسط المواصفات التي تسمح له بالإنتماء إلى فريق كبير ونعني هنا مانيو كروز الذي لا يملك من البرازيل سوى الجنسية... هؤلاء اللاعبون لم يساعدوا الترجي الرياضي في شيء طوال هذا الموسم لا محليا ولا قاريا وكانوا بالتالي من بيم الأسباب الرئيسية التي جعلت موسم الأحمر والأصفر غير ناجح إلى حد الآن خصوصا بعد الإخفاق في رابطة الأبطال الإفريقية التي تعد الهدف الأول والأساسي الذي تتم على ضوئه الإنتدابات ويصرف من أجله رئيس النادي المليارات... لقد أصبح الترجي الرياضي في حاجة إلى ثورة بدءا بلاعبيه الأجانب من خلال تغيير كامل في الأسماء لمنح روح جديدة للمجموعة يمكن أن تعطي أكلها مستقبلا. الفريق لا يستحق الفوز في صفاقس نعود إلى المباراة الأخيرة للترجيين في صفاقس للتأكيد على شيء هام وهو أن فريق باب سويقة لم يكن يستحق الإنتصار في الكلاسيكو لسبب بسيط وهو أن مدربه لم يبحث قط على هذه النتيجة الإيجابية لا من خلال الطريقة التي توخّاها ولا التشكيلة التي عوّل عليها ولا كذلك من خلال التغييرات التي قام بها والتي ارتكزت على التبديل مركز بمركز دون محاولة تعزيز الهجوم وإحداث التفوق العددي الكفيل بمغالطة دفاع النادي الصفاقسي... صحيح أن التعادل لا يغيّر الكثير في وضع الفريق باعتبار حاجته لتحقيق ثلاث انتصارات في مقابلاته المتبقية لكن الجولة القادمة قد تغيّر هذه المعطيات في حالة تعثر صاحب الطليعة وحينها سيندم دي مورايس على النقطتين المهدورتين في المهيري وعلى عدم محاولته تفعيل خطه الأمامي واللعب بمهاجمين للوصول إلى شباك الجريدي. على كل حال لا يزال الترجي الرياضي يملك مصيره بين يديه وهذا هام جدا وعلى دي مورايس استغلال هذه الوضعية وحسن توظيف ما يملكه من لاعبين وإمكانيات حتى ينجح في كسب ثلاث انتصارات تعني اللقب. تعازينا الحارة ل «رياض بالنور» يتقدم قسم الرياضة ب « التونسية » بتعازيه الحارة إلى الرئيس السابق لفرع كرة القدم بالترجي الرياضي رياض بالنور على إثر وفاة جدته قمر الشريف بالنور راجين من الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فراديس جنانه وأن يرزق عائلتي الشريف وبالنور جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.