كثر الحديث منذ يوم إعلان وزارة التربية عن نتائج مرحلة القبول الاولي للمترشحين لاجتياز المناظرة الخارجية بالاختبارات لانتداب اساتذة التعليم الثانوي و اساتذة التعليم الابتدائي طبقا للصيغ الاجرائية الجديدة التي تضمنها القانون المنظم لهذه المناظرة و الذي انطلق العمل به منذ السنة الماضية، حتى بلغ الأمر بعدد ممن رفضت ملفات ترشحهم الى التشكيك في مصداقية المناظرة و في شفافيتها،خاصة ان الوزارة لم تفسر، برأيهم، سبب الترفيع في المعلوم الجبائي المفروض على هذه المناظرة من 10 دنانير في السنة الماضية الى 15 دينارا كما لم تقدم جوابا مقنعا عن أسباب رفض الكثير من الترشحات ... و لئن اقتصرت الوزارة في تبريرها لسبب رفض الكثير من ملفات الترشح في مرحلة القبول الاولي على جملة تقول: «لقد تم رفض ترشحك للسبب التالي: شهادة علمية غير مطلوبة»، فكيف لها ان تبرر هذه المرة ما عرفته المناظرة امس من لخبطة و اخلالات و حوادث منع لعدد من المقبولين من اجتياز الامتحان رغم استظهارهم باستدعاءات وصلتهم منها أو عبر المؤسسات المشرفة عليها...؟ مشاكل بالجملة ابتسام مقديش احدى المترشحات للمناظرة اختصاص علم اجتماع في ولاية صفاقس،اكدت امس انه تم اقصاؤها وإقصاء المترشحين من نفس اختصاصها في جهتها من اجتياز مناظرة الكاباس، موضحة أنها لم تتمكن و لا زملاؤها كذلك من الحصول على استدعاءات لاجتياز «الكاباس» رغم قبول ملفات ترشحهم. وبينت ابتسام أن المندوب الجهوي للتعليم في صفاقس، أكد لها في مرحلة أولى أن عطبا فنيا طرأ على الحواسيب سيتم تداركه بما يُمكِن المترشحين من الحصول على الاستدعاءات، لكم لم يتم ذلك ليُقرّ في ما بعد أن منشورا وزاريا من وزير التربية ناجي جلول أمر باستثناء اختصاص علم الاجتماع من «الكاباس». وقالت مقديش إنها ستقدم شكاية للمحكمة الإدارية في هذا الموضوع. و لئن تم منع عدد من المترشحين من امثال ابتسام من اجراء الامتحان في ولاية صفاقس لعدم تمكينهم من استدعاءات الترشح، فقد تم ايضا منع الكثيرين ممن تحصلوا على الاستدعاء نتيجة تأخيرهم في الوقت بعد لخبطة طارئة على مكان اجراء الامتحان لينتهي الامر باحتجاج الممتحنين و تدخل اعوان الامن ،و هو ذات الامر الذي حال دون اجتياز ما يزيد عن 10 مترشحين من اجراء الامتحان لانهم لم يميزوا بين المعهد الثانوي دار الأمان و المدرسة الإعدادية القريبة منه ، و لم يتوصلوا الى معرفة مكان اجراء الامتحان الا بعد فوات الاوان حيث تم منعهم باعتبار التأخير ممّا دفعهم إلى الاحتجاج أمام المؤسسة المذكورة و تدخل الامن. نشاز الموسيقى و لعل اكثر ما شد انتباه العامة من اخلالات هو ما اثاره امتحان العلوم الموسيقية من لخبطة في صفوف المتناظرين خاصة بعد ان تم تسليمهم اوراق امتحان تكرر فيها اكثر من نصف الاسئلة من دون التثبت فيها قبل تسليمها اياهم، حيث تفطن الكثير من المترشحين لاجتياز المناظرة في هذا الاختصاص بكامل تراب الجمهورية تقريبا الى ان مطبوعة الامتحانات لم تتضمن الأسئلة من السؤال 12 الى السؤال 37 ، و هو ما اثار قلق الكثيرين وتخوفهم إما من كيفية احتساب الاجابات او من امكانية إلغاء المناظرة في هذا الاختصاص برمتها. الوزارة توضح من جانبه، علق ناجي جلول على الخطإ الذي وقع في امتحان الموسيقى ،مؤكدا ان ما وقع ليس سوى خطإ تقني تسبب في تكرر بعض الاسئلة،مؤكدا انه سيتم اعتماد الاسئلة ال13 الاولى في الاصلاح و عدم اخذ بقية الاسئلة بعين الاعتبار،مبررا هذا الخطأ بالضغط الهائل الذي يعمل فيه اعوان الوزارة بالنظر الى الروزنامة المزدحمة بالامتحانات الوطنية. كما رفض ناجي جلول وصف وزارة التربية ب «المتحيّلة»، مؤكدا ان وزارته قامت بنشر كافة شروط الترشح ل «الكاباس» وأنه تم اعلام العموم بكافة مقاييس المشاركة و شروطها. بدوره،اعتبر امس مختار الخلفاوي الناطق الرسمي باسم وزارة التربية الظروف التي جرت فيها مناظرة «الكاباس» إيجابية باستثناء بعض المشاكل التي وصفها بالطفيفة رغم التشكيات والتذمر في صفوف عديد المترشحين في صفاقس والقيروان وكذلك تونس العاصمة و غيرها من ولايات الجمهورية. كما بيّن الخلفاوي أن ما عرفه اختبار الموسيقى هو خطأ في السحب، موضحا في تصريحه الطريقة التي سيتم بها احتساب الأعداد. اما في ما يتعلق بمنع عدد من المترشحين من اجتياز المناظرة، فقد قال الخلفاوي إنه يتم قبول مطالب الترشح من أجل التجميع على المستوى الجهوي ومن ثم يتم إحالتها على لجان للفرز والبت فيها.