يخوض عشية الغد النادي الإفريقي مباراة مصيرية من أجل التتويج بلقب البطولة سيجمعه على أرضية ملعب رادس بجاره وغريمه الأزلي الترجي الرياضي التونسي. الخيارات المتاحة أمام أبناء الفرنسي دانيال سانشاز ليست بالكثيرة فالفوز وحده يرضي الجماهير المتعطشة ويجعل نسر البطولة على مرمى حجر من حديقة المرحوم منير القبايلي. زملاء خليفة يعلمون جيدا ما هم مطالبين به وقد أظهروا خلال اليومين الماضيين تركيزا كبيرا ورغبة أكبر في تحقيق الفوز والتخلص من الضغط الرهيب الذي لازمهم منذ انطلاقة الموسم. وكما أشرنا في عدد اليوم فإن تمارين الفريق لموعد الحسم كانت عادية للغاية حيث ركز الإطار الفني على امتصاص حماسة لاعبيه ودعوتهم إلى التريث وعدم التسرّع حتى يتسنّى لهم الإطاحة بالجار الساعي بدوره إلى تحقيق الفوز ليضاعف من أماله في التتويج. دفاع العادة بالنسبة لتشكيلة الفريق في مباراة الموسم فإن معالمها اتضحت بشكل كبير حيث سيدخل الإفريقي المواجهة بدفاع العادة خاصة مع عودة هشام بالقروي الذي سيأخذ مكان سيف تقا بعد تخلصه بصفة نهائية من آلام الكاحل. الجزائري سيشكل رفقة العيفة والحدادي والعقربي رباعي الخط الخلفي الذي برز بوجه مرضي للغاية في الجولات الست الأخيرة والتي لم تتلق فيها شباك فاروق بن مصطفى أي هدف. مهمة الدفاع لن تكون سهلة خاصة مع ثقل هجوم الترجي الذي يضم أسماء لها من الإمكانيات الشيء الكثير والحديث يخص هنا يانيك نجانغ وأحمد العكايشي والنيجيري إيدوك، وهو ما يفرض على زملاء العيفة التزام الحذر وعدم ترك مساحات من شأنها أن تكون مبعث خطر على مرمى فاروق بن مصطفى. ثلاثي في الارتكاز الحصة التدريبية الأخيرة التي احتضنها عشية اليوم الملعب الفرعي بالمنزه، كشفت نية الإطار الفني التعويل على ثلاثة لاعبي ارتكاز لضمان السيطرة على هذه المنطقة الحساسة، فإلى جانب ستيفان حسين ناطر ومراد الهذلي سيقحم سانشاز الغاني سايدو ساليفو منذ البداية في ظل شح الخيارات الهجومية، فشهاب الزغلامي أثبت في مباراة مستقبل قابس محدودية إمكانياته في ما لم يحن الوقت بعد للدفع بالمالي ماليك توري منذ البداية. هذا وسيستعيد التيجاني بلعيد مكانه في التشكيلة ليضطلع بمهمة صنع اللعب. «خليفة» و«العمدة» ثنائي الهجوم نبقى مع أخبار التشكيلة لنشير إلى أن صابر خليفة وعماد المنياوي سيقودان خط هجوم الإفريقي في المبارة الحاسمة، حيث يعول سانشاز ومن خلفه «شعب» الإفريقي على هذا الثنائي لضرب استقرار دفاع «المكشخة» والنيل من شباك «المعز» وبالتالي تحقيق انتصار يساوي التتويج بالبطولة. هداف البطولة صابر خليفة سيكون بدوره في مواجهة متجددة وخاصة مع الفريق الذي لم يكرم وفادته والأكيد أنه سيسعى للثأر منه «رياضيا» وتسجيل أغلى أهدافه هذا الموسم. غياب جابو والذوادي ضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على أكتاف «العمدة» وخليفة المطالبان باستغلال الفرص التي ستتاح لهما والتي لن تكون كثيرة خاصة مع قيمة الرهان وكثرة الحسابات التكتيكية. تحدّ خاص «دربي» الحسم سيكون له طعم خاص لمدرب الإفريقي دانيال سانشاز الذي سيسعى دون شك إلى فك عقدة الفرق الكبرى وتحقيق أول انتصار له على منافسيه المباشرين على اللقب. طريقة اللعب وجماليته لن يكون لهما أهمية كبرى في مباراة الغد والتي لن يحتفظ التاريخ سوى بنتيجتها النهائية وإذا ما عجز الفرنسي عن حسمها لصالحه فإن أيامه في القلعة الحمراء والبيضاء ستكون معدودة بما أن الرياحي الذي وفر للأمانة كل مقومات النجاح للمجموعة لن يمنحه فرصة ثانية بعد أن ثبته عقب هزيمتي الملعب القابسي ومستقبل المرسى. «الرياحي» في الموعد في إطار تحفيز وتشجيع أبناء الفرنسي دانيال سانشاز أدى سليم الرياحي رئيس الفريق عشية اليوم زيارة إلى مقر إقامة المجموعة والتقى باللاعبين والإطار الفني وبقية الجهاز الإداري وتحدث إليهم حول ضرورة الفوز ب«الدربي» والنسج على منوال رجال اليد والسلة وإسعاده وإسعاد الجماهير ببطولة طال انتظارها. الرئيس وعد أبناءه بمنح هامة في حال حصد النقاط الثلاث مؤكدا لهم بأنه لن يقبل منهم أية أعذار في حال فشلوا في تحقيق الفوز. التشكيلة المحتملة على ضوء الحصة التدريبية الأخيرة ينتظر أن تكون تشكيلة الفريق على النحو التالي: بن مصطفى – العقربي – الحدادي – العيفة – بالقروي – ناطر – الهذلي – سايدو – بلعيد – المنياوي – خليفة.