لم يكن موسم الترجي الرياضي الحالي ناجحا حيث لم تتحقق فيه أهداف النادي في أكابر كرة القدم وهو الفرع الذي يمثل المرآة التي ينعكس عليها نجاح أي فريق من عدمه ، وكان هذا الفشل كاملا سواء على المستوى المحلي الذي خسر فيه الفريق لقب البطولة وكذلك تذكرة المشاركة في كأس رابطة الأبطال للسنة القادمة بعد خسارته المركز الثاني ولا على الصعيد القاري الذي خرج منه مبكرا على غير العادة من أمجد الكؤوس الإفريقية عاجزا على اجتياز الدور الثاني والوصول إلى دور المجموعتين... صحيح أن هذا الفشل لا يعد نهاية العالم وصحيح أيضا أن العجز عن تحقيق الأهداف «داخل في اللعبة» وهو أمر يمكن أن يعترض كل نوادي العالم لكن الثابت والأكيد كذلك أن عملية الإصلاح تفرض نفسها وتضع المسؤولين أمام ضرورة التحرك لتصحيح المسار والقضاء على كل العوامل التي مهدت لهذا الفشل الذي لا يسمح بتواصله في الموسم المقبل لأن قدر الترجي الرياضي الفوز بالألقاب وكذلك التألق على الصعيد القاري وتمثيل الكرة التونسية كأفضل ما يكون في القارة السمراء... في كلمة هو موسم للنسيان وأيضا لاستخلاص العبر والدروس لتفادي حصوله مجددا وهذا ما شرع المسؤولون في التخطيط له بدليل الإعداد للمرحلة القادمة سواء على مستوى الإطار الفني الذي سيعوّض دي مورايس أو على مستوى اللاعبين الذين سيعززون المجموعة الترجية انطلاقا من غرة جويلية المقبل. اتفاق رسمي على مستوى الإطار الفني تأكد لل«التونسية» أن أصحاب القرار في فريق باب سويقة اتفقوا رسميا مع المدرب فوزي البنزرتي في شأن عودته مجددا إلى حديقة الرياضة «ب» وتولّي المقاليد الفنية للفريق انطلاقا من الموسم القادم ، وقد جاء هذا الإتفاق بعد جملة من المفاوضات شملت على وجه الخصوص الجانب المادي وفي مقدمته الجراية الشهرية التي سيتقاضاها البنزرتي والتي تفرض على رئيس النادي حمدي المدب القيام بتضحيات كبيرة من جديد الغاية منها توفير كل ممهدات النجاح للفريق والتي تبدأ بالتعاقد مع مدرب كفء قادر على حسن استغلال وتوظيف الزاد البشري المتوفر لديه لأن التجارب السابقة أكدت عدم جدوى القيام بالإنتدابات في ظل وجود مدرب متواضع الإمكانيات وهذا ما سيتفاداه الأحمر والأصفر من خلال التعاقد مع أفضل مدرب تونسي على الإطلاق... عودة فوزي البنزرتي إلى الحديقة «ب» تعد الخطوة الأساسية الأولى لتصحيح المسار ووضع فريق أكابر كرة القدم على السكة الصحيحة والإعداد إلى النجاح انطلاقا من الموسم المقبل على غرار التجربة السابقة التي قام بها الطرفان منذ سنوات ومهدت لعدة تتويجات بدأت بدوري أبطال العرب وانتهت برابطة الأبطال الإفريقية... ومن الطبيعي أن يحوم التكتم الكامل حول هذا الإتفاق نظرا لالتزامات المدرب فوزي البنزرتي مع النجم الساحلي الذي لا يزال يتنافس على البطولة الوطنية وتنتظره كذلك مباراة حاسمة مع الرجاء البيضاوي من أجل التأهل إلى دور المجموعتين لكأس الاتحاد الإفريقي. على الخطّ بعد موضوع المدرب تعد التعزيزات الخطوة الثانية لإعادة بناء الفريق العتيد الذي يريده كل الترجيين، وفي هذا الصدد أفرزت الإتصالات والمساعي التي قام بها مسؤولو الأحمر والأصفر اتفاقيات مبدئية مع بعض اللاعبين الذين أصبح قدومهم إلى حديقة الرياضة «ب» مسألة وقت لا غير باعتبار ضرورة انتظار يوم غرة جويلية لإبرام الصفقات بصفة رسمية. أوّل الأسماء القادمة فخر الدين بن يوسف الذي تلقى عرضا رسميا مغريا من فريق باب سويقة منذ مدة وأعطى موافقته المبدئية على الإنضمام إلى فريق باب سويقة في الموسم القادم في انتظار الإمضاء عند فتح فترة التنقلات الصيفية ... أسماء أخرى أضحت كذلك على ذمة الترجيين وتنتظر الحسم الرسمي في بداية شهر جويلية للإنطلاق في مغامرة جديدة مع فريق باب سويقة وفي مقدمتها بلال المحسني الذي تم اختياره لتعزيز محور دفاع الأحمر والأصفر مستقبلا... نفس التوجه اختاره الترجيون بالنسبة لعملية تجديد عقود اللاعبين الذين تنتهي التزاماتهم مع الفريق في أعقاب هذا الموسم حيث تشير آخر الأخبار إلى قرار رئيس النادي حمدي المدب تمديد عقدي أسامة الدراجي وهاريسون آفول نظرا لحاجة الترجي الرياضي إلى خدمات كل منهما في المخطط القادم الذي وضعه أصحاب القرار والهادف إلى استعادة لقب البطولة والعودة إلى المشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية.