حقّق اتحاد تطاوين صعوده للرابطة 2 عقب موسم صعب اشتدّ خلاله التنافس مع الجار أولمبيك مدنين ولم تحسم مسألة صعود الاتحاد سوى باللجوء للفصل 22 من القوانين الرياضية بما أن الفريقين أنهيا الموسم في المرتبة الأولى برصيد 52 نقطة وفي المواجهة المباشرة بينهما تكون الأسبقية للاتحاد برصيد 4 نقاط مقابل نقطة وحيدة للأولمبيك حيث فاز الاتحاد في لقاء الذهاب في الجولة العاشرة في تطاوين يوم 18 جانفي 2015 بنتيجة هدفين لصفر في حين انتهى لقاء الإياب لحساب الجولة 23 في مدنين يوم 26 أفريل 2014 بالتعادل 0-0. اتحاد تطاوين هو وليد اندماج تطاوين الرياضية وشبيبة الرقبة سنة 1996 بقرار من والي الجهة آنذاك محمد بن سالم ولئن فشلت هذه التجربة فشلا ذريعا مما أسفر عن حل الاندماج عمليا ولكن ليس قانونيا بما أن فريق الرقبة عاد ليبعث من جديد تحت اسم أمل الرقبة فإن اتحاد تطاوين لم يسترجع الاسم القديم ( تطاوين الرياضية والذي تأسس سنة 1947 ) وحافظ على لون الأزياء الحمراء والزرقاء ( لون الاتحاد )ولم يعد للألوان الزرقاء والصفراء ( شبيبة الرقبة كانت ترتدي الألوان الزرقاء والبيضاء ). الاتحاد سبق له اللعب بالقسم الثاني تحت ثلاث تسميات فتطاوين الرياضية انتمت للقسم الثاني جنوب في الموسم 81 - 82 وشبيبة الرقبة انتمت للقسم الشرفي الموحد في موسم 95 - 96 وبعد الاندماج لعب اتحاد تطاوين بالقسم الشرفي ( الرابطة 2 حاليا ) في موسم 96 - 97 وتدحرج بعدها للأقسام السفلى. المسيرة بالأرقام أجرى اتحاد تطاوين في البطولة 26 مقابلة فاز في 15 منها وتعادل في سبعة لقاءات وانهزم في أربع مقابلات وقد سجّل خط هجومه 33 هدفا وهو خامس أفضل خط هجوم صحبة أمل بوشمة وراء أولمبيك مدنين (44) ونجم فريانة وأمل جربة (39) وتقدم ساقية الدائر (37) ولكنه يحتل المرتبة الأولى في الدفاع حيث لم يقبل في شباكه سوى 16 هدفا وللحارس المخضرم والمحنك ابن اتحاد بن قردان أنور فضيل الفضل في قيادة الدفاع كما يجب وفضيل هو اللاعب الأكثر مشاركة من ضمن ال 27 لاعبا الذين اعتمد عليهم أحمد الدريدي حيث لعب 23 مقابلة يليه الهداف كريم كريم المنتدب من شبيبة القيروان والذي لعب 22 مقابلة سجل خلالها 12 هدفا. أبناء أحمد الدريدي أنهوا مرحلة الذهاب في المرتبة الثانية بفارق نقطتين عن المتصدر أولمبيك مدنين ( 29 نقطة )ومع انطلاق مرحلة الإياب التحق الاتحاد بالأولمبيك في الطليعة بل افتكها منه في الجولة الثانية إيابا ولكنه خسر الصدارة في الجولة التي تلتها مباشرة ليرتفع الفارق في الجولة الرابعة إيابا إلى خمس نقاط وتقلص إلى أربع نقاط في الجولة السابعة إيابا ثم إلى نقطة في الجولة الثامنة. حينها اشتد التنافس وأصبح الاتحاد يؤمن أكثر مما مضى بحظوظه في الصعود واستغل الهزيمة المفاجئة في بوشمة ليفتك منه كرسي الطليعة يوم 19 مارس 2015 بعد فوزه على أولمبيك غنوش وأصبح يتقدم على الأولمبيك بنقطتين وحافظ على هذه الأسبقية حتى الجولة قبل الأخيرة خصوصا بعد اجتياز تنقله لمدنين بسلام ولئن شاركه الأولمبيك في المرتبة الأولى في الجولة قبل الأخيرة بعد تعثر زملاء كريم في قفصة ضد الملعب القفصي فإن مصيره كان بين يديه وكان عليه الانتصار في الجولة الأخيرة لتحقيق الصعود وهو ما حصل وسيبقى يوم 17 ماي 2015 خالدا في أذهان كل أهالي تطاوين ولاعبيه ومدربه ومسؤوليه. «الغول» و«الدريدي» يواصلان تنتهي ولاية رئيس النادي محمد الغول في أعقاب الموسم المقبل فالاستمرارية الإدارية ستكون مضمونة بما أن الغول سيواصل رئاسة النادي للموسم الثالث على التوالي كما أن الاستمرارية الفنية ستكون مضمونة بعد الاتفاق المبدئي بين الرئيس والمدرب أحمد الدريدي على مواصلة العمل جنبا إلى جنب. الرصيد البشري المتوفّر يعتبر ثريا فلاعبون مثل أنور فضيل ومبروك الجندلي وفهمي عبشة وقيس الجويني وكريم كريم وشهر الدين فارس ووليد البرسلو ومحمود الرقيعي وشكري خلفة لهم من المهارات والخبرة ما يؤهلهم لمنافسة بقية الفرق بالرابطة ومع ذلك سيقع انتداب خمسة أو ستة لاعبين من ذوي الخبرة بالرابطة لإثراء الرصيد البشري ولإعطاء الفريق أكثر توازنا. قالا عن الصعود : «محمد الغول» ( رئيس اتحاد تطاوين ) : « لقد ضحينا بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الصعود الذي أفلت منا في الموسم الماضي وصرفنا قرابة 400 ألف دينار والرابطة 2 تستوجب مضاعفة الميزانية. ستكون لنا جلسة عمل مع والي الجهة لبحث السبل الكفيلة بدعم النادي ماديا خصوصا من طرف الشركات البترولية المنتصبة في المنطقة. نعد لبرنامج تأهيلي شامل من شأنه أن يساهم في إعداد فريق قوي للمواسم القادمة بداية بإعادة الاعتبار لأصناف الشبان التي والحق يقال تعسفنا عليها. سننتدب بعض اللاعبين مع المحافظة على 80 % من الرصيد الحالي وهدفنا سيكون في الموسم القادم احتلال مركز متقدم وكل شيء يبقى ممكنا فالمال هو الذي سيحدد مصير الفريق كما أننا سنضمن الاستمرارية على المستوى الإداري والفني». «أحمد الدريدي» ( مدرب الفريق ) : « تعبنا كثيرا لتحقيق الصعود ولئن فشلنا في تحقيقه في الموسم الماضي لقلة الإمكانيات المادية والبشرية ونقص الخبرة فإننا هذا الموسم قرأنا حسابا لكل شيء وقمنا بانتدابات موجهة ودعمنا الفريق خصوصا في الإياب بلاعبين ممتازين كقيس الجويني ومحمود الرقيعي ووليد البرصلو وفهمي عبشة. انسحبت في وقت ما لأسباب شخصية وبعد رحيل معوضي كريم القابسي عدت لتدريب الفريق بغية تحقيق هدفي المنشود وهدف مسؤولي الاتحاد وأهالي تطاوين وهو الصعود فكان ذلك ولكن لم يكن بالأمر السهل. الصعود لا يهدى بل يفتكّ وهو ما فعلناه بعد أن هرب علينا أولمبيك مدنين في وقت ما بخمس نقاط كاملة. اتفقت مبدئيا مع رئيس النادي على مواصلة المشوار وإن شاء الله سيكون للاتحاد كلمته في الموسم القادم».