عقد مستشارو الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة الذين رافقوه في زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ندوة صحفية بقصر قرطاج وذلك لتقديم ملخص زيارة رئيس الجمهورية الى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أداها من 20 الى 22 ماي الجاري. وقال خميس الجهيناوي المستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية ان الزيارة انتظمت بعد توجيه باراك اوباما دعوة رسمية للسبسي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي الثالثة لقائد السبسي الى امريكا وتندرج في اطار الانطلاقة الجديدة للتعريف بالديبلوماسية التونسية واستعادة تونس دورها على المستوى الاقليمي والدولي مضيفا ان الزيارة تأتي في اطار استثمار ما تم انجازه خلال المرحلة الانتقالية وحشد الدعم للمرحلة القادمة واستثمار ما تحظى به الحكومة من دعم. كما أشار إلى ان للزيارة اهمية من حيث البرنامج، موضحا أن «السبسي التقى على هامش الزيارة بكل الشخصيات التي لها وزن في الولاياتالمتحدة وكذلك بأغلب الهيئات السياسية هناك وأنه بيّن لها ما هو مطلوب منها للوقوف الى جانب تونس ودعم انتقالها الديمقراطي». وقال ان الزيارة لها طابع خاص نظرا للعلاقات بين البلدين ولأهمية ومركز امريكا على الساحة الدولية ودورها في المؤسسات الدولية، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة عبرت عن دعمها ووقوفها الى جانب تونس مبرزا أن الهدف الثاني للزيارة يتمثل في ارساء علاقة استراتيجية بين البلدين عبر وضع روزنامة زمنية لتفعيل مختلف القرارات فضلا عن الارتقاء بالشراكة الامنية والسياسية بين البلدين، مشيرا إلى أنه تم التطرق خلال الزيارة للاستثمار في الشباب واهمية دعم امريكا لهم من خلال توفير المنح الدراسية وتأهيل الشباب التونسي وأنه كانت هناك استجابة من الجانب الامريكي بمضاعفة مبالغ المنح من 400 الى 800 منحة. وفى سياق متصل، أوضح محسن مرزوق المستشار السياسي لرئيس الجمهورية أن حصول تونس على صفة الشريك الرئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي لا يعنى بأي شكل من الأشكال التراجع عن ثوابت تونس الإقليمية في علاقتها بالشقيقة الجزائر أو في علاقة بوحدة الصف العربي. من جهته، اكد أمس محمد الزين شلايفة كاتب الدولة للشؤون الخارجية خلال الندوة الصحفية، أن الزيارة فتحت آفاقا إستراتيجية جديدة في العلاقات التونسيةالأمريكية على المستويات الأمنية والدفاعية والاقتصادية والثقافيةمشيرا الى ان منح تونس مرتبة الشريك الرئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي هي صفة تمنحها الولاياتالمتحدةالأمريكية لشركائها في إطار التعاون العسكري والأمني على مستوى ثنائي وأنه لا علاقة لها بالحلف في حد ذاته. وتابع كاتب الدولة قائلا ان هذه الصفة ستمكن تونس من بعض الامتيازات على غرار إمكانية الحصول على رصيد من المخزون الاحتياطي الحربي للولايات المتحدةالأمريكية والأولوية عند تقديم وعرض الفائض من المعدات العسكرية بالإضافة إلى الحصوص على تمويل أمريكي لشراء المعدات الدفاعية والمشاركة في مبادرات مكافحة الارهاب وكذلك تنظيم دورات تدريبية والمساهمة في البحث والابتكار في الصناعات العسكرية. وبخصوص قرار الولاياتالمتحدة تمكين تونس من ضمان قرض بقيمة 500 مليون دولار، أوضح وزير المالية سليم شاكر أن هذا الضمان سيمكن من النزول بنسبة الفائدة الموظفة على القرض من 2ر5 بالمائة إلى 2 بالمائة مما سيوفر لتونس 224 مليون دولار خلال مدة استرجاع القرض المقدرة ب 7 سنوات وهو مبلغ قال انه يمكن من بناء 3 مستشفيات جامعية كبرى في المناطق المحرومة. وأعتبر وزير المالية أن إحداث اللجنة الاقتصادية المشتركة يمثل أحد نجاحات الزيارة للولايات المتحدةالأمريكية باعتبار أن اللجنة ستمكن من متابعة الملفات بصفة مستمرة ومن فض الإشكاليات أمام المستثمرين كما أنها ستعمل على إيجاد أفكار جديدة للمشاريع وللتبادل التجاري بين الطرفين. من جانبها أفادت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى الرقيق أن مالكي العلامة الفندقية الشهيرة هلتون عبروا عن استعدادهم لمزاولة نشاط العلامة بتونس. كما تم إمضاء اتفاقية لتطوير السياحة الثقافية بتونس فضلا عن الاتفاق على تمكين مكتبة الكونغرس من استغلال بعض المخطوطات القديمة والهامة في تونس والتي يعود بعضها إلى الفترة الأندلسية.