أفاق صباح أمس أهالي منطقة باردو، وخاصة منهم المجاورين لمقر الثكنة العسكرية ببوشوشة، على صدى طلق ناري كثيف تسبب في ترويع الأهالي واثار في داخلهم الشكوك والمخاوف بخصوص مصير ابنائهم التلاميذ الذين التحقوا بمقاعد الدراسة في المدارس الابتدائية والاعدادية القريبة من الثكنة. وفور سماع دوي الطلق الناري، قامت الوحدات الامنية بتطويق كل المنطقة واجرت فيها حملة تمشيط واسعة ، بعد ان أغلقت كل المنافذ المؤدية إليها، مستخدمة في ذلك طائرات استطلاعية جابت اجواء المنطقة وبقية المناطق القريبة منها. تحسبا لأي طارئ و تحسبا لأي طارئ وخشية من ألاّ تكون عملية اطلاق النار داخل الثكنة معزولة عن أي عمل إرهابي مخطط له، أي بمعنى تحويل اهتمام الوحدات المتمركزة في البوابة بغاية التحضير لعملية اقتحام محتملة، قامت الوحدات الامنية في وقت قياسي بتمشيط عدد كبير من المنازل والمنشآت واسطح البنايات القريبة من الثكنة. محاصرة المسجد تثير المخاوف و لعل اكثر ما اثار شكوك البعض في ان تكون العملية إرهابية ومن تنفيذ بعض المتشددين، هو أن قوات الأمن قامت بمحاصرة جامع الصلاح القريب من الثكنة، ليتبين في ما بعد ان هذا الجامع كان يؤوي عددا من التلاميذ والمارة الذين احتموا به، وان الوحدات الامنية قامت بتطويقه سعيا منها الى تأمين الحماية لأرواح الاطفال والأبرياء العزّل. تعطل حركة المرور تعقّد الأمور و لئن قامت الوحدات الامنية بغلق الطريق الرئيسة ومنع الحركة فيها لإحكام قبضتها على المنطقة وحسن ادارة العملية الأمنية، فقد تسبّب تعطّل حركة المرور في تدفق عدد كبير من المواطنين الفضوليين وخاصة من مستقلي عربات المترو ممّا عقّد عمل الوحدات الامنية التي خصصت حيزا كبيرا من مجهوداتها لإقناع المواطنين بخطورة الاقتراب من منطقة العمليات ومنع تجمهرهم فيها. إنهاء العملية الأمنية في وقت قياسي و بمجرد انتهاء العملية الامنية والتأكد من خلو المنطقة من أيّة تهديدات ارهابية،و التي لم تدم اكثر من ساعة، فسحت الوحدات الامنية المجال للمواطنين ووسائل النقل للمرور وعادت للمكان حركيته المعهودة في كنف السلامة والأمن وفي وقت قياسي.