التونسية (تونس) «لقد أخفيت موضوع دراستي عن المحيطين بي فأغلب المقربين مني كانوا لا يعرفون اني أستعد لنيل الدكتورا، كنت أخشى من بعض التعاليق والإنتقادات من قبيل «عار» و»شيء يحشّم» ولذلك درست وأنجزت بحوثي في صمت لكني فوجئت بالردود التي أثارها نيلي للدكتورا وهي ردود أسعدتني كثيرا»... بهذه العبارات تحدثت السيدة منيرة حمزة البالغة من العمر 85 سنة والمتحصلة مؤخرا على دكتوراه دولة في مجال اللسانيات من كلية الآداب والإنسانيات في منوبة عن تجربتها وأسرار نجاحها . وأضافت حمزة أنّ على الشباب أن يعمل لأنها لا تؤمن بالحظ وفق تعبيرها ، ملاحظة انه بالعمل فقط يمكن تحقيق الأحلام والنجاح،أما الوصفة الثانية حسب تجربتها ومسيرتها فهي التسلح بقوة العزيمة والإرادة. وقالت إن نيل العلم لا يعترف بسن ولا بحدود، وأن الانسان يتعلم إلى آخر رمق في حياته . وكشفت حمزة ان عدم حصولها على الأستاذية في بداية مشوارها لم يكن عائقا أمام مواصلة دراستها ،فمن معلمة في نهج المرّ بالعاصمة إلى معوّضة للأساتذة في منطقة باب الجديد ،ثم مواصلة الدراسة في باردو لكي تصبح أستاذة فرنسية في السبعينات ...وتقول أنها لم تكتف بهذا الحدّ من العلم والمعرفة لتواصل إجراء الإختبارات وتتحصل على ديبلوم الدراسات المعمقة وهو ما سهل لها لاحقا حصولها على الدكتورا. وأكدت أنها كانت تدرس ثم تذهب إلى كلية الآداب 9 أفريل لمتابعة الدروس وأنه رغم شواغل الحياة وتربية بناتها حيث حرصت على تكوينهن أحسن تكوين وأن يواصلن تعليمهن تمكنت من النجاح ومن تحقيق طموحها وحلمها. وأضافت أنّ بناتها الأربع وزوجها الذي كان يشتغل في قطاع المحاماة شجعوها كثيرا وقدموا لها المساعدة اللازمة لتتمم بحوثها وهو ما مكنّها من تحقيق هدفها رغم دقة وصعوبة الموضوع الذي كانت تشتغل عليه. وأشارت إلى أنّها إشتغلت على الكاتبة الروسية «ناتالي ساروت» وأنّ موضوع أطروحتها في مجال الأدب واللسانيات كان حول هذه الكاتبة التي تعتبر من الروائيات اللاتي أثّرن فيها كثيرا وتبين أنها ملهمتها ،مبينة أنها روائية روسية كانت تكتب باللغة الفرنسية وعُرفت بكتاباتها الغزيرة في القرن ال20 وأكدت السيدة منيرة أن هذه الكاتبة كانت تكتب حتى آخر رمق في حياتها إذ أصدرت رواية وعمرها 99 سنة أي في نفس السنة التي توفيت فيها في عام 1990 . وقالت أن اللجنة العلمية التي تكوّنت من أربعة أساتذة جامعيين من بينهم رئيس الجلسة تقبلوا بإعجاب فكرة بحثها في مجال اللسانيات، ووجهوا لها بعض الملاحظات وناقشوها بعد العرض الشفاهي الذي قدّمته ثم أسندت إليها ملاحظة «جيد». وختمت أنها لن تكتف بهذا الحدّ وأنها ستواصل البحوث لنيل درجات أرقى في سلم العلم والمعرفة.