التعجيل بالإندماج المغاربي وإرساء أسس التكامل والتعاون وتطوير العمل المغاربي المشترك والتعجيل بالمسار الإندماجي في المنطقة، إلى جانب النظر في التحديات الأمنية والإقليمية كقضايا التهريب والإرهاب. كانت هذه بعض النقاط التي تم التنصيص عليها في ندوة صحفية انتظمت أمس تحت عنوان: «المغرب العربي ودول الجوار» ببادرة من مركز جامعة الدول العربية بتونس والمؤسسة العربية والإفريقية للدراسات والأبحاث الإستراتيجية بالمعهد العربي لرؤساء المؤسسات بالبحيرة. وحضر الندوة عبد اللطيف عبيد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس ورضا الكزدغلي الكاتب العام للمؤسسة العربية والإفريقية للدراسات والأبحاث الإستراتيجية وطارق لطيف ممثل الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي إلى جانب عديد السفراء والخبراء الدوليين والضيوف من المغرب والجزائر... وفي هذا الإطار قال عبد اللطيف عبيد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس إنّ هذه الندوة تتناول مختلف أبعاد المغرب العربي وعلاقاته بجيرانه وسائر البلدان، موضحا ان بلدان المغرب العربي قريبة من أوروبا وتقع في قلب العالم . وأضاف أن المغرب العربي يعيش عدة قضايا وتحديات أهمها التحديات الأمنية بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. وأكدّ عبيد ان المغرب العربي يسعى إلى تنمية علاقاته مع أوروبا لتكون علاقة شراكة لا علاقة تعاون بسيط، وقال إن لدى بلدان المغرب العربي دائما أملا في أن تساعدها أوروبا على تحقيق التنمية ليتمكن من القضاء على المشاكل الكبيرة كالهجرة غير الشرعية وبطالة الشباب وخاصة حاملي الشهائد العلمية .واعتبر أن المغرب العربي مدعو إلى تنمية علاقاته مع محيطه الإفريقي وجيرانه الأوروبيين لمجابهة التحديات القائمة وتنمية قدراته . وكشف أن الإتحاد المغاربي يراوح مكانه وأنّه لا يتقدم وينقصه الكثير من الوحدة وأكدّ ان البلدان المغاربية مدعوة إلى التفكير في مصلحتها وأنّه رغم توفّر مقوّمات الوحدة فإنّها لم تنجح في تحقيقها. واعتبر هيكل بن محفوظ (جامعي وخبير دولي) أن هناك إشكاليات في تحديد مفهوم المغرب العربي وأنّه توجد عدة تصورات وأشكال لوحدة هذا المغرب العربي، وأشار إلى انه رغم عوامل الوحدة المشتركة كالثقافة والدين والجغرافيا فإن هناك انقساما وغيابا واضحا للاندماج السياسي الذي لم يتحقق بعدُ رغم البناء المؤسساتي. وكشف أن التحديث السريع الذي حصل في بلدان المغرب العربي أفرز اقتصادات رسمية تشرف عليها الدول واقتصادات موازية تذهب إلى عمق المجتمعات وقال إن الاقتصاديات الموازية لا يمكن معالجتها إلا من خلال إعادة إدماج الإقتصاد الموزاي. وأكدّ أن المبادلات البينية بين بلدان المغرب العربي مازالت ضعيفة جدا، ودعا إلى ضرورة وجود شجاعة كافية للتطرق إلى هذا الموضوع، إضافة إلى غياب الاندماج السياسي وفي مقدّمته التحدّيات الأمنية مشيرا إلى أنّ المنطقة تشهد تحوّلات هامّة متسائلا هل ان البلدان المغاربية قادرة على خلق قوة قادرة على فرض التوازنات الضرورية للمنطقة ككل أم لا ؟. واعتبر محفوظ أن الحدود بين البلدان المغاربية تحوّلت الى نقمة بعدما أصبحت محل نزاعات طويلة، ثم أصبحت منفذا للتهريب والإرهاب، كما انها شكلت مصدرا للاضطرابات، وقال إن الدول لا تحكم سيطرتها على حدودها . وأكدّ ان التهريب يشهد أشكالا مختلفة من ذلك تهريب البضائع القانونية وغير القانونية كالمخدرات والسلاح والبشر والهجرة غير الشرعية ...وهو ما يبرز وجود ثغرات كبرى بين الحدود. وعلى هامش هذه الندوة ،قال عبد الله العبيدي المحلل السياسي والديبلوماسي السابق ل«التونسية» أنه ينقص الدول العربية وجود نخب واعية بالرهانات وبالأخطار التي تواجهها المنطقة المغاربية ،وخاصة قيادات سياسية حقيقية لأن القيادات والنخب مرتهنة بالكامل لمصالح ضيقة وتخضع لاملاءات خارجية، وقال إن ما حققه المهرّبون هو أضعاف أضعاف ما كان للأنظمة أن تحققه معتبرا أن الأنظمة تحول دون تحقيق الوحدة المغاربية.