في موسم بدا متوسّطا أو حتى دون المطلوب أحيانا لفرقنا وكذلك لمنتخباتنا خلال المسابقات القارية، يبقى الأمل معلّقا لدى الجماهير الرياضية في ما تبقى من رهان على المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم في اطار تنافسه على ورقة العبور الى أولمبياد ريو دي جانيرو للصائقة القادمة. قلنا ان الآمال والانتظارات تلوحان كبيرة وان انحسرت علامات اهتمام جماهيرنا بالمنتخب وظلّ تركيزها منصبّا على نتاج النوادي، ولكن اذا تعلق الأمر بمنافسة في حجم الألعاب الأولمبية في اختصاص كرة القدم فإن الحماسة ستعود دون شكّ الى جماهيرنا خاصة بعد اكتفائنا - وأيضا نسور قرطاج معنا- بالفرجة عبر التلفاز في نسختين متتاليتين، على أمل العودة هذه المرّة الى مربع الأضواء. أشبالنا سافروا منذ صبيحة الاربعاء الى السودان مرورا بالقاهرة من أجل تجاوز عقبة المنافس والتخلّص من دور تمهيدي شاق خصوصا من الناحية المعنوية لكسر معالم الشك، ومن الضروري أن نتفاءل خصوصا أن «سوابق» ماهر الكنزاري مع المنتخبات الشابة كانت ايجابية على أمل تكرارها الآن ومزيد التقدّم في التصفيات. صحيح أن منتخبنا الوطني الأولمبي اكتفى بأضعف الايمان منذ أسبوع في رادس بهدف سليمان كشك، لكن في منطق الكرة فإن تلك النتيجة المحقّقة ذهابا تحفظ الأمل ولكن شريطة البروز بوجه لائق كرويا والاستبسال في الدفاع عن حظوظنا المشروعة. تسريبات الكواليس التي رصدناها في كواليس المنتخب تقول إنه هناك اتعاض من درس الذهاب بدليل أن ماهر الكنزاري ونزار خنفير غيّرا ما يجب تغييره بالتخلّي عن بعض العناصر التي لاحت مجرد أكسسوارات ذهابا.. وتم الاستنجاد ببرهان الحكيمي ونادر الغندري كورقتين بديلتين، مقابل خروج ادريس المحيرصي ولو أن الانتقادات توجّهت الى كثيرين.. وخيّر الملاحظون على هامش ما جرى بعد لقاء رادس عدم تحميل لاعب الترجي ما لا طاقة له به، فالعونلي والرجايبي (مصاب) وأحمد ساسي ووليد الحسني وسيف الجزيري وآخرون لم يظهروا صراحة ما يستحقّ لترسيمهم كأساسيين، والواضح أن الاطار الفني أدرك في قرارة نفسه أنها مباراة «حياة أو موت» وتتصلّ أيضا بمستقبل كلّ من الكنزاري وخنفير مع هذا المنتخب وهو ما فرض عليهما اجراء بعض التعديلات حفظا لماء الوجه ايابا. بلغة الكرة، لم يظهر السودانيون بما يستوجب علينا الرهبة منهم في مواجهة عشية الغد، غير أن تجاربنا السابقة في القارة السمراء تفرض الحيطة من كل الجوانب كالطقس وعامل الحضور الجماهيري الذي لا يمكن مقارنته هنالك ببعض الأنفار الذين حضروا برادس..وكذلك تقدير خاطىء (وغالبا مع سوء النية) من قبل الحكام..كلّها عوامل قد تقلّل من حظوظنا. ولأجل كلّ هذه المعطيات، فإن الرهان يستوجب من نسور قرطاج الكثير من الجسارة والجرأة والاستبسال في الذود عن قميص المنتخب والدفاع عن حظوظنا لتحدّي كل العوامل الطبيعية والبشرية من أجل العبور كعنوان بارز لرحلة النسور. سفرة السودان ليست الا جزء من درب طويل نتمنى اجتيازه بسلام حتى تعود كرتنا للرقص مع الكبار في العالم..فلا تخيّبوا ظن الملايين ممن ينتظرون فتحا كرويا ضد «صقور الجديان» في وادي النيل. البرنامج: الساعة 14:45: السودان تونس: تحكيم: المصري محمود عبد الرحمان الحنفي