الترجي الرياضي هو أكثر الفرق التونسية الذي يحلو فيه العيش والعمل بالنسبة لأي مدرب نظرا للمناخ الملائم والممهد للنجاح الذي يتوفر له ووجود كل الإمكانيات التي يحلم بها أي إطار فني لبلوغ وتحقيق أهدافه من جهة وكذلك البروز ونحت اسمه بأحرف من ذهب في عالم الجلد المدوّر من جهة أخرى ليخرج من التجربة بفائدة شخصية كبرى بقطع النظر عن النتائج والتتويجات، وكم من مدرب نكرة ومبتدئ سطع نجمه وارتفعت أسهمه بمجرد مروره بحديقة الرياضة «ب» وإشرافه على حظوظ الأحمر والأصفر... كل هذه الظروف المتميّزة توفرت لكل المدربين الذي مسكوا بزمام الأمور الفنية بالترجي الرياضي وآخرهم جوزي دي مورايس الذي منح له امتيازا إضافيا وخاصا جدا تمثل في اختياره لكامل الطاقم الفني العامل معه وجلبه إلى حديقة الرياضة «ب» ، فهل يمكن بعد كل هذا الحديث عن أجواء غير ملائمة للعمل وأن يطلب المدرب استقالته من تمرين الفريق ؟ يا سبحان الله! إنه لعين الضحك على الذقون واستبلاه الرأي العام الرياضي وفي مقدمتهم جمهور الأحمر والأصفر الذي تفاجأ من الحديث على عدم توفر الظروف الطيبة في ناديه وهو ما يحصل لأول مرة في التاريخ وجانب الحقيقة كاملة بل هو نكران للجميل من فني عمل بكل أريحية دون أن يتدخل أحد في اختياراته التي كانت خلال المقابلات الحاسمة مخطئة تماما وأضرّت بالفريق كثيرا وكانت سببا رئيسيا في إخفاقه وفشله في تحقيق أهدافه حتى البسيطة منها كالتأهل إلى دور المجموعات من كأس رابطة الأبطال الإفريقية والحصول على المركز الثاني المؤهل إلى المشاركة في هذه المسابقة في السنة القادمة... هذا الفشل ذريع لكن الضحك على الذقون الذي وصل إلى حد نكران الجميل يعد أكثر فداحة ويصل إلى الوقاحة التي اكتشفناها في البرتغالي بعد أن اكتشفنا في بعض اللقاءات أهمها ضد المريخ السوداني والنادي الإفريقي إفلاسه فنيا. قرار الاقالة اتخذ بعد الدربي الحقيقة التي عمد دي مورايس - أو بالأحرى من دبّروا عليه حيلة استباق الإعلان عن استقالته وسنأتي لهم في بقية المقال - هي أن إقالته من تدريب الترجي الرياضي تقررت مباشرة بعد نهاية الدربي مع الإفريقي والذي كانت فيه أخطاء البرتغالي سببا في ذلك المردود المتواضع الذي ظهر عليه الأحمر والأصفر وبالتالي الهزيمة التي مني بها والتي قضت على كل أحلامه في المحافظة على لقبه المحلي بعد أن تبخّرت آمال مواصلة المغامرة الإفريقية لنفس الأسباب حين اختار هذا الفني تشكيلة أولى خاطئة في الخرطوم وأردفها بأخرى أكثر فضاعة في تونس... تصوروا وجود الدراجي ونجانغ في التركيبة الأساسية في أم درمان وغيابهما عنها في رادس ، وتصوروا الزج بالمباركي كظهير أيمن خارج تونس وترك الدربالي على بنك الإحتياطيين ثم التعويل عليه في خطة عجيبة في مباراة الإياب أجبرت الترجي الرياضي على إضاعة شوطا كاملا وبالتالي المرور بجانب الحدث – تماما مثلما حصل في لقاء الأجوار – والخروج مبكرا من مسابقة تعد الهدف رقم واحد للنادي، إنها الغرابة بأم عينها ودليل قاطع على محدودية إمكانيات ومعرفة هذا المدرب الذي أمضى بنفسه على قرار إقالته لأنه لا يمكن انتظار بقاء فني بهذه الأخطاء وهذا الفشل الفضيع الذي دفع الأحمر والأصفر ثمنه باهظا. إذن اتخذ القرار سويعات بعد الدربي مع مواصلة ما تبقى من مقابلات مع دي مورايس وهذا طبيعي جدا، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع حتى لا تنطلي عليهم « خرافة» الإستقالة . الغاية تلميع الصورة الشخصية على حساب سمعة النادي خروج دي مورايس للإعلان عن قراره الشخصي بالإستقالة من الترجي الرياضي كان بتدبير من وكيل أعماله الذي اعتقد خطآ أن التونسي ساذج ويمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الحكايات، طبعا الهدف من ذلك تلميع صورة المدرب والترويج إلى استقالته حتى تبقى صورته مشرقة ولا تنزل أسهمه في بورصة المدربين ويوفق في إيجاد المحطة القادمة التي توفر له كرامة العيش... قد نجد الأعذار لدي مورايس وخاصة وكيل أعماله على هذه العملية لكن حين يتم تشويه سمعة فريق تونسي كبير من خلال الإيهام بغياب الأجواء الملائمة للنجاح فيه فهذا ما لا نقبله ونرضاه لأنه يمس من كرتنا وأنديتنا عموما ... لقد كانت إخفاقات دي مورايس مدوية بالفعل من خلال الإكتفاء بالمركز الثالث في الترتيب العام وهو ما لم يحصل في الترجي الرياضي منذ سنوات عديدة ومن خلال الخروج من الدور الثاني في رابطة الأبطال وهو ما لم يعرفه الأحمر والأصفر منذ عقود ، ولم يكفه ذلك ليطل علينا بعد كل ما اقترفه في حق النادي فوق المستطيل الأخضر ليشوّه سمعته ويسوّق لمغالطة فضيعة وهي غياب الظروف الممهدة للنجاح ويضعه سببا لقرار مغادرته الفريق. الهيئة تتحرك بسرعة أمام المغالطة الكبرى التي قام بها البرتغالي تحركت الهيئة المديرة للترجي الرياضي بسرعة وقررت أمس إقالة دي مورايس قبل الموعد الذي تحدث عنه وهو مباراة قلوب الصنوبر الغاني التي سيشرف عليها المساعد عادل الأطرش الذي سيتولى من اليوم قيادة تمارين الأحمر والأصفر استعدادا لهذا اللقاء... جوزي دي مورايس عجّل في قرار الاستقالة بسبب اللعبة السخيفة التي أراد القيام بها لينطبق عنه بالتالي مثل «جاء يلعب حصل» لينتهي بالتالي مشواره مع الأحمر والأصفر قبل الأوان... كما علمت «التونسية» أن كامل الطاقم الذي جلبه البرتغالي معه إلى الترجي الرياضي وقع الإستغناء عنه ايضا. 20 لاعبا في رحلة الغد إلى غانا نأتي الآن إلى مباراة آكرا التي يجريها الترجي الرياضي يوم السبت القادم في إطار إياب الدور التمهيدي المؤهل إلى دور المجموعتين لكأس ال« كاف» لنشير إلى أن فريق باب سويقة يغادر يوم غد الإربعاء تونس في اتجاه دبي أين يقضي الليلة قبل مواصلة الرحلة فجر الخميس إلى العاصمة الغانية... وفد الترجي الرياضي يضم 20 لاعبا وهم : معز بن شريفية وسامي هلال وعلي الجمل ومحمد أمين النفزي وسامح الدربالي وهاريسون آفول وحاتم البجاوي والعربي جابر ومحمد علي اليعقوبي وحسين الراقد ومعز عبود وغيلان الشعلالي وشمس الدين الصامتي ووسيم النغموشي وأسامة الدراجي وادريس المحيرصي وساموال إيدوك وأحمد العكايشي وحسان الحرباوي والشاذلي غراب. الوصول إلى غانا محدد ليوم الخميس بعد الظهر وسيجري الترجيون هناك حصتين تدريبيتين ، الأولى مباشرة بعد الوصول وستخصص لإزالة الإرهاق والثانية عشية الجمعة بالملعب الرئيسي الذي سيحتضن اللقاء الذي نذكّر أنه ينطلق على الساعة الثالثة ظهرا يوم السبت.