من حسن حظ الترجيين أنهم سجلوا أربعة أهداف كاملة في شباك قلوب الصنوبر الغاني في لقاء الذهاب لحساب الدور التمهيدي المؤهل لدور المجموعات في كأس الكنفدرالية الإفريقية ممّا يخوّل لهم خوض مباراة العودة عشية الغد في أكرا بأسبقية مريحة جدا تقيهم من كل المفاجآت السلبية أمام فريق سيضع كل قواه على الميدان من أجل قلب المعطيات... نقول من حسن الحظ لأن الغيابات المسجلة في فريق باب سويقة كثيرة وهامة جدا سيكون لها بدون أدنى شك وقع كبير وتأثير مباشر على مستوى الأداء وبالتالي على النتيجة التي ستؤول إليها هذه المواجهة الثانية مع ممثل كرة القدم الغانية... الترجي الرياضي سيخوض هذه المباراة بدون حاتم البجاوي وشمس الدين الذوادي والعربي جابر ومحمد بن منصور وعلي العابدي في الخط الخلفي وبدون أسامة الدراجي ومانيو كروز في وسط الميدان وبدون هيثم الجويني ويانيك نجانغ في الهجوم. ولئن سيكون تعويض ثنائي خط الوسط وكذلك الخط الأمامي سهلا وممكنا فإن المشكل يكمن في الدفاع نظرا لتعدد الغيابات وكذلك العبء الكبير الذي سيتحمّله هذا الخط طوال المباراة الشيء الذي يستوجب جاهزية كاملة وبالتالي مردودا دون هفوات. وغموض حول الظهيرين نبقى مع الخط الخلفي بوصفه مصدر انشغال أبناء باب سويقة قبل لقاء الغد لنشير أولا الى أن تركيبة ثنائي المحور واضحة المعالم وأن الغموض يسيطر على اسمي الظهيرين اللذين سيعوّل عليهما عادل الأطرش في هذه المواجهة... بالنسبة لوسط الدفاع فإن الترجي الرياضي سيواصل بنفس الثنائي الذي خاض اللقاء الأخير في البطولة ضد قوافل قفصة والمتركب من محمد علي اليعقوبي ومحمد أمين النفزي اللذين قدما مردودا طيبا للغاية وخصوصا هذا الأخير الذي أكد جدارته بأن يكون أساسيا في تركيبة دفاع الأحمر والأصفر... أما في ما يتعلق بالظهيرين فإن المدرب يملك ثلاثة اختيارات تتمثل في سامح الدربالي وإيهاب المباركي وهاريسون آفول، وسيتخذ المدرب عادل الأطرش قراره النهائي بعد الحصة التدريبية التي تجريها المجموعة عشية الغد بملعب المقابلة بالعاصمة الغانية أكرا والذي سيكتشفه الترجيون بمناسبة هذه المصافحة الأخيرة في البرنامج التحضيري الخاص بهذا اللقاء. نحو الإعتماد على ثلاثة «بيفوات» معطيان هامان جدا يرجحان كفة اعتماد الإطار الفني على ثلاثة متوسطي ميدان دفاعيين في لقاء الغد، يكمن الأول في الإنتصار العريض الذي حققه الفريق في لقاء الذهاب فيما يتمثل الثاني في الغيابات العديدة التي يسجلها الخط الخلفي الشيء الذي يحتّم تركيز جدار دفاعي حصين في وسط الميدان يخفف من الأعباء التي يمكن أن يتحملها رباعي الدفاع وخاصة ثنائي المحور... وعلى هذا الأساس ينتظر أن يتواجد غدا حسين الراقد ومعز عبود وغيلان الشعلالي جنبا إلى جنب في تركيبة خط الوسط التي سيبدأ بها المدرب عادل الأطرش المباراة وهو في الحقيقة الخيار الأنسب في ظل ظروف اللقاء وبالتالي الطريقة المثلى التي يجب أن يعتمدها الأحمر والأصفر لاجتياز هذه العقبة بسلام وبلوغ دور المجموعات. «المحيرصي» صانع ألعاب صحيح أن غيلان الشعلالي قادر على تأمين دور البناء الهجومي في وسط الميدان وقد أثبت ذلك في لقاء الذهاب حين كان وراء كل العمليات الهجومية الخطيرة للأحمر والأصفر وأبرزها الأهداف الأربعة التي حققها الفريق أمام الصنوبر الغاني غير أن الرغبة في تأمين الجانب الدفاعي على النحو الأفضل ستجبر الإطار الفني على التعويل على ادريس المحيرصي كصانع العاب في مواجهة الغد فيما سيتكفل الشعلالي بالتركيز أكثر على الناحية الدفاعية وتأمين عملية الضغط على حامل الكرة لمنع المنافس من بناء هجوماته... كما أن هذا التوجه سيعطي توازنا أكبر لأداء الترجي الرياضي بين الدفاع والهجوم وسيتيح الفرصة أمامه لإرباك دفاع ممثل كرة القدم الغانية ولم لا الوصول إلى شباكه حتى تتيسّر المهمة أكثر وتنهار كل آمال الغانيين في قلب المعطيات. «العكايشي» و«إيدوك» ثنائي الهجوم الإختيار على مستوى الخط الأمامي واضح ودون مفاجآت بما أن الثنائي المتألف من أحمد العكايشي وساموال إيدوك يعد الأنسب والأفضل ليكون ضمن التشكيلة الأساسية التي سيعتمدها عادل الأطرش وخالد المولهي في هذا اللقاء الختامي في هذا الموسم... هذا الثنائي قادر على النجاح في مهمته الكامنة في الوصول إلى شباك فريق قلوب الصنوبر نظرا للضعف الفادح الذي أظهره دفاع الفريق الغاني في لقاء الذهاب وهو عنصر يمكن للترجيين استغلاله غدا خصوصا وأن المساحات ستكون موجودة في الخط الخلفي للمنافس... إلى جانب ذلك فإن الحلول على مستوى التغييرات أثناء المباراة متوفرة بوجود حسان البجاوي أولا وكذلك الشاذلي غراب بدرجة ثانية نظرا لغيابه الطويل عن الميادين على عكس الأول الذي خاض اللقاء الأخير في البطولة أمام قوافل قفصة.