يعود مساء اليوم المنتخب الوطني لكرة القدم إلى الجدّيات بعد غياب ناهز الخمسة أشهر منذ إسدال الستار على بطولة الأمم الإفريقية التي احتضنتها أراضي غينيا الاستوائية وما علق منها من مهازل كان بطلها الحكم سيشورن. وبعد رحلة ودية قادتنا إلى اليابان والصين، فإن اجتهاد جورج ليكنز سيكون الليلة على المحكّ بملعب رادس في اختبار السهل الممنوع عند استقبال منتخب دجيبوتي في إطار الجولة الافتتاحية من تصفيات «كان» 2017 ، هذا المنافس المغمور والذي لم نسمع عنه لا خيرا ولا شرّا ولكنه يفرض الكثير من الجدية خاصة أن كرة القدم التونسية تحتفظ بأسوأ الذكريات مع المنتخبات المغمورة...علاوة على ذلك تكتسي مواجهة اليوم طابعا خاصا بما أن المدرب المنافس تونسي اللون والهوى وهو نور الدين الغرسلي الذي يعرف كرتنا ونواميسنا وطقوسنا ويعرف خاصة من أين نحن نأكل الكتف. اللقاء يمكن تصنيفه في خانة المباريات «الفخّ»، فهو يأتي في ظرف صعب بين موسمين كرويين...وهي فترة ليست ملائمة «فلكيا» لكرة القدم التونسية وغالبا ما جنت فيها الأتعاب... مما يفترض الكثير من الجدية من قبل مجموعة ستعطّلها بعض الغيابات بداعي الإصابات كالبلبولي وناطر والعيفة وعبد النور والنقاز ومنصر...أي ما يعني أن هامش الاختيار لن يكون متاحا بشكل كبير ل«الفيلسوف» البلجيكي، هذا دون التغاضي على قدوم عدة أسماء جديدة قد يتأخر اندماجها في أجواء النسور ويتطلّب ظهورها بعض الوقت لاتمامه على الشكل المرجو... هذه المعطيات ليست ضربا للمعنويات، غير أنها واقع لصيق بمشاغل الجماهير التونسية التي تنتظر لقاء دجيبوتي لإجراء تقييم عادل خال من الأحكام المسبقة، ولهذا فإننا ننتظر ردة فعل قوية من رفاق خليفة لدحض كل المخاوف والشكوك. صحيح أن الجمهور الرياضي والملاحظين يعتبرون دجيبوتي بمثابة الحلقة الأضعف في مجموعة تضم إلى جانبنا كل من الطوغو وليبيريا في تصفيات «كان الغابون»، ولكن المنطق يحتم على نسور قرطاج البرهنة الفعلية على أن سنوات ضوئية تفصلنا عن منافس الليلة الذي مازال في طور اكتشاف ثنايا القارة السمراء. مع ذلك تبقى المباراة مفتوحة على كلّ الاحتمالات بين منتخب يفتقد للشخصية رغم انه يملك وفرة من الدعائم البشرية وبين منتخب بلا هويّة لا يعرف شيئا عن واجهة الكرة الافريقية. المباراة هي حلقة أولى على درب تهدئة الأجواء وإطفاء لهيب الخلافات والانقسامات خاصة وأنها المصافحة الأولى لبعض اللاعبين الذين تقاسموا عنوة أطراف الميدان للدفاع عن بعض الألوان وأكثر من ذلك فإن اللقاء يعدّ فرصة سانحة لجامعة الجريء التي تتراقص كراسيها على فوهة بركان، للفوز ببعض المسكنات وتسويق بعض التطمينات لنفسها بعد تتالي الخيبات والنكسات. البرنامج : الساعة 20.30 : تونس - دجيبوتي : تحكيم المغربي نور الدين الجعفري