التونسية (تونس) بعد أن صدر حكم بالسجن المؤبّد في بحر الأسبوع المنقضي في جريمة قتل تورط فيها شاب وجهت له تهمة القتل العمد حيث عمد الى ازهاق روح غريمه وهو شاب غرر بشقيقته ثم تنكر لها علمنا أن النيابة العمومية والمتهم استأنفا الحكم ومن المنتظر ان تكون هذه القضية محل نظر المحكمة في نهاية شهر سبتمبر عند افتتاح السنة القضائية. وتعود تفاصيل هذه القضية الى شهر نوفمبر 2013 عندما تلقى اعوان الامن اعلاما يفيد بالعثور على جثة شخص بالطريق العام تحمل اثار عنف، فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة وفتح بحث في الجريمة. وبانطلاق التحريات تبين ان الضحية اختلف منذ اربعة ايام مع احد ابناء حيه واندلعت خصومة بينهما انتهت بتعنيف الضحية للجاني فتوعده بالانتقام وانصرف كل في حال سبيله. لذا اتجهت مباشرة اصابع الاتهام نحو المظنون فيه فتم القاء القبض عليه وباستنطاقه اعترف باندلاع خصومة بينه وبين الضحية توعده خلالها بالانتقام مؤكّدا أنه لم ينفّذ وعيده وأنه فوجئ بنبإ موت غريمه. وباستفساره عن مكان تواجده ساعة الجريمة تبين أنه كان متوجدا بالمستشفى اذ تعرض الى حادث مرور واصيب على مستوى رأسه وخضع لفحوصات تبين من خلالها ان الاصابة لم تكن خطيرة وقد استظهر بما يفيد تواجده بالمستشفى لمدة يومين فتم على ضوء ذلك اطلاق سراحه بعد أن ثبتت براءته وعادت الابحاث الى نقطة الصفر وبقي لغز وفاة الشاب محيرا الى ان كشفت التحريات الخيط المفقود في هذه القضية إذ تبين أنه كانت للضحية علاقة عاطفية بفتاة جرها الى مغادرة منزل أهلها بعد أن وعدها بالزواج ثم بعد أن أصبحت تعاشره معاشرة الأزواج تنكّر لها بعد أن علم أنها حامل فعادت الى منزل أهلها غير أن والدها رفض استقبالها لأنها جلبت الخزي والعار له فرق قلب شقيقها المتزوج لحالها واستقبلها بمنزله. فتم استدعاء الفتاة التي كانت على علاقة معه وباستنطاقها نفت ان تكون قد اقدمت على إزهاق روحه مشيرة إلى أنّها لا تستطيع الحركة بعد أن أمرها الطبيب بملازمة السرير الى حين الوضع مضيفة أنها تحقد كثيرا عليه لكنه ليس من مصلحتها قتله لأن أملها كبير في أن يعترف بمولودها إبّان ولادته. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها ويبدو انه عندما سمع شقيقها بالأمر جنّ جنونه وخاف ان تتورط شقيقته في جرم لم ترتكبه فلم يستطع تمالك اعصابه وسلم نفسه الى السلط الامنية واعترف بتفاصيل جريمته اذ افاد انه منذ ان تعرضت شقيقته الى عملية التغرير من قبل الضحية وتنكره لها بعد ان أصبحت حاملا أصبح يفكر في كيفية حثه على تسوية وضعيتها حتى يخرس كل الألسن الخبيثة فتوجه اليه وقرر التطرق معه الى الموضوع وطلب منه جبر الضرر والاقتران بها ولو لفترة قصيرة والاقرار بأبوته للجنين الا انه رفض بشدة واكد له انه لم يجبرها على معاشرته بل انها هي من اختارت العيش معه. وعندما يئس من اقناعه غادر المكان وهو في قمة الغضب وفي نفسه نقمة كبيرة عليه وعزم على الانتقام منه. وفي اليوم الموالي تسلح بآلة حادة وظل ينتظر قدومه الى الحي وما ان شاهده يعبر مسلكا فلاحيا حتى التحق به وانهال عليه من الخلف بحجارة على رأسه ثم سدد له طعنة على مستوى صدره وتركه مضرجا بدمائه وغادر المكان. وقد أعرب المتهم عن ندمه غير انه اكد انه لم يتحمل ان يرى شقيقته التي كانت في قمة تألقها تنهار وتصبح عليلة فيما من غرر بها ينعم بحياة هادئة ومستقرة. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وأحيل على أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس. وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد اعترافاته السابقة, وبعد ختم التحقيق وجهت له تهمة القتل العمد وأحيل على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد اعترافاته السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الإمكان. أما الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة ان تأخذ بعين الاعتبار دوافع الجريمة للتخفيف على موكله. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانة المتهم وسجنه على النحو المذكور وقد استأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم .