عاد ليلة أمس الدكتور محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق،الى تونس قادما من العاصمة الفرنسية باريس التي رُحّل اليها فجر الثلاثاء الماضي من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي احتجزته رفقة عدد من النشطاء الذين شاركوا في اسطول الحرية 3 على متن السفينة ماريان. وقد استقبل المرزوقي قبالة مطار تونسقرطاج من قبل جمع من أنصار القضية الفلسطينية في تونس وعدد من مؤيديه رافعين الرايتين الوطنية والفلسطينية ومردّدين شعارات تنادي بضرورة رفع الحصار عن غزة وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وبعد ان توجه بالتحية الى مستقبليه عقد المرزوقي نقطة إعلامية، اكد في مستهلها عن عميق ألمه للخبر الذي علم به ليلة الجمعة الماضي والمتمثل في الهجوم الإرهابي على احد النزل بجهة القنطاوي من ولاية سوسة، واصفا من قام بالعملية الارهابية ب«كمشة المجرمين»، داعيا الجميع الى وحدة الصف في وجه الارهاب بعيدا عن المزايدة وتابع قائلا: « الارهاب عدو البلاد ويلزمنا ان نكون يدا واحدة ضدّه..» كما شدّد المرزوقي على دعمه لكل ما تقوم به حكومة الحبيب الصيد للتصدي للارهاب ومقاومته. أما عن مشاركته في أسطول الحرية فقد أعرب الدكتور محمد المنصف المرزوقي عن عزمه مواصلة النضال لرفع الظلم عن اهل غزة والحصار البحري والبري المفروض على القطاع منذ سنوات ، وتابع قائلا: «مليون و800 شخص معتقلين بقرار إداري.. هذا أمر لا يمكن السكوت عنه...». وأبرز المرزوقي أن رحلة اسطول الحرية لم تكن بدوافع سياسية لدعم طرف سياسي على حساب طرف سياسي آخر أو مصالح شخصية مضيفا: «ليست ل«حماس» علاقة بالاسطول .. ويجب عدم ابراز أي اسم في اسطول الحرية او الركوب عليه لكسب شعبوية حتى يحافظ الاسطول على رمزيته فنحن ذهبنا لدعم شعب مظلوم ومحاصر فالدوافع انسانية قبل كل شيء لان القضية أعمق بكثير والحمد لله نجحنا في فك العزلة الاعلامية والحصار المضروب على أهل غزة أدرنا انظار العالم الى غزة ويجب الآن الالتفات الى رفع الحصار الاقتصادي والسياسي..». وعن المعاناة التي تعرض لها طيلة ايام الرحلة والإيقاف من طرف سلطات الاحتلال، اعتبر محمد المنصف المرزوقي أنه لا يمكن قياس معاناته بما يكابده اهل غزة وتابع: «ما مررت به طيلة 3 أيام من مرارة هيّن مقارنة بما يراه اهل غزة والشعب الفلسطيني.. هناك ماساة حقيقية في غزة...»، كاشفا أن السلطات الاسرائيلية تعاملت معه باحترام وتابع قائلا: «تعلمت ان اقول الحقيقة سواء عن العدو او الصديق..لم اتعرض لاعتداءات من قبل السلطات الاسرائيلية لأنّهم يعرفون قيمة تونس والتوانسة». وبيّن المرزوقي ان النشطاء على متن السفينة كانوا يعلمون بنية الاحتلال الاسرائيلي احتجاز السفينة وأنه لذلك عمد طاقهما السويدي الى اعطاب السفينة حتى تمكث اكثر وقت في عرض البحر لكن الوحدات الاسرائيلية نجحت في اعادة المحركات واقتياد السفينة الى ميناء اسدود، مشيدا بشجاعة السويديين، مشيرا في ذات السياق الى أنه لم وصلت السفينة إلى غزة لقدّمت كهدية رمزية للغزّاوين لاستغلالها في الصّيد. وفي تعليقه حول ما تردد من استعماله للجنسية وجواز السفر الفرنسيين للمشاركة في اسطول الحرية ومغادرة الاراضي الفلسطينية المحتلة، دعا المرزوقي خصومه الى التحلي بأخلاق الفرسان والكف عن الاكاذيب مشددا على انه لا يمتلك إلا جواز سفر تونسي واحد وجنسية تونسية مفيدا: «لم ولن امتلك غير جواز سفر تونسي وجنسية تونسية وسأدافع عنهما.. وأدعو غرفة عمليات صناعة الكذب وتلفيقه لي منذ ثلاث سنوات الى الكف عن ذلك لان الامر اصبح مفضوحا ولا يليق..». وفي رده على سؤال حول موقفه من تعاطي السلطات التونسية من ملف احتجازه لدى الاحتلال الفرنسي قال المرزوقي: «هم قالوا بلا تعليق.. إذن أنا أقول أيضا بلا تعليق..» وختم المرزوقي بدعوة التونسي الى الافتخار بتونس، خصوصا أنه شارك باسم كل التونسيين في اسطول الحرية 3 مجددا دعمه لاسطول الحرية أربعة.