لندن (وكالات) كشفت وثائق لمكتب الخارجية البريطانية تجاهل حكومة انقلترا اتخاذ اجراءات تمنع العراق من تطوير سلاح كيمياوي في ثمانينات القرن الماضى إبان الحرب العراقية- الإيرانية، وذلك لاشتراك شركة بريطانية فى عملية صناعة الأسلحة السامة حسب ما نشر موقع صحيفة الغارديان البريطانية. وقالت الصحيفة إن الوثائق التى تعود إلى عام 1983 أظهرت معرفة الديبلوماسيين الغربيين بالعاصمة العراقيةبغداد بتطوير الجيش العراقى أسلحة كيمياوية قبل استخدامها فى حربه ضد الإيرانيين ولقمع الأكراد، وأوردت الوثائق مراسلات السفير البريطانى فى العراق آنذاك السير «جون موبرلي» لوزارة الدفاع البريطانية وجهاز الاستخبارات ليعلمهم بافتتاح مصنع للمبيدات الحشرية فى العراق، معربا عن شكوكه حول إنتاج المصنع لأسلحة كيماوية، مشيرا استيراد المصنع لمضخاته من شركة بريطانية تسمى Weir. وتكشف المراسلات عن امتناع الخارجية البريطانية- وبالتحديد قسم مراقبة انتشار الأسلحة بداخلها- عن وضع قيود على عملية تصدير مضخات للمصنع العراقى الذى كان يتواجد بمدينة سامراء، خاصة أن الرئيس العراقى الراحل «صدام حسين» كان آنذاك أقرب للغرب من نظام ايران الثوري، كما أوردت الوثائق تقاعس الخارجية البريطانية عن إصدار قوانين تمنع شركة Weir من تصدير مضخاتها للمصنع العراقى، موضحة أن للعراق الحق الكامل فى اقتناء سلاح كيمياوي فى حال عدم استخدامه، ومرجحة أن قرار منع التصدير ومراقبة تسليح العراق لن يكن مؤثرا. وقالت صحيفة «الجارديان»، إن 20 ألف إيراني لقوا حتفهم جراء استخدام الجيش العراقي للأسلحة الكيماوية فى الحرب التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988، وان معاناة الكثيرين ممن تعرضوا لتلك الغازات فى عهد الحرب مازالت مستمرّة.