أكد المفكر والفيلسوف يوسف الصديق، أن قرار إقالة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد الله الوصيف الذي أصدره أمس رئيس الحكومة غير كاف بالنسبة للرأي العام التونسي مؤكدا أنه سيرفع قضية عدلية ضد رئيس المجلس على خلفية التهديدات التي أطلقها تجاهه وكذلك الإفتراءات التي تضمنتها المراسلة التي وجهها إلى مؤسسة الإذاعة الوطنية بتاريخ 26 جوان الفارط واتهمه فيها كذبا بتحريف القرآن. و اعتبر يوسف الصديق في اتصال مع «التونسية» أمس بأن المجلس الإسلامي الأعلى لا محلّ له من الإعراب قانونيا ودستوريا، مشددا على ضرورة إنهاء مهامه. ولاحظ الصديق أن هذا المجلس الذي أحدث سنة 1989 أصبح منذ 2011 مجلسا نهضويا بامتياز بحكم أن جميع أعضائه ينتمون إلى حركة النهضة الإسلامية. و أكد الصديق أن كل أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى قام بتعيينهم وزير الشؤون الدينية في عهد «الترويكا» نور الدين الخادمي، مشيرا إلى أن أول مهمة قام بها هذا المجلس هي الافتراء على شخصه والكذب عليه بتهم مفبركة تتعلق بتحريف القرآن والسّنّة مشددا على أنه لم يقم أبدا بأي تحريف للنصوص الدينية وأن الرئيس المعزول اتهمه بهذا الأمر زورا وبهتانا. و أضاف الصديق أنه سيلجأ إلى القضاء نظرا لما تحمله المراسلة المذكورة من تحريض على شخصه وتهديد باستهدافه مؤكدا أن قرار الإقالة وحده غير كاف وفق كلامه. و جاء قرار إعفاء رئيس المجلس الإسلامي من مهامه على خلفية المراسلة التي وجهها هذا الأخير إلى إدارة مؤسسة الإذاعة الوطنية التي طالب فيها بإيقاف برنامج «عيال الله» الذي يقدمه المفكر يوسف الصديق دون أن يعلم رئاسة الحكومة مسبقا. و تضمنت المراسلة اتهامات للمفكر يوسف الصديق ب «التحريف المتعمّد للقرآن والسنة النبوية» إلى حد تشبيهه بالكاتب البريطاني من أصل هندي، سلمان رشدي، صاحب المؤلف الشهير والمثير للجدل «آيات شيطانية». وقد آثارت المراسلة المذكورة جدلا واسعا في الوسط الإعلامي ، نظرا لخطورتها على حرية الإعلام، حيث استنكرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري «الهايكا» هذا التدخل السافر من المجلس الإسلامي الأعلى في الشأن الإعلامي منددة بما تضمنته المراسلة من تهديد وترهيب. كما أدان المجلس الوطني المستقل للإعلام والإتصال ما ورد في هذه المراسلة محملا الحكومة المسؤولية في ما يمكن أن تنجر عنه هذه التهديدات الموجهة ليوسف الصديق من تبعات خطيرة على حياته. يشار إلى أن يوسف الصديق هو فيلسوف وعالم أنثروبولوجي متخرج من جامعة السوربون الفرنسية ومتخصص في أنثروبولوجيا القرآن واليونان القديمة ولديه العديد من المؤلفات العلمية فيما يعدّ المجلس الاسلامي الأعلى من الهيئات غير المضمّنة بالدستور.