التونسية (تونس) قررت أوّل أمس إحدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بنابل تأجيل النظر في جريمة اعتداء بالعنف الى شهر اكتوبر 2015 تورطت فيها امرأة اتهمت بالاعتداء على حماتها العجوز مما تسبب لها في أضرار بدنية جسيمة كادت ان تهلك من جرائها بسبب خلافات مستفحلة بين الطرفين حول متعلقات تركة والدهم. وقد مثلت المتهمة امام انظار المحكمة وتمسكت ببراءتها مؤكّدة أنّ للقضية صبغة كيدية وأن غاية حماتها الزجّ بها في السجن حتى لا تستحوذ على نصيب أبنائها. أما دفاع المتهمة فقد أيّد أقوال منوبته وطلب من هيئة المحكمة مراعاة الشهادة المضمنة بالملف من احدى الجارات والتي لم يتم إعطاؤها الاهمية اللازمة من طرف قاضي التحقيق والتي تتضمن تأكيدا من طرف إحدى الشاهدات أن الشاكية أي زاعمة الضرر هي من هاجمت المتهمة بواسطة هراوة وأن ساق المعتدية زلت وسقطت أرضا وهو ما اعتبره الدفاع دليلا قاطعا على أن الشاكية حبكت سيناريو الاعتداء بمعية ابنائها لتوريط المشتكى بها. وقد ارفق الدفاع الشهادة بفيديو مصور للواقعة مستخرج من هاتف جوال الشاهدة وطلب بناء على ذلك الحكم بتبرئة ساحتها مما هو منسوب اليها. المحكمة بعد المفاوضة قضت بعدم سماع الدعوى في حق المتهمة فاستأنفت الشاكية الحكم وقررت هيئة المحكمة تأجيل النظر في القضية . تفاصيل هذه القضيّة انطلقت في شهر مارس 2014على إثر دعوى في القسمة تقدمت بها المشتكى بها طلبت ضمنها الحصول على نصيب زوجها المتوفي باعتبارها متقدمة على حقوق أبنائها القصر (طفلان وبنتان) خاصة أنّ حماها قد توفي منذ أربع سنوات دون أن تطالب بقسمة الأعيان وهي عبارة عن شقة بسليمان وأخرى بقر مبالية وقد طالبت بالقسمة من اجل الحصول على نصيب أبنائها وتنميته باستغلال هذه الاجزاء حتى تتمكن من توفير طلباتهم. وقد سعت في البداية إلى إيجاد حل توافقي مع أفراد عائلة زوجها إلا أنهم رفضوا بشدة بحجة أن والدتهم مازالت على قيد الحياة وهو ما جعلها تتقدم بهذه الدعوى من اجل الحصول على حقوق أبنائها. وبمجرد أن علمت العائلة حتى اندلعت خصومات معها وصلت حد تبادل العنف اللفظي والمادي الذي انتهى بإحالة الأمّ وهي عجوز في عقدها السابع على الانعاش وتم اتهام طالبة القسمة في هذه القضية ليتم إيقافها إثر ذلك على ذمة القضية وفتح بحث موضوعه محاولة القتل. وبالتحري مع المتهمة في هذه القضية قالت أنه لا أساس للتهمة الموجهة إليها وأنّ المتضررة رفقة أبنائها اقتحموا منزلها وهددوها عندما علموا بدعوى القسمة التي تقدمت بها وقد انتهت المسائل بينهم بعد أن وعدتهم بالتنازل عن هذه الدعوى لكن الخصومات تجدّدت وفي يوم الواقعة تهجمت عليها المتضررة بواسطة هراوة ولما حاولت إصابتها تفادتها بسرعة فزلت قدم المعتدية وسقطت أرضا وسالت الدماء منها ثم اطلقت عقيرتها بالصياح حتى اجتمع أبناؤها ومعهم اطراف أخرى وقاموا بنقلها للمستشفى ثم اتصلوا بمركز الأمن من اجل تقديم القضية التي هي موقوفة من اجلها والتي اكدت على طابعها الكيدي . من ناحية أخرى ولدى استجوابهم أكد ابناء المتضررة أن المتهمة في حالة خصومة متواصلة معهم وأن الخصومات معها كثرت بعد أن يئست من افتكاك منزلهم العائلي بعد وفاة والدهم والغاية تحويله إلى محل تجاري تتولى كراؤه بعد التخلص من والدتهم على طريقتها خاصة وانها كانت تعلم أنها مريضة ويسهل الاعتداء عليها وأضافوا أن أجواء الاحتقان معها ازدادت بعد أن علمت اثر دعوى القسمة التي قامت بها أن كل الممتلكات على ملك والدتهم المتضررة وهو ما يعني أن دعوى القسمة لا جدوى منها وأكدوا أن المتهمة قد استغلت تواجد والدتهم بمفردها لتقتحم منزلها بنية ايذائها والاعتداء عليها. وقد تم إجراء المكافحات بين جميع الأطراف وتمسك كل منهم بأقواله. من ناحية أخرى أفادت المتضررة أن المتهمة اعتدت عليها بالعنف الشديد مهددة إياها بالقتل ورفضت التنازل عن حقها في التتبع وإثر استيفاء الأبحاث وُجّهت للمظنون فيها تهمة الاعتداء بالعنف واحيلت على أنظار القضاء الذي برّأها في الطور الابتدائي لكن تم استئناف الحكم من طرف الشاكية غير ان المحكمة قررت تأجيل النظر في القضية الى موعد لاحق .