الإنتدابات التي قام بها رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب في الأيام الأخيرة ذكّرتنا بالصفقات التي أبرمها في سنة 2008 وكذلك 2009 والتي أعطت أكلها بحصول الأحمر والأصفر على كل الألقاب وبلوغ أهدافه المحلية وكذلك العربية والافريقية مرورا بالكأس المغاربية... هذه الملحمة المتميّزة في تاريخ الترجي الرياضي كانت واحدة من أفضل حقبات نادي باب سويقة على الإطلاق ارتقى بفضلها إلى أعلى المراكز من بين الأندية العالمية وتصدر الفرق الإفريقية والعربية ، تلك التتويجات لم تأت محض الصدفة بل كانت للتعزيزات التي قام بها أصحاب القرار آنذاك وعلى رأسهم حمدي المدب أثر كبير على إحداث تلك السيطرة المحلية والقارية الكاملة سواء بنهائيات متتالية بالجملة أو بنيل الأميرة سنة 2011 حيث كانت الإضافة كبيرة جدا من المنتدبين الأجانب والتونسيين على حد السواء كيوسف المساكني ومجدي تراوي ووليد الهيشري وخالد القربي من جهة ويانيك نجانغ وهاريسون آفول ويحيى بانانا من جهة أخرى إضافة إلى فرض الدراجي على المدرب البرازيلي كابرال ومنح الفرصة كاملة لأبناء النادي مثل بن شريفية وشمام ... هذه الصفقات لم يقم بها المدربون الذين أشرفوا حينها على حظوظ فريق باب سويقة بل كانت من تصميم رئيس النادي حمدي المدب وكانت مدروسة بشكل كامل ومكنت النادي من تحقيق أهدافه وإحداث نقلة نوعية على الصعيدين الإفريقي والعالمي ثم كانت لاختيارات المدربين بعد ذلك دخل في الإنتدابات الجديدة وسجلنا صفقات فاشلة لم تجد نفعا باستثناء صفقتي الراقد والمولهي فيما مر كلوتي والزواغي ودرامان بجانب الموضوع ليخسر الترجي الرياضي بعد ذلك تاجه القاري بعد هزيمة على أرضه أمام الأهلي المصري مرت سنوات عديدة على عدم تكبدها بل هي الأولى في تونس أمام الفريق القاهري الذي كاد أن يتفوق على الأحمر والأصفر بثلاثية كاملة في رادس بالذات لو سجل يومها أبو تريكة ضربة الجزاء، ثم كان ختام الإنتدابات مسكا مع دوسابر الذي تصرف في ملف الصفقات وأتحفنا بلاعبين مثل بوبا وماكون وساماسوكو ومبونغو الذي سقط في الإختبار الفني وبدأ بالتالي التراجع الكبير على مستوى النتائج والأداء قبل أن يخطط حمدي المدب برنامج إنقاذ ووضع الفريق مجددا على السكة الصحيحة مثلما كان الأمر في سنة 2009 وجاءت الإنتدابات الأخيرة التي تركزت على الشبان وذكرتنا بحقبة المساكني حيث عزز الأحمر والأصفر صفوفه بالعديد من اللاعبين الدوليين في المنتخبات الأولمبية سواء التونسي على غرار آدم الرجايبي والياس الجلاصي وعلي المشاني أو النيجيري على غرار كينغسلاي سوكاري وبرنار بولبوا أو المالي بانتداب قائد منتخب أقل من 21 سنة إيشاكا ديارا إضافة طبعا إلى منح الفرصة للشبان مثل النغموشي وعبود والشعلالي دون أن ننسى صفقتي الرقيعي والربيع ... كل هذه الإنتدابات لم يقم بها جوزي أنيغو بل خطط لها وقام بها رئيس الترجي الرياضي تماما مثل حصل في بداية مدته النيابية عند تحمّله الرئاسة لأول مرة في النصف الثاني من سنة 2007 والتي حقق خلالها الترجي الرياضي قفزة عملاقة جنى بفضلها كل الألقاب... الكل في الترجي الرياضي اليوم يتنبأ ويأمل أن يعيد التاريخ نفسه ويضرب المدب موعدا متجددا مع تألق الأحمر والأصفر على مختلف الأصعدة وهو أمر متوقع بالنظر إلى التغييرات الجذرية التي شهدتها المجموعة والتعزيزات الهامة التي سجلتها.