صحيح أن الترجي الرياضي تكبد هزيمة قاسية أمام النجم الساحلي قلصت من حظوظه في التأهل إلى المربع الذهبي وصحيح أيضا أن الفشل الذريع كان عنوان المهاجمين في اللمسة الأخيرة أمام مرمى المثلوثي وهو العامل الأساسي الذي منع الفريق من تفادي الهزيمة والخروج على الأقل بنتيجة التعادل غير أن الثابت والأكيد كذلك أن العديد من المؤشرات الإيجابية سجلت حضورها بمناسبة هذا الكلاسيكو مقارنة مع اللقاء الأول في هذه التظاهرة ضد الأهلي المصري وكذلك المباراة الودية ضد النادي الرياضي لحمام الأنف التي أعدّ بها المدرب أنيغو مواجهة النجم. نسق أقوى ومستوى أفضل نبدأ بالأمور الجماعية للتأكيد على تحسن نسق اللعب العام للترجيين الذين ظهروا على مستوى أرفع بكثير جدا من لقاء السويس مما يؤكد جدوى العمل الذي يقوم به كامل الإطار الفني الذي يتميّز بالتفاهم بين مختلف أطرافه وهذا ما جعل اللحمة موجودة بين كل الفنيين بل هي نقطة القوة الأساسية لهذه المجموعة... هذا التطوّر في النسق مكّن الترجيين من خلق العديد من الفرص السانحة للتهديف وهي من أولى إيجابيات الأحمر والأصفر في لقاء السبت ولئن تم استغلالها ثلثها لكان مصير المقابلة مغايرا تماما لما انتهى عليه... إضافة إلى ذلك هناك تحسن ملحوظ على المستوى البدني بدليل أن أبناء باب سويقة أنهوا المباراة أفضل مما بدأوها ونجحوا في الضغط الذي فرضوه على منافسهم لكن العقد الهجومي لم يكن في الموعد ومنع الترجي الرياضي من استغلال التطوّر الذي شهده في بعض النواحي. بداية طيبة كان الثلاثي المنتدب الجديد علي المشاني وشاكر الرقيعي والياس الجلاصي تحت المجهر أكثر من غيرهم ليلة السبت المنقضي وهذا طبيعي بوصفهم يخوضون أول مباراة رسمية لهم مع الترجي الرياضي علاوة على الإضافة المنتظرة والمطلوبة منهم ، بداية هؤلاء اللاعبين يمكن اعتبارها طيبة لأن إطار اللقاء كان صعبا جدا بالنسبة إليهم ، فالضغوطات كانت مسلطة بكل ثقلها على الترجيين نظرا لقيمة الرهان وضرورة الإنتصار للعودة إلى المنافسة على المقعدين المؤهلين إلى المربع الذهبي ... إلى جانب ذلك يزال الترجي الرياضي بعيدا عن أفضل مستوياته التي تساعد المنتدبين الجدد على البروز والتألق من البداية، ولكل هذه المعطيات فإن المؤشرات الأولى لهذا الثلاثي إيجابية للغاية وتؤكد أن مردودهم سيكون أفضل في قادم المقابلات بمزيد تعوّدهم وتألقهم مع الأجواء وخاصة بمزيد تحسن لياقتهم البدنية التي تعد المعيار الأول والأساسي لحسن توظيف الإمكانيات. «النفزي» بعد خمس مقابلات متتالية مواجهة النجم كانت فرصة كذلك للمدافع الأيمن أمين النفزي للعودة إلى التشكيلة الأساسية بعد فترة طويلة كانت خلالها إطلالاته في التركيبة قليلة جدا ، وكان آداؤه كالعادة بدون حسابات محاولا التوفيق بين المهمتين الدفاعية والهجومية وبرز على وجه الخصوص بتسرباته وتوغلاته في الشوط الثاني والتي وفّرت فرصا سانحة للتهديف... مستوى النفزي كان مقبولا في العموم لكن الثابت والأكيد أن هذا الظهير سيكون مردوده أفضل بكثير بعد خمس مقابلات متتالية يصحّ إثرها الحكم القطعي عليه وعلى إضافته للترجي الرياضي... مقابلات دور المجموعات في كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم تمثل بالنسبة لهذا اللاعب مثلما هو الشأن بالنسبة لبعض اللاعبين الآخرين فرصة سانحة لكسب النسق وبلوغ المستوى الذي يضمن استغلال كل الإمكانيات ووضعها لفائدة المجموعة. «بن يوسف» و«بولبوا» و«الرجايبي» ثلاثي الثورة الهجومية كان الخط الأمامي وبالتحديد نجاعة المهاجمين أمام المرمى نقطة الضعف رقم واحد في الترجي الرياضي ليلة السبت الفارط بمناسبة كلاسيكو رادس فالعقم الهجومي كان كبيرا وصل إلى حد الغرابة التي أكدت بما لم يترك طريقا إلى الشك أن العديد من الأمور لا بد أن تتغيّر على هذا المستوى، وفي هذا الصدد فإن المهاجمين الذين تم انتدابهم والذين لم يشارك أي منهم في لقاء النجم سيغيّرون كل شيء مستقبلا في الخط الأمامي لفريق باب سويقة الذي سيتبدّل بالكامل في البطولة الوطنية بدخول آدم الرجايبي وبرنار بولبوا وكذلك فخر الدين بن يوسف ولو أن هذا الأخير سيتم تأهيله لقادم مباريات ال«الكاف»... إنها ثورة قادمة في الترجي الرياضي سواء على مستوى تركيبة الهجوم التي ستكون بأسماء جديدة أو على مستوى الآداء وخاصة النجاعة أمام المرمى وهذا ما يجعل الحلول جاهزة والقضاء على النقائص والسلبيات قادما لا محالة. هل كانت بداية «إيدوك» «وجه السوق» ؟ بما أن الخط الأمامي كان مشكل الفريق في اللقاء الأخير فإننا سنتعمق أكثر في هذا المستوى ونبدأ بالنيجيري ساموال إيدوك الذي يعد من أكثر اللاعبين الذين خيّبوا آمال أنصار الترجي الرياضي في المباريات الأخيرة حيث أصبح شبحا لذلك اللاعب الذي تألق خلال ظهوره الأول باللونين الأحمر والأصفر، فما الذي حصل لهذا المهاجم ياترى ؟ هل هناك عوائق تسببت في تراجع مردوده ؟ أم تلك حدود الله ؟ ... المهم في كل هذا هو أن النيجيري لم يفد الترجي الرياضي في أي مباراة هامة وأي لقاء مصيري لا في بطولة الموسم الفارط ولا في مقابلات رابطة الأبطال وخاصة لقاء المريخ في رادس حيث كان آداؤه في المواعيد الكبرى رديئا لا يليق بالمرة بلاعب أجنبي ولم نر فيه أي أشياء تجعله أفضل من كروز مثلا... من الناحية الفنية البحتة ومن جانب الإضافة للفريق لا تجوز أي مقارنة بينه وبين نجانغ الذي يفوته على جميع المستويات,,, على كل فإن الترجيين من إطار وفني وأنصار تفطنوا إلى تراجع مهاجمهم وانعدام إضافته بشكل كامل وهذا ما يفرض عليه التدارك بسرعة وإلا فإن مصير بقية الأجانب الذين رحلوا ينتظره وسيخسر بدون شك مكانه كأساسي في ظل التعزيزات التي سيسجلها الخط الأمامي. أمر «الجويني» محيّر!! المهاجم الثاني الذي ما انفك يخيّب الآمال هيثم الجويني الذي أصبح أمره محيّرا فعلا ، فمردوده مع المنتخب الأولمبي يرتقي إلى أعلى المستويات سواء فنيا أو من ناحية النجاعة أمام المرمى وتسجيل أهداف رائعة ، وفي المقابل تتكبل أقدامه مع الترجي الرياضي ويتراجع آداؤه ويحل العقم الهجومي الغريب مكان النجاعة ويفقد هذا اللاعب كل مؤهلاته... البعض يتحدثون عن عقدة هذا اللاعب أمام جماهير الترجي الرياضي وعدم تحمّله لضغوطات مقابلات فريق باب سويقة ذات الرهان الكبير رغم أنه ابن النادي ومن المفروض أنه تعوّد على هذه الأجواء التي يعرفها شيخ الأندية التونسية من الأصناف الصغرى... الأمر أضحى صعبا لأن الجويني بصدد إهدار أكثر من فرصة للبروز والتألق وتأكيد ما تنبأ له به العديد من الفنيين من أنه سيكون المهاجم التونسي رقم واحد في المستقبل. الجويني ومثلما ذكرناه في شأن إيدوك مطالب بالتدارك بسرعة لأن التعزيزات القادمة في الهجوم ستجعل الأماكن غالية جدا في هذا الخط. «تيزي» ومراجعة طريقة العمل الملاحظة الأخيرة التي لا يمكن المرور على مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي الأخيرة دون التطرق إليها تتعلق بالحارس معز بن شريفية وبالتحديد بتعامله مع الكرات العالية وبقائه على خط المرمى على الرغم من أن بعض التوزيعات في خط ستة أمتار تفرض عليه الخروج للتصدي وإنقاذ مرماه... الرسالة موجهة لمدرب الحراس جون جاك تيزي المطالب بالعمل أكثر فأكثر على الكرات الطويلة والعالية وتحسين مستوى بن شريفية من هذه الناحية حتى تكون مساعدته للمدافعين أفضل مستقبلا ناهيك وأن العديد من الأهداف المقبولة على غرار هدف الجمل الأخير جاءت من كرات عالية تتطلب خروج حارس المرمى لإنقاذ الموقف... كما أننا نهتف في أذني جون جاك تيزي لنقول له إن عهد الحراس الرابضين على خط المرمى قد ولّى وفات ولتلقي نظرة على مقابلات أكبر الأندية الأوروبية وأفضل الحراس للتأكد من ذلك.