يبدو أنّ الميركاتو الحالي سيكون مثيرا للغاية وخارج إطار التوقّعات والأمر لا يرتبط فقط بوفرة الأسماء المهاجرة من الجنوب إلى الشمال ولا كذلك بارتفاع سقف التنقلات والمعاملات وإنّما وهذا هو الأهمّ بطبيعة بعض الصفقات التي بدأت تسيل الكثير من الحبر وتثير سيرا عارما من الجدل رغم أنها مازالت حبيسة جلسات الكواليس وتتراقص فقط على حبل التسريبات والتخمينات. وإذا ما كان النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي قد إستأثرا دونا عن سواهما بكبرى العناوين في هذه الميركاتو الصيفي وهذا مفهوم قياسا بحجم التعاقدات التي يبرمها الناديان وكذلك حجم الدفوعات التي رصداها لإتمام صفقات كانت بالأمس القريب مجرّد هذيان في أذهان عشّاقهما على غرار صفقة «الروج» و«توزغار» فإنّ العنوان الأبرز في فترة التنقلات الحالية قد يكون من نصيب النادي الصفاقسي الذي فجأة ودون مقدّمات وجد نفسه في صدارة الأحداث بما أنّ الحديث عن «سلعة» النادي عاد ليشغل كبار القوم من جديد وبعد زوبعة «الروج» الذي غيّر لونه وما خلّفته من هزّات في صفوف أنصار عاصمة الجنوب جاء الدور على مايسترو الفريق محمد علي منصر الذي حملته آخر التخمينات إلى مركّب الحديقة «ب» في سيناريو ألفناه كلما كان الترجي على الخطّ وكلما التزم «الصفاقسية» الصمت. آخر التطورات في هذا الموضوع و ما تناهى إلى مسامعنا بل ربّما إلى مسامع كل التونسيين هي الجلسة الخاصة التي جمعت بين رئيس الترجي حمدي المدّب والمدير الرياضي للنادي الصفاقسي الناصر البدوي والتي جاء عنوانها مفاجئا نوعا ما بما أنّها حملت مهاجم الترجي حسان الحرباوي إلى مركب النادي الصفاقسي في مقدّمة على ما يبدو لصفقات قادمة لا محالة... البدوي تحدّث عن فحوى الجلسة بكل عفوية ولم يخف ما دار بينه وبين الرجل الأوّل في الترجي لكنه شدّد في المقابل على أنّ جلسته مع «المدّب» لم يكن محورها «محمد علي منصر» خلافا لما راج... قد يكون الناصر البدوي محقّا فيما ذهب اليه لكن الأمر ليس بالبساطة التي يسوّق لها الرجل فالمدّب ليس «فاضي شغل» حتى يجلس بنفسه على طاولة «طبقها» الرئيسي هو حسان الحرباوي لذلك تعدّدت التأويلات وعاد اسم محمد علي منصر ليفرض نفسه عنوانا رئيسيا من جديد... وإذا ما كانت جلسة المدّب والبدوي اتخذت بعدا دعائيا وجماهيريا من خلال تسويقها في مختلف وسائل الإعلام فإن هناك «قعدة» أخرى كانت على ما يبدو هي الأهمّ وكان البدوي طرفا فاعلا فيها كذلك. وبحسب ما رصدته «التونسية» التقى سهرة أوّل أمس مهندس صفقات البيع والشراء في النادي الصفاقسي الناصر البدوي بوليد العارم ووالده جمال العارم بمنزلهما الكائن بالحمامات. هذا اللقاء الودّي في هذا الوقت الحاسم والحار من الميركاتو أعاد إلى الأذهان صفقة «اسكندر السويّح» التي خرج منها النادي الصفاقسي صفر اليدين بعد تمريرة ذكيّة من جمال العارم إلى سليم شيبوب وقع على إثرها ابن الجنوب في المكتوب والكلّ يعرف بقيّة تفاصيل القضيّة التي عجزت كلّ الهياكل الرياضية عن فكّ رموزها إلى اليوم. غير بعيد عن «فيلا» العارم كان رئيس القطب الرياضي بالترجي التونسي زياد التلمساني مرفوقا بعبد الكريم بوشوشة في إحدى المقاهي الفاخرة ينتظران ربّما بعض الإشارات المطمئنة لصفقة يبدو ان تطبخ على نار هادئة ولا يعرف حقيقة ما الذي توصّل إليه «العارمان» بعد جلستهما مع البدوي والسؤال الأبرز هو لفائدة من توسّط جمال العارم عضو لجنة الدعم بالصفاقسي... ؟ لفريقه الأمّ؟؟؟ أم لمعشوقة إبنه؟؟؟. مؤتمر «القناصة» بالحمامات سيكشف قريبا عن جدول أعماله والأكيد أن تفويت الترجي في الحرباوي لن يكون مهبة العيد والثابت كذلك أنّ الترجي يعرف جيّدا كيف ومن أين تؤكل الكتف لذلك ننتظر ما الذي تخبّئه الأيّام لجماهير النادي الصفاقسي ومن هو الاسم الجديد في لائحة «الهاربين»...إلى ذلك الحين يظّل احتجاب رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر عن كلّ هذه التحركات مثيرا للتساؤلات فهل إنّ الرجل يبارك خطوات مديره الرياضي ويتحكّم فيها عن بعد أم أنّ «البدوي» له تكتيكه الخاص وحساباته الشخصية كيف لا وهو الذي يحبّ ال«سي آس آس» أكثر من الصفاقسية...