كل العناوين في المكتبات بداية من هذا الأسبوع التونسية (تونس) أعلن ناجي جلول وزير التربية أنّ الزمن المدرسي الجديد سيبدأ مع مفتتح الموسم الدراسي القادم من خلال تجربة نموذجية ستشمل نحو 60 مؤسسة تربوية بين ابتدائية وإعدادية وثانوية. ويقضي مشروع الزمن المدرسي الجديد بتخصيص حصة صباحية للدروس وأخرى مسائية للأنشطة الثقافية والفنية وهو واحد من أبرز محاور الإصلاح الشامل للتعليم قيد الإعداد ويهدف بالخصوص إلى تأمين تنشئة متوازنة وسليمة للأجيال الجديدة وتمكينها من الأدوات التي تثير فيها الرغبة في المعرفة إلى جانب تثمين المهارات اليدوية والفنية لشق هام من التلاميذ. تفاعل نقابي ضعيف ورجح وزير التربية في تصريح ل«التونسية» أن يكون مشروع إصلاح التعليم جاهزا أواسط الخريف القادم مشيرا إلى أن المشروع هو الآن محل دراسة معمّقة صلب لفيف من اللجان المتخصّصة وذلك عقب آلاف منابر الحوار التي عقدت حوله في مختلف أنحاء البلاد. ولم يخف في هذا الإطار أنه كان بالإمكان اختزال أجندا إعداد هذا المشروع بالغ الأهمية لولا بعض العوامل الموضوعية مثل المجهودات التي تطلبها إنجاح الامتحانات الوطنية إلى جانب الاختلاف في الأنساق بين الأطراف المتدخلة ملاحظا أنّ الطرف النقابي الذي يفترض أن يكون شريكا في الإصلاح لم يتفاعل معه بما يتلاءم مع الأولوية المطلقة التي يحتلها صلب اهتمامات التونسيين. وجدد ناجي جلول في هذا الشأن التأكيد على أنّ إصلاح التعليم يهدف إلى توفير كل الأدوات التي تمكن من استعادة مجد المدرسة التونسية وجعلها بحق فضاء لتحصيل المعرفة وليس مجرّد إسناد الشهادات إلى جانب تجذير قيمة المواطنة لدى الناشئة. حلول لملف الابتدائي وقلّص وزير التربية من جهة أخرى من حجم المخاوف بشأن العودة المدرسية القادمة في ظل تلويح نقابة الابتدائي بالتصعيد مؤكدا أنه تم إيجاد الحلول ومجدّدا حرص الوزارة على فتح الباب للحوار مع الطرف النقابي من منطلق قناعة راسخة بأنه شريك أساسي في الإصلاح وبأن النهوض بالوضع الاجتماعي والمادي للمربين هو من أهم شروط استعادة مجد المدرسة التونسية مبرزا أن تحقيق هذا الهدف لا يمر وجوبا عبر الزيادات في الأجور. وتابع في هذا الصدد أن الوزارة حرصت في المدة الأخيرة على بحث كل الآليات الكفيلة بتحسين الأوضاع الاجتماعية للمربين ولا سيما عبر الانطلاق في جرد للأراضي المملوكة للوزارة والدولة بهدف إطلاق مشروع ضخم للإسكان يساهم في تطوير القدرة الشرائية لسائر أسلاك التعليم. 800 مليار للمدرسة الرقمية أكّد وزير التربية من جهة أخرى أن تجسيم مشروع «المدرسة الرقمية» سيبدأ خلال السنة الدراسية القادمة التي سيتم خلالها بالخصوص التركيز على توفير المعدات الرقمية الملائمة لفائدة سلك المربّين ملاحظا أن هذا المشروع سيتواصل إرساؤه على امتداد خمس سنوات بكلفة إجمالية تناهز 800 مليون دينار ويهدف إلى إدماج المؤسسة التربوية في العصر الرقمي وتمكين نحو مليوني تلميذ من الاستفادة من مزايا التكنولوجيا الحديثة للإعلام واستغلال اللوحات الرقمية. كما أعلن ناجي جلول عن استكمال عملية طباعة الكتاب المدرسي مؤكدا أنّ كلّ العناوين ستكون متوفرة في المكتبات ابتداء من هذا الأسبوع. أبواب مفتوحة وجدّد في هذا الإطار حرص الوزارة على توفير كل عوامل النجاح للعودة المدرسية القادمة مشيرا إلى تسجيل تجاوب هام من عديد النخب وقطاع الأعمال مع تظاهرة «شهر المدرسة» التي تهدف إلى إحداث نقلة ملحوظة في واقع البنية الأساسية للمؤسّسات التربوية وتفادي عديد الإخلالات القائمة عبر حسن توظيف موارد الدولة وفسح المجال لسائر مكونات المجتمع للنهوض بوضع المدرسة. وتابع أن التفاعل مع هذه المبادرة سيتبلور أكثر مع انطلاق حملة إعلامية تحسيسية أواسط هذا الأسبوع إلى جانب تظاهرة الأبواب المفتوحة التي ستلتئم يوم 3 أوت القادم في كافة المؤسّسات التربوية لتمكين العموم من الاطلاع على أوضاع المدارس والمعاهد بما يزيد في تعميق الوعي بحاجة المؤسّسات التعليمية إلى تعبئة حقيقية للجهد الوطني. عائدات المهرجانات يذكر أنه تم في إطار مبادرة «شهر المدرسة» التي أعطيت إشارة انطلاقها يوم 22 أوت الحالي تشكيل لجان جهوية وأخرى محلية لصيانة المؤسّسات التربوية بإشراف الولاة كما تم فتح الباب لتجميع تبرّعات المجتمع المدني وقطاع الأعمال في إطار صندوق صيانة المؤسّسات التربوية. كما أعلن عدد من الفنانين تخصيص عائدات عروضهم في إطار المهرجانات الصيفية للمساهمة في تمويل صيانة المؤسّسات التربوية.