من المفارقات ان تشكو زغوان «مدينة المياه» من العطش حيث تعيش المدينة والعديد من معتمدياتها وقراها تذبذبا كبيرا في التزود بالماء الصالح للشراب وصل إلى حدود الانقطاع المتواصل لمدة ثلاثة ايام في غياب حلول سريعة لتجاوز هذا الاشكال . وقد اكد النائب عن الجهة بمجلس نواب الشعب رضا زغندي أن أهالي زغوان يعيشون معاناة كبيرة بسبب اضطراب التزود بالمياه حتى في قلب المدينة والأحياء العتيقة فيما تحمل الولاية موروثا حضاريا كاملا من المياه . وأشار في تصريح ل«التونسية» أن الولاية تشهد احتقانا كبيرا بسبب هذا الإشكال خاصة مع الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة لافتا إلى أن السلط الجهوية أرجعت أسباب انقطاع الماء إلى تراجع مخزون المائدة المائية وهو ما يكبد الأهالي عناء التنقل إلى مناطق أخرى لجلب حاجياتهم من الماء وأكد ذات المصدر ان ولاية زغوان كانت على مر التاريخ المزود الأول بالمياه في البلاد مشيرا إلى أن كل الأنشطة التجارية والصناعية والفلاحية في الجهة تعتمد على المياه ومن هذا المنطلق فإنّ الاضطراب الحاصل من شأنه ان يعيق الدورة الاقتصادية بأكملها وفق تعبيره .وأضاف عضو مجلس نواب الشعب ان السبب الرئيسي التراجع مخزون المائدة المائية بالجهة يعود إلى الإفراط في حفر الآبار العميقة وغياب استراتيجية تحفظ حق الأجيال القادمة في الثروات المائية لافتا إلى أن العديد من الآبار التي حفرت بعد الثورة سواء لصالح أشخاص طبيعيين آو منشآت صناعية لم تعتمد على دراسات علمية وكان اغلبها ارتجاليا محملا المسؤولية للسلطات الجهوية في غياب الرقابة الكافية على حفر الآبار التي استنزفت المائدة والعديد من العيون الطبيعية التي كانت تسقي المدينة على غرار «عين عياد»واوضح النائب أن من أسباب تذبذب التزويد بالمياه هو تعمد بعض الفلاحين كسر جزء من «الحنايا» لتحويل المياه نحو اراضيهم في غياب الرقابة معتبرا ان هذه الافعال «جرم» في حق الحنايا كمعلم تاريخي وايضا في حق الآخرين ودعا رضا زغندي السلطات الجهوية إلى تحمل مسؤولياتها في مراقبة حفر الأبار والتزود بماء الحنايا والتعجيل بايجاد الحلول المناسبة لإعادة تزويد المناطق التي تشكو من العطش بالماء الصالح للشراب في أقرب وقت معتبرا أن حرمان زغوان من الماء هو ضرب لكامل الموروث الحضاري للجهة .