اندلع عشية أول أمس حوالي الساعة الرابعة والنصف حريق بغابة طبرقة المعروفة بإسم «ماكنة 2» المتكونة من غابات كثيفة لأشجار الصنوبر والغابة الشعراء «الدغلية» وهي راجعة بالنظر إلى مركز الغابات بسيدي بدر من مصلحة الغابات بطبرقة. الحريق المذكور تأجج بسرعة فائقة نظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة وتمكن من اجتياز الطريق المؤدية إلى منطقة «بوترفس» ثم تسربت النيران نحو تجمع سكني يعد قرابة 25 عائلة مهددة سكانها الذين لا ذوا بالفرار تاركين منازلهم التي أحاطت ألسنة اللهب بها من كل جانب. وقد استماتت الوحدات والمصالح المتدخلة من حماية مدنية وغابات وأمن وجيش وطني وحماية مطار طبرقةعين دراهم التي كانت معززة بشاحنات وسيارات إطفاء وسيارات ميدانية رباعية الدفع ووسائل تدخل يدوية ومجموعة من عملة الإطفاء وطائرة تابعة للمطار المذكور في مقاومة الحريق. و بتكاتف الجهود وتعاضدها تمكنت من إنقاذ العائلات ومنازلها ولم يصب أي أحد منهم بأذى. ألسنة اللهب والمدعومة برياح الشهيلي ودرجات الحرارة لم تقف عند هذا الحد بل تواصل لهيبها لتحيط بالمستشفى الجهوي بطبرقة وأصبحت قريبة منه بشكل خطير فانتاب الموجودين بداخله بمن في ذلك المرضى والأطباء والممرضين الرعب والخوف والهلع. وبتدخل من الحماية المدنية بجندوبة وسيارات الإسعاف التابعة للمستشفى وللمستشفيات المحلية الأخرى بطبرقةوعين دراهم وبتعليمات من السلط الجهوية والإدارة الجهوية للصحة بجندوبة وإدارة المستشفى المذكور تم إجلاء 24 مريضا ومرافقين لهم إلى المستشفى المحلي بعين دراهم الى جانب إيفاد إمرأة إلى المستشفى الجهوي بجندوبة كانت في حالة مخاض عسير. وقد كللت المجهودات الجبارة التي بذلها المتدخلون بالنجاح في السيطرة على هذا الحريق الهائل في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس لكن لم تمض سوى ساعات على السيطرة على هذا الحريق الضخم حتى اندلع حريق جديد بمنطقة الوراهنية التابعة لمعتمدية طبرقة وغير بعيد عن مكان الحريق الأول في غابة من الصنوبر البحري والغابة الشعراء حيث تواصلت التدخلات حثيثة بهدف منعه من التوسع والانتشار بمناطق غابية أخرى متاخمة. الوالي والإطارات الجهوية والمحلية على عين المكان وقد تحول السيد الحبيب السكندراني والي جندوبة رفقة عدد من الإطارات الجهوية والمحلية منهم المدير العام للحماية المدنية والمندوب الجهوي للفلاحة بجندوبة ومدير الإدارة الجهوية للصحة العمومية ومعتمد الجهة وعدد من أعوان و مهندسي الغابات ورئيس دائرة الغابات بالنيابة بعين دراهم على عين المكان وعاين الأوضاع هناك كما اشرف رفقة المدير العام للحماية المدنية والمندوب الجهوي للفلاحة على كل التدخلات واطلع على مدى نجاعتها وعلى الإسعافات الطبية والموارد البشرية والمعدات المتوفرة والمتاحة لضمان نجاعتها وعلى خطة إخماد هذا الحريق والقضاء عليه. رعب في المستشفى لم يمض وقت وجيز عن اندلاع هذا الحريق حتى وصلت ألسنة اللهب إلى محيط المستشفى الجهوي بطبرقة وأحاطت به من الجهة الجنوبية الغربية و انطلقت ترسل بلهيبها الذي بدأ يلفح الوجوه ويدخل الرعب والهلع في قلوب كل الموجودين بداخله من أطباء وممرضين ومرضى فتم اتخاذ قرار إجلاء المرضى وتسارعت التدخلات بواسطة سيارات الإسعاف لتنقل كل المرضى من رجال ونساء إلى المستشفى المحلي بعين دراهم.