بعد اسبوع من انطلاقه مازال مهرجان أوسو الذي تتواصل فعالياته الى 13 من الشهر الجاري يحتل محور اهتمام و حديث المتابعين للشأن الثقافي والمصطافين بالجهة و هو الحدث الثقافي الابرز الذي عاد بعد غياب 4 سنوات كاملة في مدينة سوسة في حلّة جديدة وبإصرار كبير من المنظّمين على تحدّي كلّ الظروف وإنجاز الدورة 56 من هذه التظاهرة الثقافية والسياحية الضخمة . هذا وقد تجدد الموعد مع الاستعراض الكبير الاحد الفارط والذي تضمّن عددا كبيرا من العربات والفرق الموسيقية والفرق النحاسية والتراثية والعروض الراقصة والمجسّمات العملاقة .. الاِستعراض حضره جمهور غفير جدّا قدّره المنظّمون بأكثر من 150 ألف شخص قدِموا من كل ولايات الجمهورية فضلا عن الأشقاء الجزائريين الذين بدأوا يتوافدون بأعداد كبيرة على سوسة وعدد من الأجانب. واِمتدّ مسار الكرنفال على مسافة فاقت 2 كيلومتر اِنطلاقا من رصيف الفنون قرب ميناء سوسة وعلى طول كرنيش سيدي بوجعفر مرورا بساحة المدن المتوأمة فقد تضمن الاستعراض عربة «بابا أوسو» التي تجرها الخيول حيث اِعتلاها مجسم لرجل ملتحي ذي شعر طويل في تجسيد لإله البحر «أغسطس». وعربة «خيرات البحر» وعربة السياحة وعربة الثقافة بالإضافة إلى عديد العربات الأخرى ولعلّ أكثر مُجسّم شدّ إليه الكبار والصغار في هذه النسخة الجديدة هو المجسّم العملاق للتنين الذي كان ينفث النار والدخان من فمه هذا وأثرى المشهد لوحات راقصة لمدرسة دومة للرقص بمشاركة أكثر من 200 عنصر وفي سياق متصل أكد المنظمون ل «التونسية» أن مجرد التفكير في إنجاز النسخة السادسة والخمسين من هذه التظاهرة الكبرى والتي تعوّد عليها أبناء سوسة وزوّارها لا يخرج من دائرة التحدّي حيث أشار كاتب عام جمعية «اِستعراض أوسّو» إلى أنّ الهيئة لم تنطلق في الإعداد والإنجاز إلاّ منذ أسبوعين فقط قبل موعد الكرنفال وهو زمن قياسي مقارنة بحجم التحضيرات خاصة على مستوى المجسّمات العملاقة والعربات والاستعدادات الأمنية والتنظيمية .. ورغم كل الظروف و الصعوبات مجتمعة خاصة بعد العملية الإرهابية التي اِستهدفت جوهرة الساحل خلال شهر جوان الماضي نجحت التظاهرة وكانت الحدث الأبرز في سوسة بل وفي تونس بشكل عام ... حيث نجح «كرنفال أوسّو» ونجحت سوسة في بعث رسائل بالجملة لكل العالم تقول فيها «هنا سوسة... هنا الفرح التونسي في جوهرة باقية على الدوام عروس المتوسط المضيافة ...» يُذكر أن الكرنفال شهد حضورا أمنيّا كبيرا ساهم بشكل كبير في نجاحه.