بنسق تصاعدي وأداء ارتقى الى مرتبة الإبداع والامتاع والاقناع يواصل النجم الرياضي الساحلي عزفه المنفرد بقيادة المايسترو فوزي البنزرتي.. وقد جاءت مباراة أمس الأوّل التي عبّر فيها فريق جوهرة الساحل عن حالة الانتعاش التي يمرّ بها لتقيم الدليل مرّة أخرى على الصحة الجيدة لزملاء المعطاء محمد أمين بن عمر فقط لأنه ليس من السهل أن يحقق الانتصار برباعية كاملة على أرضية ميدان صعبة ومنافس أصعب شكل مفاجأة الموسم الفارط ونعني الترجي الجرجيسي الذي لم يصمد طويلا أمام النجم الساحلي الذي اقتلع ورقة الترشح الى الدور النهائي لكأس تونس عن جدارة بالنتيجة والأداء ليضرب موعدا للمرة السابعة عشرة في تاريخه مع عرس النهائي وهي الثالثة على التوالي لزملاء عليّة البريقي الذين تربطهم بالاميرة مودة كبيرة بدليل أن أبناء هذا الجيل كلما بلغوا النهائي إلا وفازوا باللقب وهم عاقدون العزم على ابقاء الأميرة للسنة الثالثة على التوالي في بوجعفر.. إنجاز النجم الساحلي يعتبر في حدّ ذاته جزءا من هوية عملاق من أقطاب كرة القدم التونسية والعربية والافريقية صاحب التقاليد العريقة والضاربة في القدم مع المواعيد الكبرى.. فالنجم الساحلي مجبول على امتداد تسعين سنة من مشواره النضالي على تحقيق الانجازات وكتابة التاريخ.. وموعد الغد في أولمبي رادس ضد الملعب القابسي هو قطعا رافد آخر من روافد دعم التأسيس وتعميق العلاقة مع منصات التتويج وطنيا ودوليا. انتصار على الصعوبات ترشح النجم الساحلي الى الدور النهائي ليس بالأمر الجديد على فريق متعود على المناسبات الكبرى ولكن العبور هذه المرّة جاءطعمه مختلفا في ظل الماراطون الناري الذي عاشه فريق جوهرة الساحل بين مبارياته الافريقية والتزاماته في مسابقة كأس تونس ورغم الإصرار على برمجة مباريات نصف النهائي ضد الترجي الجرجيسي بعد 48 ساعة من عودته من رحلة مرهقة الى مالي، فقد ضرب فريق جوهرة الساحل بقوّة وانتصر وتأهل بإقناع وابداع مؤكدا بأنه يعيش أحلى أيامه رغم كل الحواجز التي يجتهد البعض في وضعها أمامه.. فهل ثمّة أكثر من أن يُجبر النجم الساحلي على البقاء لساعات بين الأرض والسماء وأن يحرم من الراحة القانونية والأخلاقية وأن يلعب في ظرف ثلاثة أيام مقابلتين مصيريتين في حرارة مرتفعة بين باماكو وجرجيس؟.. والردّ الأعمق من الترشح بامتياز الى الدور النهائي للمرة السابعة عشرة منذ الاستقلال كان أن النجم بفرعيه الإداري والفني لم يدخل في جدل ولم يسقط في فخ الاستفزاز وفضّل أن يكون ردّه على الميدان ضدّ من تعمّد اجباره على ماراطون حمل اللاعبين والاطار الفني والإداري البقاء أسبوعا كاملا بعيدا عن عائلاتهم.. فهل بعد هذه الإجابة من اجابة!! لا وقت للغو هكذا يقول لسان حال النجم الساحلي منذ انتهاء مباراة أمس الأول في جرجيس.. فما ان أطلق الحكم ياسين حروش صافرة النهاية لم تطل فرحة زملاء حمزة لحمر بالترشح الى الدور النهائي لينصرفوا فورا الى العمل حيث خضع أمس المشاركون في مباراة نصف النهائي ضد الترجي الجرجيسي الى حصة تدريبية لاجتياز حالة التعب والإرهاق تحت اشراف المعد البدني مناف نابي قبل أن تواصل بقية العناصر التمارين بنسق أرفع.. وبين العلاج الطبيعي والتدريبات الخصوصية المدروسة التي تراعي النسق الذي يعيشه الفريق كانت التحضيرات لمباراة الدور النهائي في ظل ضيق الوقت وعدم توفر أي حيّز زمني لاسترجاع الأنفاس.. فلا وقت للراحة.. وبين نصف النهائي والنهائي مسافة 48 ساعة اجتهد الجنرال بمعية الطاقم الفني في ضبط التشكيلة الأساسية والخطة التكتيكية للمباراة. الحمامات للتركيز والإعداد بعد نهاية الحصّة التدريبية لمساء أمس امتطى لاعبو النجم الساحلي الحافلة واتجهوا نحو مدينة الحمامات أين يقيمون منذ البارحة بأحد النزل التي تعوّد النجم الإقامة بها قبل كل مباراة هامّة في العاصمة وسيكون الموعد عشية اليوم مع الحصة التدريبية الوحيدة التي سيمزج فيها المدرب فوزي البنزرتي بين الفني والبدني مع أخذ ما يكفي من القراءات التكتيكية لضمان أوفر حظوظ الظفر بودّ الأميرة واستبقائها للموسم الثالث على التوالي على ضفاف بوجعفر وقد جرت العادة في المواعيد الكبرى أن تكون الإقامة في الحمامات طالع خير على النجم الساحلي. 20 لاعبا في تربص النهائي وجه المدرب فوزي البنزرتي بمناسبة مباراة الدور النهائي ضدّ الملعب القابسي الدعوة الى عشرين لاعبا وهي نفس القائمة تقريبا التي اعتمدها «الجنرال» في المباريات الأخيرة في نطاق الإستقرار والاستمرارية وخاصة عنصر اللُحمة الذي يعتبره البنزرتي من أوكد ضمانات المحافظة على النسق وتحقيق الإنتصارات المتتالية. «النقاز» يستعيد الفورمة من بين النقاط الايجابية التي أفرزتها مباراة الدور نصف النهائي للكأس ضد الترجي الجرجيسي عودة الظهير الأيمن حمدي النقاز الى أجواء المباريات منذ البداية كأساسي بعد شهرين تقريبا من الغياب وتحديدا منذ مباراة الترجي يوم 11 جويلية في ملعب رادس وقد نجح النقاز في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حيث سجل هدف افتتاح النتيجة ضد الترجي الجرجيسي وتميّز كالعادة رغم بعض النقص في النسق في تنشيط الرواق الأيمن والثابت أن حمدي النقاز سيكون غدا من الأسماء المعوّل عليها لأحراز ودّ الأميرة. ارتياح لدعوة الثمانية قبل 48 ساعة من مباراة الدور النهائي أعلن هنري كاسبرجاك مدرب المنتخب الوطني عن أوّل قائمة يوجه لها الدعوة استعدادا لمباراة متروفيا ضد المنتخب الليبري في اطار تصفيات كأس افريقيا للأمم وكان لدعوة كاسيرجاك لثمانية لاعبين من النجم الساحلي الأثر الإيجابي في نفوس كل مكونات عائلة «الحمراء» وتضم القائمة كلاّ من أيمن البلبولي حمدي النقاز غازي عبد الرزاق عمار الجمل زياد بوغطاس محمد أمين بن عمر علية البريقي وحمزة لحمر وفي ذلك حافز معنوي هام لثلاثة أرباع التشكيلة الأساسية للنجم الساحلي قبل مباراة الدور النهائي. «البنزرتي» يحذّر من «الستيدة» بعد نهاية مباراة الدور نصف النهائي بالترشح على حساب الترجي الجرجيسي وفي طريق العودة الى سوسة لم يتأخر المدرب فوزي البنزرتي في تذكير لاعبيه بأن منافسهم في الدور النهائي الملعب القابسي جدير بالإحترام وزيادة وهو الذي اقتلع التعادل في سوسة الموسم الفارط أمام النجم الساحلي لتبقى تلك المباراة ماثلة في أذهان زملاء علية البريقي لإعطاء المنافس حقه خاصة وأن مثل هذه النوعية من الأدوار النهائية تغيب فيها الفوارق.. من جهته تحدث المدير الرياضي للنجم الساحلي زياد الجزيري إثر مباراة نصف النهائي في جرجيس واصفا مقابلة الدور النهائي بالصعبة أمام منافس هزم في الموسم الفارط كلاّ من النادي الإفريقي والترجي الرياضي وليس هناك اطلاقا ما يحمل على الاستخفاف. احتياطات لكل الاحتمالات رغم ضيق الوقت وانعدام المجال الكافي للتحضيرات وتخصيص مباراة الدور النهائي بما يتعين من استعدادات تتماشى وقيمة الحدث فإن الجنرال عمل بالتنسيق مع معاونيه على ضبط برمجة تتلاءم مع مقتضيات اللقاء وفي الحصة التدريبية التي سيجريها النجم الساحلي عشية اليوم بمقر إقامته بالحمامات ستتوزع الفقرات بشكل منهجي بما في ذلك قراءة لحساب ضربات الجزاء تحسبا لكل السيناريوهات الممكنة وهو ما يتنزل في صميم واقعية المدرب فوزي البنزرتي.
