(تونس) كشفت بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية أنه تبيّن وفق دراسة يعدها حاليا المركز أن لدى الشباب التونسي مفهومان لل «الحرقة» الأولى باتجاه أوروبا والثانية نحو «داعش» مبينة أن الشباب التونسي فقد الأمل ويعتبر أن تونس لا تمثل أي شيء بالنسبة له، وأنه لا أمل ولا مستقبل بها ... وأوضحت قعلول أنّ التقارير التي تصل إلى المسؤولين الذين يجلسون في مكاتبهم بعيدة تماما عن الواقع وعن واقع الشباب ، ملاحظة انّ أحد التقارير تفيد بأن ثلث الشباب التونسي معجب بتفكير الدولة الإسلامية وان لا ثقة لديهم في السياسيين ولا في الأمن. وبينت محدثتنا أنّ صورة السياسي لدى هؤلاء الشباب اهتزت أكثر من الصورة التي كان يحملها عن السياسيين قبل 14 جانفي وان الشباب يصفون السياسيين ب «اللوبيات» الذين يتقاسمون السلطة ،مؤكدين أن الرشوة ارتفعت وان الفساد تفاقم أكثر. وأكدت أن الشباب الذي يكره «داعش» يفكر في «الحرقان» إلى أوروبا وأن أولئك الذين لا أمل لديهم في أوروبا يفكرون في الحرقان إلى «داعش» . وعبرت قعلول ان أحد الشبان فاجأها عندما سألته عن أصدقائه في سوريا وعمّا اذا سنحت لهم الفرصة فهل يعودون إلى تونس ويتوبون؟... فأجابها بأنهم تائبون وأنه يأمل أن نتوب نحن وليس هم. وقالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية إن تونس تعاني في الوقت الراهن من عدة مشاكل مبينة أن أعلام داعش ترفع على بعد 100 متر من الحدود التونسية الليبية ،ملاحظة انّ دقة الوضع الحالي لا تسمح بعودة الجهاديين التونسيين من سوريا إلى تونس او فتح الباب أمام العائدين منهم. وأكدت قعلول أنّه لا يمكن الحديث عن توبة مع المجموعات الإرهابية لأن أيدي أغلبهم تلطخت بالدماء والقتل ،وشددت على أن انتهاء الأزمة السورية يعني عودة حوالي 6 آلاف مقاتل تونسي إلى الأراضي التونسية ،مبينة ان الوضع الصعب في تونس لا يسمح بذلك حاليا. واعتبرت محدثتنا أن الدولة التونسية لم تجهز نفسها لعودة المقاتلين وأنه لا وجود لمراكز تأهيل ولا لأية آليات واضحة لمحاكمتهم ،مبينة انه من الصعب جدا التمييز بين التائبين منهم وبين من شاركوا في القتال والمغرر بهم. وأشارت إلى أنّ الوسائل الضرورية للتمييز بين أصناف الجهاديين غير متوفرة في تونس اضافة الى أنه لا توجد استعدادات ولا اية خطط في هذا المجال. وبينت قعلول أنّ تونس عجزت عن إيجاد حلول ل 500 جهادي تونسي ممن عادوا في وقت سابق مرجحة ان يكون العدد في حدود 700 فما بالنا لو عاد الآلاف منهم؟ . وأكدت انّ أغلب هؤلاء سافروا الى سوريا عن قناعة وان هناك من حمل معه عائلته وأطفاله وبالتالي فإنهم يتبنون فكرا مغايرا لمفهوم الدولة وأن الإيديولوجيا التي يحملونها دفعتهم إلى التوجه إلى جبهات القتال وتساءلت عن أي توبة نتحدث اليوم؟. وشدّدت على أن لدى تونس من المشاكل ما يكفيها وأنها تعاني من الخلايا النائمة ومن مشكل الإرهاب والمهربين ،ومن السجون المكتظة والتي باتت بدورها مصدرا لتفريخ الإرهابيين متسائلة: كيف والحال تلك سنستقبل العائدين؟.