اكد الاستاذ سمير بن عمر محامي عبد الكريم العبيدي رئيس فرقة حماية الطائرات سابقا بمطار تونسقرطاج والموقوف حاليا على ذمة القضاء في قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي، ان فريق الدفاع عن موكله توصل الى معطيات جديدة تبرّئ ساحته من كل التهم الموجهة له، وتنسف رواية احد الشهود المضمنين في ملف القضية. واوضح الاستاذ بن عمر انه بتاريخ جانفي 2015 تم ايقاف موكلهم عبد الكريم العبيدي بناء على شهادة احد الاشخاص تفيد بأنه شاهد الارهابي أبو بكر الحكيم يتنقل على متن سيارة على ملك عبد الكريم العبيدي من نوع بيجو 406 وذلك خلال الفترة التي سجلت فيها أحداث رواد، وأضاف سمير بن عمر أن هذا الشاهد لم يقدم الرقم المنجمي للسيارة او علامة مميزة لها معتبرا في ذات السياق ان شهادة هذا الشخص زائفة وتدخل في اطار شهادة الزور، وتابع قائلا :«ورغم عدم وجود ادلة ووجود شهادة مهزوزة ومشكوك في صحتها تم الإذن بايقاف عبد الكريم العبيدي ..». وانتقد عضو فريق الدفاع عن العبيدي عدم بذل أي مجهود لمعرفة هوية مالك السيارة أو الرقم المنجمي أو حتى الاذن بحجزها باعتبارها احدى ادوات الجريمة، مشيرا في ذات السياق الى ان الابحاث في قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي لم تثبت ولم تنته الى إستعمال أية سيارة من هذا النوع في عملية اغتيال البراهمي كدعم لوجستي للقتلة مشددا :« كل الابحاث تؤكد عدم استعمال اي نوع من هذه السيارة سواء في عملية الرصد أوالمراقبة او الاغتيال أو الفرار...». وابرز الاستاذ سمير بن عمر انه بمجرد صدور بطاقة الايداع بالسجن في حق موكله، تحرك عدد من النقابيين الامنيين الذين هم على خلاف مع عبد الكريم العبيدي بالشهادة ضده بصفة كيدية مصرحا :«عبد الكريم العبيدي تقدم في جويلية 2014 بقضية لدى النيابة العمومية ضدّ عدد من النقابيين الامنيين الذين تحوم حولهم شبهة الضلوع في بؤر فساد في المطار، وبمجرد إيقافه تقدم هؤلاء الامنيون للشهادة بوجود سيارة من نوع 406 رابضة بالمأوى الديبلوماسي بمطار تونسقرطاج وقالوا انها على ملك عبد الكريم دون بيّنة..». وقال بن عمر إن لسان الدفاع بذل قصارى جهده للوصول الى السيارة وامكن له التعرف على هويتهاومالكها الحقيقي، وأنّه وقع احضاره امام قاضي التحقيق واعترف بان السيارة على ملكه وأنّها معطّبة منذ سنة 2012 ولم تستعمل منذ ذلك الوقت من أي طرف أو جهة اخرى، مبينا أنّ هذا المعطى الجديد والرئيسي يبرّئ عبد الكريم العبيدي ويدحض الشهادة التي وصفها بشهادة الزور، مضيفا :«هذا التطور يؤكد ان الشهادة لا اساس لها من الصحة ويؤكد ان كل ما قيل في هذا الموضوع ليس الا اشاعات ومحاولات مغرضة لتوريط عبد الكريم العبيدي في اطار اجندات سياسية لا اكثر ولا أقل .». وبيّن عضو لسان الدفاع أنه عند ختم الابحاث في قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي وتفكيك القضية تمت احالة عدد من المتهمين والاحتفاظ بآخرين من بينهم عبد الكريم العبيدي مع مواصلة التعهد بالملف، وأوضح الاستاذ بن عمر أنه كان من الواجب قانونا احالة كلّ المتهمين أو اطلاق سراح من لم تثبت الشبهة حوله وتابع قائلا:« هيئة الدفاع استأنفت القرار المضرّ بمصلحة موكلنا الشرعية غير ان قاضي التحقيق رفض قبول الاستئناف وهو ما يعتبر حرمانا لمنوبي من حقه بالطعن في القرارات، الامر الذي دفعنا الى التوجه لوكيل الجمهورية وتقديم الاستئناف ليقبل لاحقا من قبل قاضي التحقيق ..والان الملف في دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف في انتظار تعيين جلسة للنظر فيه ». وشددّ الاستاذ سمير بن عمر على أن ايداع عبد الكريم العبيدي كان نتيجة تهم كيدية مضيفا :«ايداع موكلي كان لمجرد انه انسان شريف و نجح من موقعه ومسؤوليته في تفكيك وضرب شبكات الفساد في مطار قرطاج لذلك تحرك أباطرة الفساد بالتنسيق مع اطراف سياسية للزجّ بعد الكريم في هذا الملف بعد حرب مسعورة لتشويه سمعته واقحامه في هذا الملف مع العلم ان هذه الاطراف التي أصفها بالعصابات سعت لبث اخبار زائفة لدى عائلة الشهيد لايهامها بضلوعه في الملف والتأثير عليها .». وختم سمير بن عمر قائلا إن مسار قضية عبد الكريم سيثبت كذب هذه الاطراف التي استغلت علاقتها الوطيدة بالشاهد ودفعت له للشهادة زورا، وعملت على تشويه عبد الكريم العبيدي، مشيرا الى مدى تأثر عائلة هذه الاخير وتضررها نتيجة الزج به دون وجه حق في القضية .