لم تمض أيام كثيرة على تسلم مهاجرة تونسية من منزل بورقيبة خطة وسيطة ثقافية ومترجمة لدى الجهات الامنية بمدينة «ميسينا» بإقليم صقلية الايطالي والشروع في تقديم خدمات للمهاجرين القادمين عبر قوارب الهجرة, حتى كان الموت في انتظارها على يد زوجها.. جريمة مروعة استفاق عليها جيران وزملاء «أميمة الدريدي بن غلوم» ذات ال33 ربيعا صبيحة الجمعة الفارط حيث تقدم زوجها البالغ من العمر 52 عاما الى مركز الامن ليعترف بأنه قتل زوجته ضربا بعصا غليظة وانه تركها في المنزل في «سبيروني» ب«ميسنا» جثة هامدة وكان مصحوبا ببناته الأربع المتراوحة اعمارهن بين 12 سنة وعامين.. مشهد مؤلم كان في انتظار الجهات الامنية والقضائية والجيران حيث كانت الزوجة فعلا جثة هامدة وذلك بعد تعرضها لاعتداء عنيف بعصا طال كافة اجزاء جسدها وخاصة رأسها .. وتفيد وقائع الجريمة حسب ما نشرته الصحافة الايطالية والتي تعود حسب معطيات أولية الى الغيرة التي اعمت بصيرة الزوج إذ أن مشاجرة دارت بين الطرفين انتهت بتسلح الزوج بهراوة انهال بها على جسد الزوجة انتهت بموتها نتيجة نزيف دموي وذلك بعد يوم عمل شاق شاركت فيه في استقبال أكثر من 800 مهاجر وصلوا إلى ميناء «ميسينا» على متن سفينة تابعة لخفر السواحل حيث استمر عملها إلى ساعة متأخرة وهو الأمر الذي قد يكون وراء غضب زوجها» فوزي» .. وقد تمت إحالة الجثة على قسم التشريح لتحديد أسباب الوفاة كما تعهدت الجهات المختصة بالتحقيق في الجريمة والاستماع الى شهادات جيرانها الذين شهدوا بحسن أخلاق الضحية وسيرتها وعلاقتها الجيدة بزوجها مؤكدين أنه لم يُسمع لها صراخ ولم تلاحظ أيّة علامات اختلاف بينهما . شقيق أميمة: أختي ماتت غدرا وفي اتصال ل«التونسية» به أكد شقيق الضحية الأكبر لسعد بنبرة كلها لوعة وأسى أن «أميمة» ماتت غدرا على يد زوجها وهو أصيل المنطقة أيضا (منزل بورقيبة) وان المعطيات التي وصلتهم عن الجريمة غريبة وأن أحد زملائها في العمل تونسي الجنسية أفاد العائلة بأنّه بعد انتهاء عملهم مع المهاجرين غير الشرعيين رافقوا أميمة إلى منزلها أين وجدوا زوجها في انتظارها خارجا وأنهما دخلا سكنهما ليتفاجؤوا في الصباح بخبر موتها.. واضاف لسعد ان ابنة شقيقته الكبرى «إسراء» أكدت له انهما دخلا المنزل في حالة غضب وأنهما كانا يتناقشان ثم اغلقا باب الغرفة حتى الصباح وأنها فوجئت وشقيقاتها سارة (8 سنوات) ونرجس (04 سنوات) و«غاية» ذات العامين فقط بوالدهما يحمل حقائبهن ويتوجه بهن إلى مركز الأمن ليعلم الشرطة بخبر قتله والدتهن وذلك بعد ان رفض دخولهن الغرفة او بحثهن عن والدتهن واكدت انها لم تسمع ليلا أي صراخ أو ما شابه مدلية بمعلومة هامة تتعلّق بإحضار والدها عصا غليظة قام باخفائها خلف باب الغرفة..» وعن علاقة الضحية بزوجها اكد لسعد ان شقيقتة المعروفة بالتزامها ورصانتها تحملت مسؤولية منزلها وبناتها رغم بطالة زوجها 5 سنوات وأنها حصلت مؤخرا على وظيفة الوسيط الثقافي وكانت مسرورة بذلك لكن يبدو ان الزوج لم يتقبل فكرة عملها لساعات متأخّرة فتملكته الهواجس وانتهى به الوضع قاتلا مشيرا إلى انه سبق ان اعتدى عليها بالضرب وأنه أمضى التزاما لدى الأمن بعدم الاعتداء عليها مرة أخرى. وانهى شقيق الضحية حديثه مناشدا السلط التونسية مساعدته على استعجال إجراءات السفر إلى إيطاليا لجلب جثمانها والتعهد ببناتها اللاتي اعتبرهن الضحية في هذه المأساة العائلية خاصة ان جديهما مسنّان وظروفهما متوسطة ناهيك عن عدم تقبل فكرة اهتمام السلط الإيطالية بهما وهو أمر أكثر وأشد وقعا في نفوس أفراد العائلة الملتاعة ..