لغز SMS ووصيّة طلب فيهما «السماح» شيّع أمس أهالي منطقة «الشرايطية الجنوبية» التابعة لمعتمدية الشراردة من ولاية القيروان الشاب لطفي الخرداني (36 سنة) الى مثواه الأخير وسط جموع غفيرة من الأهالي وسكان المناطق الريفية القريبة من منطقته جاءت لتوديعه بتأثر كبير وحيرة أكبر بعد العثور عليه مشنوقا ليلة «المرواحة» في حادثة تكفلت بالبحث في تفاصيلها المصالح الامنية بالجهة. وحسب شهادات ابناء المنطقة فإن الهالك كان يشتغل عاملا وغالبا ما يتردد على ليبيا للعمل بها شأنه شأن الكثير من شباب وكهول المنطقة الى أن قرر الزواج من أحد فتيات منطقته. وضبط يوم الأحد الفارط موعدا لزفافه حيث عاشت العائلة والمنطقة ككل على أنغام الفرحة الى حين موعد الفاجعة عندما تم العثور على جثة العريس على الساعة الواحدة والنصف ظهرا من يوم الأحد الفارط تتدلى في نافذة أحد غرف المنزل. ترك صاحبها وراءه سرّا ولغزا محيّرين وبهتة واستغرابا لدى كل من يعرفه باعتبار طيبة أخلاقه وحسن معاشرته ونقاوة سريرته. لماذا انتحر ؟ وحسب معلومات أولية استقتها «التونسية» من محيط الهالك فإن سبب «انتحاره» ربما يعود إلى خلافات عائلية بحتة. كما علمت «التونسية» أن الهالك كان قد أرسل قبل إقدامه على الانتحار بلحظات بإرسالية قصيرة على الهاتف الجوّال الى العروس التي كانت وقتها في قاعة الحلاقة تستعدّ ل «المرواحة» وطلب منها فيها «السماح» حسب ما استظهرت به للأمن وأنها تعجبت من ذلك فسارعت بطلبه على الفور لكنه رد عليها بأنه أخطأ في الكتابة لا غير. هذه العملية سبقت وصية تركها الهالك لعائلته على ورقة يعتذر فيها من أهله ويطلب منهم «السماح» كما طلب منهم ضرورة ارجاع كل أدباش العروس وخلاص ديونه المتبقية. وقد أقدمت عشية امس شقيقة الهالك على محاولة الانتحار بعد ان تناولت كمية من مبيد حشري خطير فقدت على إثره الوعي ودخلت في غيبوبة فتم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بالقيروان وظلت حالتها الصحية حرجة حسب مصدر طبي. وتعود أسباب إقدامها على محاولة الانتحار لشدّة تأثرها بفقدان شقيقها.