التونسية (تونس) أعلن الأستاذ البشير الصيد رئيس حركة «المرابطون تونس» تأييده للتدخّل العسكري الروسي ضد تنظيم «داعش» على الأراضي السوريّة. ولاحظ في تصريح ل«التونسية» أنّ هذا التدخّل فرضته التطوّرات على الميدان ولا سيما تصاعد الخطر الإرهابي مختزلا خاصّة في ما يُسمّى تنظيم «داعش» سواء في سوريا أو العراق وليبيا. وتابع العميد الأسبق للمحامين أنّ الحلف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» هو في الحقيقة معها معتبرا تأكيدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكون محاربة «داعش» ستتطلّب خمس سنوات أخرى قد عكست ضمنا أنّ مهمة هذا التنظيم لم تكتمل بعد واعتبر في ذات الصّدد أنّ التجربة الحاصلة إلى حدّ الآن أثبتت أنّه لا يوجد لا ربيع عربي ولا ثورة عربية وإنّما مآس ومهازل وسفك للدّماء العربيّة في إطار تنفيذ أجندا الشّرق الأوسط الجديد ملاحظا أنّ الولاياتالمتحدة وحلفائها قد خلقت ما يُسمّى «داعش» وأوكلت له تنفيذ هذه الأجندا. تفتيت وأكد البشير الصّيد أنّ هذه الأجندا تهدف إلى تدمير الجيوش العربية وإفقاد شعوب المنطقة كلّ مقوّمات المناعة والتقدّم وتفتيت الدول لتحقيق هدفين أساسيين هما تطويع إرادة العرب واستباحة ثرواتهم ومكاسبهم التي راكموها على مدى عقود عديدة. ولاحظ أنّ هذه الأجندا اعتمدت أيضا على تأجيج الفتنة تحت مسمّيات مختلفة على غرار العرقية والطائفية والجهوية معتبرا في المقابل أنّ مستوى الوعي العربي بتلك التحدّيات كان هزيلا ولم يرتق إلى مستوى المخاطر الماثلة. ثلاثة معسكرات واعتبر أنّ العرب قد انقسموا إلى ثلاثة معسكرات أولها تحول إلى أداة لتنفيذ أجندا التفتيت ويضمّ أنظمة ونخبا سياسية ونقابيّة انخرطت في المؤامرة تحت عنوان الديمقراطية فيما وسم الفهم المغلوط مواقف معسكر ثان لا يزال يعتقد في وجود ربيع عربي رغم كلّ المصائب التي عرفها العالم العربي على مدى السّنوات الأخيرة وتدعو بعض مكوّناته إلى التدخّل العسكري الغربي في بلدانها على غرار الحاصل في ليبيا والعراقوسوريا ولاحظ في ذات الصّدد أنّ القسم الثالث كان له فهم دقيق لما يجري لكنه يُعاني الأمرّين ولا يستطيع خلق تغيير في الأوضاع بمفرده. قطار الموت واعتبر البشير الصّيد أنّ العرب لم يستوعبوا الدّروس منذ غزو العراق عام 2003 رغم أنّ عديد المعطيات قد أشّرت آنذاك إلى أنّ مسار التّفتيت والتّخريب آخذ في التعمّق وقد يشمل الجميع دون استثناء. وتابع في هذا الإطار قوله: «لقد انقسم العرب آنذاك بين مؤيّد صراحة للتدخل الأجنبي وبين متحصّن بالصّمت خشية أن تطاله المحرقة فيما أثبتت التجربة أنّ قطار الموت لن يتوقّف ما لم تتغيّر الأوضاع». تردّد البشير الصّيد وصف من جهة أخرى مواقف بعض الدول العربية الرافضة للتدخل الروسي في سوريا بالهجينة خصوصا لجهة أنّ تنظيم «داعش» يشكّل خطرا محدّقا بالجميع. كما اعتبر في هذا الإطار أنّ الحلف الذي تتزعّمه روسيا يسير في الاتجاه الصحيح داعيا العرب إلى الانخراط في هذا الحلف الذي لاحظ أنه بإمكانه أن ينقذ المنطقة والعالم من براثن الإرهاب. ودعا من جهة أخرى إلى تشكيل حلف تونسي جزائري مصري للتدخل العسكري في ليبيا من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية ملاحظا أنّ تواصل التردّد إزاء الأوضاع في ليبيا ستكون فاتورته ثقيلة على البلدان الثلاثة.