احيل أول أمس على أنظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 شاب وجهت له تهمة القتل العمد اذ عمد الى ازهاق روح شاب بعد أن طعنه بآلة حادة على مستوى رقبته اثر خلاف جدّ بينهما فسقط وسط مياه القنال فأراد صديق كان مع الضحية نجدته والقى بنفسه وسط مياه القنال إلّا أن المياه ابتلعته ليموت الاثنان. وقد مثل المتهم امام انظار المحكمة واعترف بما نسب اليه وبرّر جريمته بكون الضحية الاول استفزه. والتمس الدفاع من هيئة المحكمة تأخير النظر في القضية الى موعد لاحق فاستجابت المحكمة لطلبه وقررت تأجيلها الى نهاية شهر ديسمبر . وقد انطلقت التحريات في هذه القضية على اثر اعلام ورد على السلط الأمنية يفيد بالعثور على جثتي شابين على مستوى قنال وادي مجردة بحي بوقطفة الى جانب وجود شاحنة ايسيزي على مقربة من مسرح الحادث فتحولت دورية امنية على عين المكان وتم انتشال جثتي الشابين من طرف اعوان الحماية المدنية واجريت المعاينات الميدانية عليهما وأذن بعرضهما على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة. وقد ثبت من خلالها ان المجني عليهما عقدا جلسة خمرية بالقرب من القنال وأنه يبدو ان خلافا بينهما اندلع مما دفع احدهما الى طعن الاخر على مستوى مؤخرة رقبته فسقط في القنال ويبدو ان نديمه هاله المشهد فحاول نجدته فتوفي معه غرقا. غير ان مجرى الاحداث سرعان ما تغير في اتجاه آخر اثر تقدم شخص الى السلط الأمنية بعد فترة من الجريمة معربا عن رغبته في تقديم معلومات غيرت سير البحث اذ افاد انه كان مارا بمسرح الجريمة فشاهد شاحنة على متنها شابان كان يستمعان الى الموسيقي وبصدد معاقرة الخمر فتقدم منهما وطلب منهما تمكينه من مبلغ مالي بسيط (1500مليم) لحاجته الاكيدة له غير انهما رفضا مطلبه بكل حدة وطلبا منه مغادرة المكان سريعا وإلّا فإنهما سيعنّفانه وأضاف أنهما عمدا الى التلفظ نحوه بألفاظ منافية للأخلاق الأمر الذي اثار غضبه فاندلعت مناوشة كلامية بينه وبينهما أمسك خلالها بثياب المجني عليه على مستوى رقبته ثم اخرج آلة حادة كانت بحوزته وطعنه على مستوى رقبته من الخلف فسقط وسط مياه القنال فحاول نديمه نجدته الا انه لم ينجح في ذلك وسقط معه وسط الماء فجره التيار وتوفي غرقا فيما تحصن هو بالفرار. وأضاف الجاني في اعترافاته انه بعد فترة ظل كابوس الجريمة عالقا في ذهنه ومنعه من النوم فقرر في النهاية المطاف الاعتراف بجريمته حتى يرتاح من تأنيب الضمير الذي ارقه على مدار ليال . وقد اعرب المتهم عن ندمه واكد ان الجانيان هما من كان وراء الجريمة التي لم يخطط لها اطلاقا ولم يخلد بذهنه ان تؤول المناوشة الى جريمة قتل. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه. وبإحالته على قاضي التحقيق أضاف أن المجني عليهما هما من كان وراء الجريمة لأنهما عمدا الى الاستهزاء به وتعنيفه بحكم حالة السكر التي كانا عليها مما اضطره في لحظة غضب شديد الى الدفاع عن نفسه كاشفا آثار عنف على جسده حديثة العهد تبيّن تعرضه للعنف مضيفا ان التفوق العددي للمجني عليهما منعه من الافلات من قبضتهما وأنه كان على وشك الهلاك لولا انه اخرج آلة حادة كانت بحوزته وطعن بها أحد النديمين ففقد توازنه وسقط وسط مياه القنال حينها فحاول صديقه نجده فغرق مؤكدا انه لم يعمد الى تعنيف المجني عليه الثاني ولم يتول دفعه حتى يسقط في القنال وأنه هو من القى بنفسه رغبة منه في نجدته نديمه. وقد تولى المتهم تشخيص جريمته بالكامل وقد بين تقرير الطبيب الشرعي ان وفاة الضحية الاول ناجم عن نزيف داخلي حاد وأن الثاني توفي غرقا وبعد ختم الابحاث وجهت للمتهم تهمة القتل العمد واحيل على انظار المحكمة التي قررت تأجيل النظر في القضية .