قليلة بل نادرة المناسبات التي ينهزم فيها النجم الرياضي الساحلي بفارق ثلاثة أهداف وأحدها كانت في سهرة أمس الأول على ميدان ملعب بيتروسبورت بالعاصمة المصرية القاهرة أمام نادي الزمالك في إياب نصف نهائي كأس الكنفدرالية وهي هزيمة وإن كانت خاتمتها الترشح إلى الدور النهائي من هذه المسابقة القارية بعد سبع سنوات من الغياب عن الأدوار النهائية الافريقية فإنها كانت عسيرة الهضم وغير مقبولة من فريق تألق قبل أسبوع أمام ذات المنافس ودكّ شباكه بخماسية كاملة.. فنجم ملعب بيترو وسبور كان شبحا لنجم أولمبي سوسة بعد أن انتصرت عقلية اللاعبين الذين أقتنعوا بأنهم مترشحون للدور النهائي وذلك رغم كل ما قام به الجهاز الفني وكل القريبين من الفريق من عمل نفساني حتى ينزع اللاعبون من أذهانهم سلخ الدب قبل صيده وقد شهد النجم وأحباؤه أمسية عصيبة عندما نجح نادي الزمالك في تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى أيمن البلبولي كان أحد بنيران صديقة بعد أن غيّر غازي عبد الرزاق برأسه كرة في شباك البلبولي ونعني بذلك الهدف الثالث. توصيات«البنزرتي» في واد واللاعبون في واد آخر منذ أن أعلن حكم الذهاب السيشالي برناركاميل نهاية لقاء سوسة بفوز النجم الساحلي بخماسية على الزمالك لم يتأخر المدرب فوزي النبزرتي في التأكيد على أن مهمة فريقه في مباراة القاهرة ستكون صعبة وقد مرّر الرجل الرسالة إلى لاعبيه بضرورة الوعي بأن أمر الترشح لم يحسم بعد وأن كل شيء يبقى واردا ولا مجال للتفكير في الدور النهائي قبل اجتياز عقبة الزمالك ثم إن منطق الإستكانة والاطمئنان لما تحقق وغياب الرغبة في التسجيل على أرض المنافس ليست موجودة البتة في قاموس الجنرال ولكن لاعبيه خذلوه في لقاء أمس الأول خاصة في الشوط الأول الذي كان من أسوء ما قدم النجم الساحلي وهو مازاد في تضليل لاعبي فريق جوهرة الساحل ورفع من سقف اطمئنانهم على ورقة الترشح عند إقصاء مدافع الزمالك المصري علي جبر منذ الدقيقة الخامسة وعوض استغلال النقص العددي للمنافس، منح لاعبو النجم لنظرائهم في الزمالك أجنحة حلقوا بها نحو ثلاثية وضعت ضغطا معنويا كبيرا على ممثل كرة القدم التونسية ليكون اللعب بالنار أمام منافس آمن بحظوظه ونزل إلى الملعب للدفاع عن اسمه مقابل غياب شبه كلّي للنجم الساحلي. انسحاب على مرمى هدف كان واضحا في الشوط الثاني أن البنزرتي قد عبّر في راحة ما بين الشوطين عن استيائه من مردود اللاعبين الذين ظهروا به في الفترة الأولى وأن النجم لا يمكنه أن يواصل المباراة بنفس الطريقة فكان أن تغيرت الأمور في الفترة الثانية ورأينا نجما أفضل وأداء أحسن من الشوط الأول ولكن النجاعة الهجومية غابت ولم يقو زملاء بغداد بونجاح على الوصول إلى شباك الحارس أحمد الشناوي رغم توفر ما لا يقل عن خمسة فرص واضحة ... وطبيعي جدا أن من لا يسجّل يقبل وهو ما حصل حيث أدرك الزمالك مرحلة متقدمة جدا في تجاوز هزيمة الذهاب ليلعب النجم الساحلي منذ الدقيقة 20 وإلى غاية نهاية اللقاء بإضافة 5 دقائق الفترة الأصعب في المقابلة ... ضغط حبس الأنفاس وكان الإنسحاب على مرمى هدف. بفضل «البلبولي» و«كوم» إذا كان قد وُجد هناك امتياز في مباراة أمس الأول فهو بالقطع للحارس أيمن البلبولي الذي كان حاسما في تدخلاته ليقف سدا منيعا أمام ضراوة الهجومات الزملكاوية وخاصة في أصعب الأوقات عندما كانت النتيجة ثلاثة مقابل صفر... البلبولي بفضل خبرته وتجربته ألغى أكثر من هدف محقق وساهم بشكل كبير في المحافظة على أسبقية الذهاب.. من جهته كان متوسط الميدان الكاميروني فرانك كوم ابان دخوله صمام أمان وساهم بكشل كبير في الحدّ من خطورة الفريق المصري. درس للحفظ وليس للنسيان مباراة الإياب لنصف نهائي كأس «الكاف» أمس الأول بين الزمالك والنجم أقامت الدليل على هشاشة عقلية اللاعب العربي وصعوبة انتزاع نشوة الإنتصارات العريضة في المقابلات الهامة فمثلما حدث مع الزمالك الذي جاء إلى سوسة مزهوا بفوز تاريخي على غريمه التقليدي الإهلي في نهائي كأس مصر ولم يقو المدرب البرتغالي ايمانوال فيريرا في الحدّ من انتشاء لاعبيه بالثنائي فكانت الهزيمة بخماسية هزت أركان البيت الزملكاوي.. تكرر السيناريو بأقل حدّة مع النجم الساحلي.. فرغم ما بذله فوزي البنزرتي من مجهود لإقناع لاعبيه بضرورة نسيان خماسية الذهاب وما أدلى به صناع القرار من تصريحات في صميم الواقعية لايصال الرسالة بأن الترشح إلى الدور النهائي لم يحسم بعد فإنّ كل تلك المساعي كُللت بالفشل ليظهر النجم بوجه مغاير ويضع نفسه في أتون الضغوطات. ولو لا نجاعة البلبولي وفاعلية فرانك كوم في الدقائق التي خاضها لكان الانسحاب .. انه درس عميق المعاني الذي يتعيّن على لاعبي النجم استيعابه وعدم نسيانه وعسى أن تكون الضارة النافعة في بقية المشوار ليكون القطع النهائي مع مثل هذه المآزق.. ومع لومنا للاعبي النجم الساحلي فلأن ما حدث في ملعب بيترو وسبورت أمس الأول فإنّ ذلك يعبّر عن عقلية اللاعب العربي الذي سرعان ما يطمئن لنتيجة عريضة تنسيه الانتباه من ردّ فعل منافسه .. ثم إنّ فريقا بحجم خبرة وتجربة النجم الساحلي كان يفترض أن يكون ملقّحا ضد كل أشكال الغرور بانتصار عريض. إلى النهائي بعد أن تعرّف أمس على منافسه في الدور النهائي المقرر اجراؤه يومي 21 و28 نوفمبر القادم وبالتوازي مع شواغل البطولة الوطنية ينصرف النجم الساحلي انطلاقا من اليوم للاعداد والتركيز على لقب تعب من أجله وجاب أرجاء القارة بالطول والعرض وليس ثمّة أفضل من مباراة أمس الأول ضد الزمالك لتكون أكسير تحقيق الأماني في باب الاستفادة من الأخطاء وتحويلها إلى نقاط قوّة .